تحل علينا هذه الأيام ذكرى البيعة التاسعة لاعتلاء خادم الحرمين الشريفين عرش الحكم في المملكة العربية السعودية. وهي مناسبة غالية على قلب كل سعودي وسعودية. هذه البيعة المباركة على الولاء والطاعة لولي أمرنا "حفظه الله".. فتيمناً بالحديث الشريف عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: "مَنْ خَلَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ، لَقِيَ اللَّهَ لا حُجَّةَ لَهُ، وَمَنْ مَاتَ لَيْسَ فِي رَقَبَتِهِ بَيْعَةٌ، مَاتَ مَيتَةً جَاهِلِيَّةً". وهي فرصة نجدد البيعة والوفاء لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ولسمو ولي العهد وولي ولي العهد. ان ما شهدته المملكة المترامية الأطراف من انجازات وتنمية غير مسبوقة بفضل من الله سبحانه وتعالى وبفكر ذلك الرجل الذي ضحى بوقته وصحته من أجل رفاهية شعبه الذي أحبه حتى النخاع، فكان هذا هو هاجسه وما يصبو إليه دائماً. لقد شعر المواطن السعودي بمدى إخلاص هذا الزعيم الفذ ومحبته لوطنه ومواطنيه وتواضعه بالنظر لمقامه الكريم، وقربه من جميع أفراد شعبه، فحتى التقليد الشعبي من تقبيل يده منعه، قائلا: «أنا أكره مثل هذه الأمور لأنني اعتقد أن الإنسان يجب ألا ينحني سوى أمام ربه وليس لأي بشر آخر». وأكد على ذلك خلال استقباله لجمع من كبار المسؤولين والمشايخ والمواطنين قال: "إخواني.. هناك كلمتان ما دام المشايخ حاضرين، وهي للشعب أجمع، إخواني.. يقال: ملك القلوب، أو ملك الإنسانية، أرجوكم أن تشيلوا هذا اللقب عني، الملك هو الله، ونحن عبيد لله عز وجل، أما هذه أرجوكم تعفوني منها، وشكرا لكم يا إخوان».. وهنا يبين بما لا يدع مجالاً للشك مدى إيمانه الشديد وحرصه على التجرد من الألقاب وعبارات التفخيم. وقد عمل -حفظه الله- على الاهتمام بجميع مناطق بلاده على قدم المساواة لتعود بنا الذاكرة لعام 1421ه لموقفه مع أهالي منطقة جازان أسوة بالعديد من المناطق، التي منحها اهتماما كبيرا في العديد من المناسبات داخل وخارج أسوارها، بدلالة أنه وصفها بالمنطقة التي لها مكانة عزيزة لديه وأهلها عزيزون وستكون محط الرعاية والاهتمام، وقد شكل الوقوف الميداني لخادم الحرمين الشريفين منذ أن كان وليا للعهد لرصد أوضاع منطقة جازان جراء تفشي مرض حمى الوادي المتصدع، الحدث الأبرز بعد أن قطع مهمة عمل خارجية من أجل أبناء المنطقة ووصف وقتها الملك عبدالله بن عبدالعزيز منطقة جازان بأنها عضد وساعد من سواعد الوطن، مؤكدا أن الجنوب بعمومه جبينه الأبي، وأن كل منطقة من مناطق المملكة هامة شامخة وعضد وكرامة في جسد الأمة. لم تثنه نصائح الأطباء لنخوة أبناء المنطقة وفي أحلك الظروف مدى شجاعته في مواجهة ما يعانيه أقل إنسان وفي أي بقعة من بقاع الوطن فوقف بنفسه على زيارة المرضى المصابين بفيروس حمى الوادي المتصدع بمركز العزل بمستشفى الملك فهد في جازان. واطمأن على كافة الإجراءات وأصدر التوصيات العاجلة التنفيذ والتي تبين أهمية تأمينها لمواجهة مرض حمى الوادي المتصدع ورصد المبالغ اللازمة للمشروعات المتعلقة بهذا الجانب. فتلك صفحة ناصعة البياض وضع حفظه الله بصماتها بأياديه الكريمة. وعلى خطى مدرسة عبدالله بن عبدالعزيز هذه المدرسة النادرة من نوعها، سار أبناؤه ففي ظل المخاوف التي انتابت قاطني محافظة جدة مؤخراً، حذّر أمير منطقة مكةالمكرمة مشعل بن عبدالله من الالتفات إلى إشاعات انتشار فايروس «كورونا» في المحافظة، مطمئناً خلال زيارته التفقدية لمستشفى الملك فهد بجدة بتاريخ 11 جمادى الآخرة من هذا العام، المواطنين والمراجعين على استقرار الوضع الصحي هناك، وانعدام ما يثير القلق من انتشار الفايروس. وأوصى جميع العاملين في المستشفى بمضاعفة الجهد وتقديم أفضل الخدمات الطبية للمرضى والمراجعين، واتخاذ جميع سبل الوقاية والتوعية الصحية للمحاصرة والقضاء على الفايروس، وتقديم فائق الرعاية والاهتمام بالمصابين والمخالطين والحالات المشتبه بها. وفي تلمس لحاجات المواطنين كان "امتلاك السكن" هو هاجس أغلبهم وحلما يبدو أنه أصبح الآن حقيقة ماثلة للعيان.. وعندما تنظر إلى ما حولك تجد وزارة للإسكان التي أمر بإنشائها عندما دعت الحاجة لتوفير وحدات سكنية للمواطنين ليشعروا بالطمأنينة والأمان الأسري لهم ولأبنائهم. ففتحت الوزارة بوابتها الإلكترونية لكافة المواطنين بجميع مناطق المملكة، وعلى مدى العام لاختيار المنتج الذي يناسب تطلعاتهم وحسب ظروفهم فبعد شهور سوف تدشن باكورة إنتاج هذه الوزارة المباركة. وهي تحسب لهذا الملك الذي يحرص على توفير رغد العيش لأبناء شعبه الوفي. ولبناء الإنسان السعودي خصص برنامجاً للابتعاث وهو: "برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي"؛ ابتعثت خلالها أعداد من الطلاب والطالبات إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، وغيرها من الدول المتقدمة في تخصصات لتلبية حاجة سوق العمل في المملكة. أما المرأة السعودية في عهد الملك عبدالله فقد أجمع المراقبون المحليون والخارجيون بأنها تعيش عصرها الذهبي فقد مكنها حفظه الله من نيل حقوقها.. وصان هذه الحقوق نظام الحكم، أما القضاء فحماها.. فلهذا أشادت مجلة «التايم» الأمريكية بدعم الملك للمرأة السعودية، موضحة أن دعمه لم يقتصر على تعيينها في مجلس الشورى فقط، فهناك عدة إنجازات قدمها للمرأة خلال ثماني سنوات ماضية، منها مشاركة المرأة في الألعاب الأولمبية، وتأنيث المحلات التجارية، وكذلك السماح لها باستخراج هوية وطنية مساواة بينها والرجل، وتم إلحاقها ببرنامج الملك للابتعاث الخارجي وفتح لها المجال للمشاركة في الانتخابات البلدية القادمة (2015م). كذلك رحبت منظمة "هيومن رايتس ووتش" المعنية بمراقبة حقوق الإنسان بدعوة مجلس الشورى السعودي وزارة التربية إلى دراسة إضافة برامج للياقة البدنية في مدارس البنات في المملكة. وعندما نذكر هذه الأمثلة الحية من ما قدمه الملك عبدالله بن عبدالعزيز لوطنه يجدر بنا أن لا ننسى.. أمره بإنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد عام 1432ه، وتخصيص مبلغ أربعة مليارات وخمس مئة مليون ريال لتفعيل البرامج المساندة ودعمها لمستفيدي الضمان الاجتماعي دون المساس بمخصصاتهم الشهرية. وتطوير مرفق القضاء والحوار بين أتباع الأديان والثقافات والأمن الداخلي لترسيخ الأمن والتصدي لذوي الفكر الضال والفئة المنحرفة ومكافحة الإرهاب. وعلى النطاق الشخصي... كان لخادم الحرمين الشريفين (حفظه الله) قصب السبق في نيل الجوائز المشّرفة وعلى أرقى المستويات فهو لم يصبُ إليها أو يبحث عنها وهو الذي تجرد من جميع الألقاب التي التصقت باسمه واحتفظ باسم يشرفه أن يحمله ومحبب له ألا وهو "خادم الحرمين الشريفين".. فكانت هذه الأوسمة والجوائز والشهادات الدولية إنصافاً لمجهوداته الوطنية وإنسانيته العفوية وإيمانه وتوكله على ربه الكريم.. حصل أيده الله على أكثر من 20 جائزة عالمية أبرزها جائزة اليونيسكو.. التي منحته أرفع وسام لديها. كما ظهر اسمه للمرة الخامسة على التوالي من خلال مجلة "فوربس" العالمية الأمريكية ضمن الشخصيات الأكثر تأثيرا في العالم وهي شهادة دولية جديدة للدور الريادي والمؤثر، الذي يقوده الملك عبدالله إقليميًا ودوليًا.. وكانت مجلة "نيوزويك" الأمريكية الرصينة في عام 2010م قد اختارت خادم الحرمين الشريفين ضمن قائمة أكثر 10 شخصيات احتراما في العالم.. وفي تقدير إماراتي غير مستغرب ومستحق أعلنت هذا العام جائزة الشيخ زايد للكتاب عن فوز خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود بجائزة شخصية العام الثقافية للدورة الثامنة 2013 – 2014م. ولم تتوقف الإشادات والجوائز والأوسمة لهذا الإنسان على ذلك فقط وهناك المزيد فما بثه قبل أيام موقع "روسيا اليوم" الإخباري لتصريح الرئيس فلاديمير بوتين أكد فيه، احترامه الكبير لخادم الحرمين الشريفين، واصفاً الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالذكي والمتزن للغاية. وحينما يكون الحديث عن عبدالله بن عبدالعزيز نتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم "خير أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم (أي تدعون لهم) ويصلون عليكم، وشر أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم "أخرجه الترمذي، وقال الألباني حديث صحيح. لقد اتفق الجميع على حب خادم الحرمين الشريفين والدعاء له، منذ أن عرفه الناس، وزاد حبهم له لما تسلم قيادة هذه البلاد المباركة، ولما كان قريباً من الجميع، وفياً لهم، بادله شعبه الحب بالحب، والوفاء بالوفاء. فكيف لا وهو الذي طلب منا حفظه الله في ختام "كلمة له" بيوم جمعة تفاعل معها كافة شرائح الشعب، الكبير منهم والصغير، رجالاً ونساءً وأطفالاً والتي أثنى فيها على شعبه قائلاً: بعبارة مؤثرة جداً.. "لا تنسوني من دعائكم". ندعو لك يا سيدي في كل وقت وحين بأن يمتعك الله بالصحة والعافية، وجزاك الله كل خير على ما تقدمه لشعبك وأمتك، وجعل هذا في موازين أعمالك.