أكَّد عدد من المبتكرين الشباب على أنَّهم ملّوا عبارات الإشادة والإطراء ونظرات الإعجاب بمبتكراتهم، متمنين تجاوز مرحلة المشاركة في المعارض والملتقيات المحلية والدولية وتحقيق الميداليات والحصول على الشهادات وتحقيق المراكز المتقدمة، مشيرين إلى أنَّهم بحاجة أكبر من ذلك كلّه إلى دعم القطاعين الحكومي والخاص لهم، لافتين إلى أنَّهم يحلمون باليوم الذي يتبنى فيه المستثمرون ورجال الأعمال لمبتكراتهم تلك وتجسيدها على أرض الواقع، خاصةً أنَّ لديهم العديد من الأفكار والمشروعات التي لا تزال حبراً على ورق في انتظار من يأخذ بأيديهم ليصلوا بمبتكراتهم إلى العالمية، على أمل أن يحققوا ولو جزءاً يسيراً من أحلامهم وتطلعاتهم عبر تبنيّ الأفكار المتميزة وتحويلها إلى منتجات تدعم الاقتصاد الوطني. إسعاف طائر وأشار "عبدالملك بن خالد المبرد" -طالب مبتكر- إلى أنَّ الدعم الحكومي والخاص سيساهم في تنمية الابتكارات والخروج بها إلى أرض الواقع، مضيفاً أنَّ مهمة توطين الصناعات المحلية تقع على عاتق القطاع الخاص، موضحاً أنَّ من الواجب عليه تبنى هذه الابتكارات ودعمها وإنشاء مصانع متخصصة تدعمها في حال ثبت جدواها، لافتاً إلى أنَّ على المستثمرين استثمار أموالهم في تحقيق ما يخدم الوطن والمواطن. وبيَّن أنَّ ابتكاره عبارة عن إسعاف طائر عمودي الشكل يبلغ طوله أربعة أمتار وعرضه مترين، مضيفاً أنَّ له قدرة فائقة على المرور عبر الأماكن الضيقة، مشيراً إلى أنَّه من الممكن أن يستخدم في عدد من الجهات الحكومية، مثل الدفاع المدني والقوات الخاصة والشرطة والمرور، لافتاً إلى أنَّ العديد من الجامعات والكليات التقنية دعمت كثيراً من المبتكرين عبر تخصيص مخصصات مادية أعانتهم على إنجاز ابتكاراتهم. وأضاف أنَّ الدور الأهم في هذا الشأن يقع على عاتق القطاع الخاص، عبر تبنيّ الأفكار المتميزة وتحويلها إلى منتجات تدعم الاقتصاد الوطني. معمل كهربائي وأكد "عبدالله الجابر" -طالب مبتكر- على أنَّه فخور جداً بما وصل إليه، متمنياً أن تبادر إحدى الشركات المحلية لتبنيّ أفكار وابتكارات العديد من الطلاب المتميزين في هذا الجانب وتعمل على تجسيدها على أرض الواقع، موضحاً أنَّ العديد من المستثمرين حول العالم يدعمون ابتكارات شبابنا في الوقت الذي يكتفي فيه المستثمرون لدينا بالتصفيق والإشادة والإطراء، مؤكداً على أنَّه يطمح أن يجد من ينفِّذ ابتكاراته ويحقق أحلامه وطموحاته. وبيَّن أنَّ مشروعه الابتكاري عبارة عن معمل كهربائي متكامل في صندوق واحد، مضيفاً أنَّه من الممكن أن يتم التنقُّل به في المواقع المراد العمل بها، مشيراً إلى أنَّه سيختصر الوقت والجهد ويُعطي جودة في مخرجات العمل، لافتاً إلى أنَّ بإمكان الشركات الكبرى، مثل "أرامكو" السعودية و"سابك" وجميع شركات مدينتي "الجبيل" و"ينبع" الصناعيتين الإفادة من هذا الابتكار ودعمه وتطويره بما يتناسب مع احتياجهم الفعلي من المعامل الكهربائية. منتج وطني وأنجز "عبدالرحمن الزهراني" ابتكاراً يساهم في كشف تسربات المياه من الأنابيب العملاقة والصغيرة التي يصعب الوصول إليها، موضحاً أنَّ ابتكاره يعمل على تحديد مكان التسرُّب عبر جهاز إنذار يُطلق إشارات صوتية تُحدد موقع التسرُّب بدقَّة، مشيراً إلى أنَّ هذا الابتكار سيُسهم في المحافظة على المياه، إلى جانب إمكانية استخدامه من قبل "شركة المياه الوطنية" و"وزارة الزراعة" والعديد من المنشآت الصناعية والمباني السكنية. وأشار إلى أنَّ من أكثر الأشياء إحباطاً للمبتكر يقينه في كثير من الأحيان أنَّ ابتكاره لن يتجاوز أسوار الكلية أو المشاركة به في بعض المعارض الدولية، موضحاً أنَّ هناك عزوفاً من قبل أصحاب رؤوس الأموال عن تمويل وتطوير الابتكارات الوطنية؛ لعدم ثقتهم في المنتج الوطني -على حد رأيه-، لافتاً إلى أنَّ ذلك هو ما يصيبه بخيبة الأمل في كثير من الأحيان. جهود ذاتيَّة وقدَّم "سعد خليفه" –طالب مبتكر- العديد من الابتكارات، ومن بينها ثلاثة مشروعات تطويرية، منها "مشروع نظام السلامة في المركبات ذات الوزن الثقيل" و"مشروع السيارات المُعدَّلة" و"مشروع المقصَّات في السيارات الرياضية"، موضحاً أنَّ هذه الابتكارات جميعها تصب في مجال سلامة المركبات بكافة أنواعها. وابتكر "محمد العلي" هو وعدد من زملائه جهازاً يتكوَّن من مجموعة من "الحسّاسات" التي يمكن استخدامها في إشارات المرور الضوئية، موضحاً أنَّ الهدف من هذا الابتكار التخفيف من الزحام المروري الذي تشهده العديد من الشوارع والطرقات داخل المدن، مشيراً إلى أنَّ هذا الابتكار مُطبَّقٌ حالياً في شوارع شركة "أرامكو" و"الهيئة الملكية بالجبيل"، لافتاً إلى أنَّه تمَّ تطويره بجهود ذاتية من قبله هو وزملاؤه بالكلية، مؤملاً أن تتم الإفادة منه بشكلٍ أوسع على مستوى مدن ومحافظات "المملكة". يحتاجون إلى دعم أكبر من عبارات الإشادة والإطراء ونظرات الإعجاب بمبتكراتهم طاقة بديلة ولفت "يوسف أمين" - عضو نادي الروبوت بالكلية التقنية بالدمام - إلى أنَّه نفَّذ مشروعه بمساعدة زملائه في قسم اللحام بالكلية، مضيفاً أنَّ فكرة المشروع تكمن في تشغيل إشارات المرور بالطاقة البديلة "الطاقة الشمسية"، بحيث تكون الإشارات متصلة ببطاريتين لتوليد جهد أكبر وتيار مستمر، موضحاً أنَّ من مميزات هذا المشروع تقليل تكلفة استهلاك الطاقة الكهربائية وضمان مصدرها الرئيس "الشمس"، إلى جانب تميّزه بسهولة الصيانة وتوفر قطع الغيار المستخدمة بإنتاج محلي بعيداً عن استيرادها من الخارج. وأضاف أنَّ دور الطلاب المخترعين ينحصر في تنفيذ فكرة المشروع "الابتكار" وإيصال صوتهم إلى المستثمرين، موضحاً أنهم –للأسف- لم يجدوا القبول التام من قبل المستثمرين، على الرغم من حصولهم على العديد من الجوائز المحلية والعالمية، إلى جانب إشادات العديد من المسؤولين. خدمات إنسانية وأوضح "مجتبى المكف" -رئيس نادي الروبوت بالكلية التقنية بالدمام- أنَّ جهاز "الروبوت" من الممكن أن يستخدم في المنزل وفي المشاركة بالمهام الأمنية الاستطلاعية والخدمات الإنسانية، إلى جانب إمكانية الإفادة منه في قطاع "الدفاع المدني"، مضيفاً أنَّه يتحمل أعلى درجات الحرارة ويستطيع الدخول في الحرائق؛ لاكتشاف الأفراد المحتجزين بداخلها، وذلك عبر المجسمات الصوتية والكاميرات متناهية الصغر. وقال :"نهدف من ابتكارات أجهزة (الروبوت) إلى توطين ثقافة هذا الجهاز داخل المملكة، وكان للكلية التقنية بالدمام المبادرة في ذلك، إذ دعمت هذا الاختراع وطوّرته؛ لكي تكون السباقة في اقتناء هذه التقنية داخل الكلية"، داعياً القطاع الخاص والمهتمين بالمبادرة إلى تبني هذا الابتكار المحلي المُنتج بسواعد شبابية من أبناء الوطن، مقترحاً إنشاء مصانع ومنشآت متخصصة تعمل على تصنيعه، مؤكداً على أنَّه سيُكوِّن بصمة قوية للمملكة عبر الرؤية والأهداف التي سيحققها هذا الجهاز. أفكارهم ومشروعاتهم لا تزال حبراً على ورق في انتظار التنفيذ عزوف المستثمرين وأكد "عبدالله الدهيش" -مشرف التوجيه والإرشاد بالكلية التقنية بالدمام- على أنَّ شباب الوطن مبدعون في العديد من المجالات، مضيفاً أنَّ الجهات التعليمية تسعى لمساندة الطلاب المبتكرين بكامل طاقاتها، ولكن في حدود إمكاناتها المحدودة، موضحاً أنَّها تهتم بالجانب التطويري لتقديم الاختراع بشكله الكامل، مشيراً إلى أنَّ الكليات التقنية لديها نادٍ للابتكارات يدعم المتدربين في بداياتهم عبر العديد من المشاركات في المعارض والملتقيات المحلية ويوم المهنة؛ لعرض ابتكاراتهم على المستثمرين ورجال الأعمال لتبنيها. وأوضح أنَّ هناك عزوفاً تاماً من قبل المستثمرين المحليين عن دعم هذه الابتكارات؛ مما يصيب المبتكرين بالإحباط، وذلك رغم الإعجاب الذي يبدونه عند اطلاعهم على ابتكاراتهم، مؤكداً على أنَّ الإعجاب الذي يبدونه غير كافٍ إطلاقاً، متمنياً دعم هذه الطاقات الشبابية بشتى السُبل والنهوض بهذه الابتكارات والخروج بها إلى واقع التنفيذ عبر منشآت صناعية متخصصة، داعياً المستثمرين ورجال الأعمال في "المملكة" إلى المساهمة في هذا الجانب وتبني جميع الابتكارات التي تخدم الوطن والمواطن. ودعا الجهات المعنية إلى وضع آلية محددة للداعمين والمستثمرين؛ لكي يحولونها إلى منتج نهائي، موضحاً أنَّ الجهات التعليمية تتبنى فكرة الطالب وتدعمه إلى أن يصل بابتكاره إلى المراحل النهائية القابلة للتنفيذ، وبعد هذه المرحلة يأتي دور رجال الأعمال في سبيل تطوير الابتكار وتسجيله لدى "مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية"؛ للحصول على براءة الاختراع في حال وجد المستثمر الداعم. ولفت إلى أنَّه رُغم تميّز العديد من الابتكارات لدى طلاب الكلية التقنية، إلاَّ أنَّه لم تتم مشاهدة أيّ مبادرة من أيّ مستثمر محلي لتبنيها، مضيفاً أنَّ ثلاثة من طلاب الكلية شاركوا في معارض علمية في "جنيف" السويسرية وحصدوا الميدالية البرونزية ومراكز المتقدمة على مستوى تلك المعارض العالمية، مبيناً أنَّ من بين تلك الابتكارات التي حصلت على جوائز عالمية جهازاً لمساعدة المكفوفين على السير والحركة بأمان.وأضاف أنَّ الكلية شاركت في المعرض الذي أُقيم في مدينة "الدمام" تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير "سعود بن نايف" -أمير المنطقة الشرقية - مؤخراً بثمانية ابتكارات، منها جهاز "الروبوت" والمعمل المُتنقل وجهاز كشف تسرّب المياه وجهاز "الحسّاسات" المستخدم في إشارات المرور الضوئية، إلى جانب أجهزة السيارات المُعدّلة، وكذلك جهاز تدريب الطلاب في قسم التكييف والتبريد بالكلية. دورات تدريبية ولفت "عبدالوهاب بن سعد الفردان" -مدير فرع معهد ريادة الوطني بالدمام- إلى أنَّ نسبة كبيرة من خريجي الكليات التقنية لا يرغبون في الوظائف الحكومية أو الأهلية ويبحثون عن الفرص البديلة للوظيفة المتمثلة في العمل الحر، مضيفاً أنَّ المعهد يُقدِّم لهم بشكل شهري العديد من الدورات التدريبية، ومنها دورة "حدد فكرة مشروعك"، وهي دورة تسويقية تساعد الطالب على معرفة سوق العمل والفرص المتاحة أمامه. وأضاف أنَّ من بين الدورات أيضاً دورة عن دراسات الجدوى وإعداد المشروع، مشيراً إلى أنَّها تهدف إلى تشجيع الشباب على العمل الحر في سوق العمل، موضحاً أنَّه يتم بعد ذلك رفع الأوراق للشريك الاستراتيجي في ريادة، وهو "بنك التسليف"، وبعد اعتمادها من قبل البنك يحصل الطالب أو المخترع أو الراغب في العمل الحر على التمويل اللازم لمشروعه، مؤكداً على أنَّ بعض الأفكار الإبداعية تحتاج إلى رؤوس أموال كبيرة وضخمة لتنفيذها. وبيَّن أنَّ لدينا شباباً مبدعين في مجالات عدة ويحصدون الجوائز وينتظرون الدعم المحلي من قبل القطاع الخاص؛ لتنفيذ ابتكاراتهم وتجسيدها على أرض الواقع. الفردان متحدثاً للزميل محمد الغامدي عبدالملك المبرد واقفاً أمام نموذج طائرة الإسعاف المبتكرون ملّوا من عبارات الإشادة ويحلمون بدعم المستثمرين عبدالله الدهيش