حبست وتيرة التنافس، أنفاس المبتكرين المشاركين في تصفيات المرحلة الثانية من «الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي» في المنطقة الشرقية، على أمل الفوز في أحد مقاعد الصعود للمرحلة الثالثة والنهائية، التي ستقام في منطقة الرياض. وتنافس في المرحلة الثانية، التي أقيمت فعالياتها أمس في الظهران، 49 مبتكراًَ جديداً، يحملون أفكاراً «واقعية»، لمعالجة بعض إشكالات. ويشارك في معرض الأولمبياد 64 طالباً، ينتمون إلى ثلاث إدارات تعليمية، وهي «تربية الشرقية» ب25 مبتكراً، و«تربية الأحساء» 17 مبتكراً، و»تربية حفر الباطن» 7 ابتكارات. وتركز الابتكارات على حل بعض الإشكالات التي قد تقع في المجتمع. وتسعى لحلها جذرياً، وربطها في بعض الظواهر الطبيعية والكونية. ومنها ابتكار يقيس قوة وشدة الهزات الأرضية وقوة الزلازل، وذلك من طريق تحليل توصل إليه أحد الطلاب، عبر جهاز ابتكره لتحليل ومعرفة قوة الهزة، وأثرها، والنطاق الذي ستصل إليه. كان لافتاً في المعرض تنوع المشاركات بين خدمة البيئة المحلية والخدمة الإنسانية، وخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة، والعقل البشري، والثورة المعلوماتية. ومنها ابتكار لطريقة للإسعاف التحكمي، خاصة في سيارات الهلال الأحمر وآليات الدفاع المدني، التي تواجه زحاماً شديداً في الطرقات، وبخاصة عند الإشارات الضوئية. ويتيح هذا الابتكار التحكم المباشر من خلال هذه السيارات في الإشارات الضوئية، وفتحها بجهاز «الريموت» عبر وصلات كهرومغناطيسية ما يسهل لهم العبور والوصول إلى مكان الحادثة في أقرب فرصة، وإنقاذ الأرواح بسرعة متناهية. ورأى طالب آخر في ابتكاره «طريقة عملية للحفاظ على السيارة من السرقات». إذ ابتكر طريقة لتشغيل السيارة ببصمة العين، وذلك منعاً للسارقين من الحصول على المفاتيح والعبث في السيارة أو سرقتها. وقال الطالب محمد القحطاني: «إن هذا الابتكار جاء نتيجة تعرض سيارة والدي للسرقة، وبذلك تكون البصمة هي الحل في حماية السيارات من السطو عليها». وكشف رئيس قسم النشاط العلمي في «تربية الشرقية» مدير معرض الابتكارات العلمية في المنطقة محمد الشهري، أن «المرحلة الثانية من سباق الابتكارات يعتبر الأهم، فمن خلاله سينتقل الفائزون إلى المرحلة الثالثة، التي ستقام في الرياض، لتكون على مستوى المملكة»، مضيفاً أن «مشروع الأولمبياد هو التحدي في زمن لم يعد يقبل إلا الابتكار والاختراع». وأضاف الشهري: «يوجد طلاب في جميع المراحل الدراسية، ممن تفوق قدراتهم العقلية والإبداعية أقرانهم من الدول الأخرى. وهذه نعمة يجب علينا أن نطورها بدعمها وتوجيهها الوجهة الصحيحة في مسار الابتكار». وذكر أن «هذه المرحلة تتسم بالتنافس الشديد، كونها الأخيرة على مستوى المنطقة في مسار الابتكار»، لافتاً إلى أن لجان التحكيم تضم «جهات محايدة، من «أرامكو السعودية»، والكليتين التقنيتين في الدمام والقطيف، وجامعة الملك فهد، وجامعة الدمام. وتتسم هذه اللجان بالدقة والشفافية. وسيتم اختيار الفائزين في هذه المرحلة على مستوى المنطقة الشرقية بإداراتها التعليمية المختلفة، ليتم اختيار 12 ابتكاراً يتم تكريمهم». بدوره، أوضح رئيس لجنة التحكيم في المعرض الدكتور عمر الحميدي، أن «أعضاء اللجنة يعملون وفق آلية محددة، تعتمد على نماذج معدة بعناية فائقة، وضمن ضوابط محددة. وتعتمد اللجنة على نماذج تقويم مشاريع الابتكار من حيث الحاجة والأهمية، وكذلك لناحية الفكرة والتنفيذ، ومن حيث جدوى المنتج الاقتصادية والقيمة المضافة، عبر تحويل الابتكار إلى خدمة أو سلعة قابلة للتسويق، محلياً وخارجياً، وكذلك قدرة المبتكر على العرض والتعبير عما سبق بجاذبية وكفاءة وفاعلية».