يوم الثلاثاء الموافق 29 أبريل يبدو تاريخاً مهماً في الساحة الثقافية العربية خصوصاً في جانبها الأدبي، حيث سيتم الإعلان عن العمل الروائي الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية في احتفال سيقام في أبو ظبي مساء ضمن افتتاحية معرض أبو ظبي الدولي للكتاب، بعد أن قد تم الإعلان عن القائمة القصيرة خلال مؤتمر صحفي عُقد في مؤسسة عبدالحميد شومان في العاصمة الأردنية –عمّان- بحضور لجنة التحكيم الخماسية، والتي يرأسها الناقد والأكاديمي الدكتور سعد البازعي ضمن طاقم من المتخصصين والأكاديميين وهم: الأكاديمي العراقي عبدالله إبراهيم، محمد حقي صوتشين الأكاديمي التركي المتخصص في تدريس العربية وترجمة آدابها إلى التركية، وأحمد الفيتوري الصحافي والروائي والمسرحي الليبي، وزهور كرّام الأكاديمية والناقدة والروائية المغربية، وعن الأعمال المشاركة في هذه الدورة الثامنة وكُتابها فهم: يوسف فاضل عن عمله "طائر أزرق نادر يحلق معي" ، إنعام كجه جي عن عملها "طشّاري"، وخالد خليفة عن عمله "لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة"، وعبد الرحيم لحبيبي عن عمله "غريبة العبدي" وأحمد سعداوى عن روايته "فرانكشتاين" في بغداد وأحمد مراد عن روايته "الفيل الأزرق". هؤلاء هم الكتاب وأعمالهم التي وصلت إلى القائمة القصيرة، بعد أن تناولت هذه القائمة القصيرة مساحة واسعة من الموضوعات فهي قد حوت على أدب السجون، والحروب وما تخلفه من دمار اجتماعي وإنساني، والأمن العسكري وملاحقته الأزلية وتعذيبه للإنسان، بالإضافة إلى هاجس البحث عن المعرفة، ونضال إحدى العائلات للبقاء في "حلب" تلك المدينة التي تحب، بجانب العوالم الفرويدية والعقد السيكولوجية التي تدور أحداثها في مستشفى للأمراض النفسية في القاهرة، هذه القائمة وموضوعاتها تم اختيارها بعد فرزها من 156 رواية أتت من 18 بلدا ونشرت خلال الاثني عشر شهرا السابقة، أما عن تاريخ المتسابقين والجوائز التي حصدوها فلم تخلو هذه القائمة من الشخصيات المشهورة في عالم الرواية فقد كانت الروائية إنعام كجه جي من ضمن القائمة القصيرة في دورة 2009 عن روايتها الحفيدة الأمريكية وكذلك خالد خليفة في دورة 2008 عن روايته مديح الكراهية، والتي دخلت مؤخراً ضمن أفضل مئة رواية عربية إضافة إلى ترشيحه في القائمة الطويلة لجائزة الإندبندنت للرواية العالمية؛ إلا أن تاريخ هذين الاسمين لا يعني حصولهما على البوكر في دورتها هذا العام، ففي الدورة السابقة حصد الصحفي والروائي الكويتي الشاب سعود السنعوسي على جائزة البوكر بعمله الذي حمل عنوان "ساق البامبو" متحدثاً فيه عن اضطراب الهوية لرجل فلبيني من أصول كويتية، السنعوسي لم يكن مشهوراً على المستوى الروائي قُبيل فوزه بالجائزة ولم يكن له أي عمل سوى عمل وحيد وهو "سجين المرايا" بعكس سنان أنطوان والناقد والدكتور حسين الواد؛ مما يجعل التنبؤ بالفائز لهذه الدورة غير مقرون بشرط التاريخ والإنجاز أو القدرة الأكاديمية بقدر العمل نفسه وطريقة اللجنة السوية في قراءتها رغم الكثير من الاتهامات. ورغم امتداح الناقد والدكتور سعد البازعي للعمل الروائي الفيل الأزرق جعل الكثير من القراء يتوقع فوزها؛ إلا أن بعض الأيادي الأخرى تجزم بأنها ستبارك هذا العام إما لخالد خليفة أو لإنعام كجه. سعود السنعوسي