اختتم المندوبون الدائمون لدى جامعة الدول العربية وكبار المسؤولين في وزارات الخارجية العرب اجتماعاتهم في العاصمة الكويتية أمس في إطار التحضير للقمة العربية في دورتها العادية ال 25 المقررة الثلاثاء المقبل. وناقش المجتمعون مشاريع القرارات للبنود المدرجة على مشروع جدول الأعمال القمة لرفعها إلى اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري الذي يعقد اليوم واجتماع وزراء الخارجية لمجلس الجامعة غداً. كما ناقشوا العديد من القضايا أبرزها قضية سورية والأزمة الإنسانية للاجئين والنازحين الناجمة عنها وملفات عملية السلام في الشرق الاوسط فضلاً عن مناقشة التضامن العربي الكامل مع لبنان وتوفير الدعم السياسي والاقتصادي له. وبحث الاجتماع كذلك الأوضاع في ليبيا واليمن وتأكيد سيادة الإمارات الكاملة على جزرها الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى وملف دعم السلام والتنمية في السودان والوضع في الصومال ودعم جمهورية القمر المتحدة إلى جانب النزاع الجيبوتي - الإريتري مع التأكيد على ضرورة احترام سيادة جيبوتي ووحدة وسلامة أراضيها. وتضمنت القضايا بحث سبل مكافحة الارهاب الدولي ومخاطر التسلح الإسرائيلي على الأمن القومي العربي والسلام الدولي وجهود إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط والتحضير العربي للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية. وناقش الاجتماع كذلك بنودًا عدة منها متابعة تنفيذ قرارات القمة العربية السابقة وقرارات القمم العربية التنموية والاقتصادية والاجتماعية وتقرير مرحلي بشأن الإعداد والتحضير للدورة الرابعة للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية المقرر عقدها في تونس عام 2015 إضافة إلى بند حول تطوير العمل الاقتصادي والاجتماعي العربي المشترك. وكان الاجتماع قد عقد أمس وشدد فيه وكيل وزارة الخارجية الكويتية خالد الجارالله في كلمته على ضرورة الاهتمام بالقضايا التي تهم العالم العربي والخروج بتوصيات ومشاريع قرارات حاسمة لهذه القضايا لرفعها إلى القادة العرب يوم الثلاثاء المقبل، مؤكدًا أن القمة تنعقد في ظل ظروف دقيقة تتطلب اللقاء والتشاور حول قضايا مهمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والوضع المأساوي في سورية. وأعرب عن أمله في أن يتمكن اجتماع المندوبين وكبار المسؤولين من التوصل إلى قرارات تضفي جوًا من التفاؤل بنجاح القمة العربية والخروج بنتائج تعمل على تعزيز العمل العربي المشترك والدفع به إلى آفاق أرحب من التعاون ووحدة الصف والتماسك الذي ينشده الجميع. وأوضح رئيس وفد دولة قطر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير سيف أبوالعينين من جانبه أن بلاده عملت على مدار عام كامل لدعم مسيرة العمل العربي المشترك ولم تأل جهدًا في تعزيز الجهود الهادفة لتنفيذ قرارات قمة الدوحة. وقال: "إن العالم العربي يمر بمرحلة استثنائية بالغة الدقة يواجه فيها تحديات مصيرية تمس حاضر ومستقبل المنطقة وهو الأمر الذي يضعنا جميعًا أمام منعطف تاريخي حاسم ومسؤولية جسيمة تفرض علينا تسريع وتيرة الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وضمان نجاعتها واستمراريتها لتجاوز الأزمات المتعددة التي تواجه امتنا العربية وذلك بهدف الاستجابة لتطلعات شعوبنا وطموحاتها". بعد ذلك ألقى نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد بن حلي كلمته أمام الاجتماع دعا من خلالها إلى استعادة المبادرة العربية والتحرك الناجع والتحسب لأي إخفاق في مفاوضات المسار الفلسطيني - الإسرائيلي التي تقودها الولاياتالمتحدة. وشدد بن حلي على طرح الحلول البديلة والتحرك الدبلوماسي الفاعل لكسر حالة الحصانة التي تتمتع بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد أي مساءلة أو متابعة قضائية أو ردع عقابي لجرائمها ولعدم التزامها بأسس تحقيق السلام ولخرقها المتواصل للقوانين والشرعية الدولية. وفي الشأن السوري طالب بن حلي بموقف عربي فاعل يفضي إلى حل سياسي للأزمة وينهي مأساة الشعب السوري ويحفظ وحدة الأراضي السورية وسلامتها. وشدد على أهمية إعادة الاهتمام بملف الأمن العربي بما في ذلك قضية جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل والتصدي لآفة الإرهاب التي قال إنها: "أصبحت تهدد استقرار مجتمعاتنا وتعيق حركة النهضة والتنمية فيها". ورأى بن حلي أن "عاصفة التغيير التي هبت على المنطقة العربية وضعت الدول والنظام العربي الجماعي أمام متطلبات جديدة تحتم استرجاع عناصر الموقف العربي. وطالب بن حلي بمعالجة حالة الاختلافات في الرأي أو التوجهات أو في تقدير المواقف التي أصبحت تؤثر سلبا على العلاقات العربية البينية والعمل على إعادة الدفء والتضامن للبيت العربي وتحصينه من الاضطرابات والهزات. وأعرب عن اعتقاده بأن "انعقاد القمة في الكويت التي تنتهج سياسة رصينة ورشيدة ومن خلال خبرة وحنكة سمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح يشكل فرصة مهمة لمعالجة أوضاع هذه العلاقات وإزالة الشوائب التي تعكر صفوها".