عقدت القوات النظامية السورية ومقاتلو المعارضة مصالحة امس في بلدة ببيلا إحدى آخر بؤر التوتر الرئيسية في ريف دمشق، والتي دمرها النزاع الدامي. وتجري اتفاقات متتالية للمصالحة منذ أكثر من عام في العديد من المناطق القريبة من العاصمة السورية والتي شهدت معارك يومية شرسة قرر اثرها مقاتلو المعارضة وقوات النظام السوري التفاوض لاجراء مصالحة بحيث لا يدعي أي من الطرفين النصر. ويشرف على اتفاقات وقف إطلاق النار شخصيات عامة - بما في ذلك رجال الأعمال ووزراء سابقون - من المناطق الخاضعة لاعمال العنف. وتقضي هذه الاتفاقات على وقف إطلاق النار، ورفع الحصار الخانق من الجيش والسماح بدخول المواد الغذائية الى المناطق التي يسيطر عليها المتمردون، وتسليم مقاتلي المعارضة لأسلحتهم الثقيلة ورفع العلم الرسمي للنظام على مؤسسات الدولة في هذه الاحياء. وعقدت اتفاقات المصالحة هذه في عدد من البلدات الواقعة في ريف دمشق مثل قدسيا والمعضمية وبرزة وبيت سحم ويلدا ومخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين وكان آخرها في ببيلا. كما يجري التفاوض حاليا على اجراء اتفاقية جديدة في حرستا، احد معاقل المعارضة المسلحة في شمال شرق العاصمة. وتمكنت مراسلة من وكالة فرانس برس من زيارة ببيلا امس وشاهدت عشرات الاشخاص يهتفون "واحد، واحد، واحد الشعب السوري واحد" في الشارع الرئيسي للبلدة الذي شهد دمارا شبه كامل جراء القصف والحرائق وعانت ابنيته ما عانته من التدمير. ورفعت السلطات السورية امس العلم السوري على مبنى بلدية ببيلا الواقعة على بعد نحو 10 كلم جنوب العاصمة واستخدمت كقاعدة خلفية لمقاتلي المعارضة وأحكمت القوات النظامية منذ عدة أشهر الحصار عليها. ولا يزال مقاتلو المعارضة متواجدين في البلدة حيث تقضي شروط الاتفاق بحصولهم على عفو "شرط تسليم سلاحهم" الخفيف. وأقام مقاتلو النظام والمعارضة حواجز مشتركة في بعض المناطق بينها قدسيا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وأكد ناشط من دمشق أن الاتفاقات المبرمة يؤيدها السكان بشكل كبير، مشيراً الى أنهم فقدوا منازلهم ودفعوا ثمنا باهظا لتلبية احتياجاتهم اليومية الاساسية، في ظل الارتفاع الشديد في معدلات التضخم والفساد التي تنشط في زمن الحرب. وما يزال معقلان لمقاتلي المعارضة في ريف دمشق حيث يخوضون حربا مفتوحة مع القوات النظامية هما دوما إلى الشمال الشرقي وداريا إلى الجنوب الغربي من العاصمة، وهما محاصرتان وتشهدان قصفا يوميا.