ناقش وفدا الحكومة السورية والمعارضة في اليوم الثاني من المفاوضات التي تجري وراء أبواب مغلقة في مقر الأممالمتحدةبجنيف، برعاية المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي، قضية السجناء والمختطفين لدى الطرفين. وكان الإبراهيمي أعلن أول من أمس أن الجانبين سيناقشان القضايا الإنسانية لإظهار "النوايا الطيبة" قبل الانتقال إلى موضوعات سياسية أكثر استقطاباً. وتأتي المحادثات بشأن مصير آلاف السجناء السياسيين الذين تحتجزهم الحكومة ومئات المعتقلين لدى قوات المعارضة، عقب اتفاق بشأن السماح بدخول مساعدات إنسانية إلى مدينة حمص بوسط البلاد، التي تتعرض لحصار عسكري من جانب قوات النظام منذ ثمانية أشهر. وقال أحمد رمضان، عضو وفد المعارضة، إن دمشق اقترحت إطلاق سراح سجناء سياسيين من سجونها، تبدأ بدفعة أولى قدرها ألفا سجين أوائل شباط/ فبراير المقبل. وذكر نشطاء أن ما يربو على مئة ألف مدني اعتقلوا على يد القوات الحكومية منذ آذار/ مارس 2011، عند اندلاع الشرارة الأولى للثورة ضد نظام الأسد. وتقدر المعارضة أعداد المعتقلين بمئتي ألف شخص. وحملت الحكومة السورية المعارضة مسؤولية اختطاف آلاف الأشخاص، وفقا لوزير الإعلام السوري عمران الزعبي. وقال الزعبي إن " الآلاف اختطفوا على يد جماعات مسلحة على مدار العامين الماضيين ويتعين على المعارضة تقديم اسمائهم وحالتهم والاضطلاع بمسؤولية سلامتهم". النظام السوري يقترح إطلاق سراح ألفي سجين من المعارضة أوائل الشهر المقبل.. كدفعة أولى وطالب المعارضة بضمان إطلاق سراحهم. وقال "جئنا إلى جنيف للمشاركة في المحادثات وخدمة الشعب السوري". وأضاف "نرغب في أن تنجح هذه المحادثات دون تدخلات أو جداول أعمال خارجية، لكن في شكل تسوية ومحادثات بين السوريين أنفسهم". وقال وزير الإعلام السوري إنهم اقترحوا الحديث عن حمص إلا أن الحكومة السورية تعتبر كل المدن السورية متساوية ومهمة. وكررت بثينة شعبان مستشارة الأسد عضو وفد النظام تحفظات الزعبي. وقالت إن الجانب الآخر جاء إلى المحادثات لمناقشة مشكلة صغيرة في حين حضر وفد الحكومة لبحث مستقبل سورية. ومن المقرر أن يناقش الجانبان اليوم الاثنين اقتراحاً بتشكيل حكومة انتقالية، وهو طلب أساسي لإطار سلام محادثات جنيف الأولى، والتي اتفقت عليه روسيا والولايات المتحدة كنقضة بداية لمحادثات السلام. وكادت القضية تدفع دمشق إلى الانسحاب من المحادثات احتجاجاً في وقت متأخر من يوم الجمعة. وبدأت المحادثات الدولية بشأن سورية في منتجع مونترو السويسري يوم الأربعاء الماضي ونقلت إلى جنيف السبت. ويتنقل الإبراهيمي بين الجانبين، اللذين لم يتحدثا إلى بعضهما مباشرة حتى الآن. بثينة شعبان تتحدث للصحافيين لدى وصولها إلى مقر المحادثات مع المعارضة (أ.ف.ب) المبعوث الأممي الإبراهيمي يحك رأسه خلال مؤتمره الصحافي بجنيف أول من أمس (أ.ف.ب)