تترقب الخرطوم العاصمة السودانية وبقية مدن الشمال والجنوب الحدث الأبرز محليا وإقليميا وقاريا استفتاء حق تقرير المصير ..حيث ستحدد أصوات المواطن الجنوبي مصير أكبر دولة في أفريقيا والوطن العربي فإما وحدة جاذبة تسع الجميع في سودان موحد وإما انفصالا يعلن ولادة دولة جديدة في القارة الإفريقية. ولعل المتتبع لتصريحات المسئولين في حزب المؤتمر الوطني الحاكم والحركة الشعبية لتحرير السودان وكذلك استطلاعات الرأي يجدها تنعى السودان الواحد فبعد التصريح المثير لسلفاكير ميارديت بدعوته الجنوبيين للتصويت لصالح الانفصال حتى لا يكونوا مهمشين ومواطنين من الدرجة الثانية في السودان قالت الحركة علانية انها تعمل وتجند إعلامها للتصويت للانفصال وكان في خطاب البشير الأخير في مدينة القضارف ما يشير إلى ان الانفصال قادم. من جنوب السودان اهم الاتفاقيات وهنا وقفة مع أهم الاتفاقيات التي وقعت وحملت معظمها في جوفها حق تقرير المصير. حق تقرير المصير : حق قديم طالب به الجنوبيون منذ الأيام الأولى للاستقلال , بل هناك من يشير إلى أن هذا الحق ظهر على استحياء مع قيام مؤتمر الخريجين الذي عقده مجموعة من المثقفين السودانيين من خريجي كلية غردون عام 1938م في العاصمة الخرطوم ,وكذلك خلال عام 1955م إبان الأحداث الدموية التي شهدتها توريت في جنوب السودان وفي عام 1965 تبنى تنظيم «جبهة الجنوب» بقيادة كلمنت أمبورو وأبيل ألير وآخرين نداءات الجنوبيين بفصل الجنوب. المائدة المستديرة : انعقد مؤتمر المائدة المستديرة في جوبا في 11 مارس 1965 لمناقشة العلاقات الدستورية بين الشماليين والجنوبيين، واختلف الجنوبيون داخل المؤتمر وانقسموا إلى ثلاثة أقسام، قسم مطالب بالوحدة وآخر بالانفصال وثالث طالب بالحكم الذاتي في إطار سودان موحد فدرالي، إلا ان توصيات اللجنة لم تر النور لاستقالة حكومة سر الختم الخليفة اتفاق أديس أبابا : في مارس 1972 وقع الرئيس السوداني جعفر النميري وزعيم حركة «الانانيا» جوزيف لاغو في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا ما عرف باتفاق اديس أبابا. وانتهى الاتفاق بعد عشر سنوات إثر تمرد زعيم الحركة الشعبية جون قرنق في 1983. إعلان كوكادام : في 20 مارس 1986 استضافت كوكادام بإثيوبيا اجتماعا دعا له قادة التجمع الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان ، وطالب قرنق الحكومة برفع حالة الطوارئ، وإيقاف إطلاق النار، وإلغاء قوانين الشريعة الإسلامية الصادرة عام 1983، وإلغاء الاتفاقات العسكرية مع مصر وليبيا، ولكن المؤتمر فشل برفض الحكومة الاستجابة لهذه الشروط. مبادرة السلام السودانية : في 16 نوفمبر 1988 وقع زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي محمد عثمان الميرغني شريك الائتلاف الحاكم آنذاك في أديس أبابا مع قائد الحركة الشعبية الدكتور جون قرنق مبادرة السلام السودانية، ويؤكد هذا الاتفاق مبادئ الوحدة وإعلاء رابطة المواطنة على أي رابطة أخرى وتجميد كل القوانين المنسوبة للإسلام إلى حين البت في أمرها في مؤتمر قومي دستوري تشارك فيه كل القوى السياسية والاجتماعية والعسكرية. اتفاقية القصر : في أبريل 1989 شاركت أحزاب السودان - باستثناء الجبهة القومية الإسلامية- وكل نقاباته وممثلي قواته المسلحة وبرعاية الصادق المهدي رئيس الوزراء في الإتفاقية التي دعت لإنهاء الحرب والحل السلمي وإلغاء قوانين نميري المستندة للشريعة الإسلامية مع مشاركة الحركة الشعبية المتمردة في مؤتمر دستوري داخل السودان برعاية الحكومة. ابوجا 1 وابوجا 2 : لم تثمر المحادثات السودانية التي عقدتها الحكومة السودانية مع الفصائل الجنوبية في العاصمة النيجيرية ابوجا عامي 1992 و1993م عن نتائج ملموسة لوقف الحرب وانتهت برفض جون قرنق التوقيع على البيان المشترك. تحدد أصوات الجنوبيين اليوم مصير أكبر دولة في أفريقيا والوطن العربي فإما وحدة جاذبة تسع الجميع في سودان موحد وإما انفصالا يعلن ولادة دولة جديدة في القارة الإفريقية. ولعل المتتبع لتصريحات المسئولين في حزب المؤتمر الوطني الحاكم والحركة الشعبية لتحرير السودان وكذلك استطلاعات الرأي يجدها تنعى السودان الواحد.مبادرة الإيغاد : ارتكزت مبادرة السلام التي طرحتها دول الإيغاد في مايو 1994 على وحدة السودان والاعتراف بالتعددية الديمقراطية والتوزيع العادل للثروة مع الالتزام الكامل بالمواثيق والعهود الخاصة بحقوق الإنسان الدولية والإقليمية. مقررات أسمرا : احتضنت العاصمة الأريترية أسمرا في الفترة من 15 إلى 23 يونيو 1995 (مؤتمر القضايا المصيرية) ضم قادة التجمع الوطني الديمقراطي المعارض لحكومة البشير وكل القوى السياسية السودانية في الشمال والجنوب ، دعت قراراته الى منح حق تقرير المصير للجنوب، وإعادة هيكلة الحكم وتوزيع السلطات بين المركز والأقاليم، وترتيبات الفترة الانتقالية. اتفاق مشاكوس : في مشاكوس الكينية قطعت الحكومة السودانية والحركة الشعبية نصف المشوار بتوقيعهما في 18 نوفمبر 2002 على وثيقتين، الأولى تقضي بتمديد الهدنة القائمة حتى نهاية مارس 2003، تتحدث عن اقتسام السلطة والثروة، كما اتفق الطرفان على إلغاء تطبيق الشريعة الإسلامية في المناطق التي يقطنها غير المسلمين وإجراء استفتاء في الجنوب على الانفصال أو الوحدة بعد فترة انتقالية مدتها ست سنوات. مذكرة ناكورا : وثيقة اتفاق شامل قدمها وسطاء منظمة الإيغاد للحكومة والحركة بمدينة ناكورو الكينية في يوليو 2003م تدعو لقيام جيشين في الجنوب والشمال واستثناء مناطق في العاصمة الخرطوم من الشريعة الإسلامية مع صلاحيات واسعة لنائب الرئيس ..رفضت الحكومة التوقيع على الوثيقة باعتبارها غير منصفة وقبلت بها الحركة. اتفاقية نيفاشا : في 25 سبتمبر 2003 كانت نيفاشا الكينية مسرحا لاجتماع وفد الحكومة السودانية برئاسة النائب الأول لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه ووفد الحركة الشعبية برئاسة زعيمها جون قرنق حيث وقعا اتفاقا يتحدث عن الترتيبات العسكرية خلال المرحلة الإنتقالية من أهم بنودها انسحاب القوات الحكومية من الجنوب تحت مراقبة دولية ونشر قوات من الحركة في الشمال وقوات من الحكومة في الجنوب إلى جانب نشر قوات مشتركة في المناطق المتنازع عليها اتفاق نيروبي : في العاصمة الكينية نيروبي ووسط حضور إقليمي ودولي وقع الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان جون قرنق اتفاق سلام شامل أنهى أطول حرب في القارة الافريقية وحمل الإتفاق في جوفه حق تقرير المصير بإجراء استفتاء يحدد ما إذا كان سيختار الجنوبيون البقاء داخل مظلة السودان الواحد أم الإنفصال وتكوين دولتهم الاستفتاء : الفصل الثاني من قانون الاستفتاء لشعب جنوب السودان حمل بين صفحاته أهم بنود القانون وهو حق تقرير المصير والاستفتاء الذي كرس هذا الحق لمواطني الجنوب فقط لتحديد وضع السودان الجديد قبل ستة أشهر من نهاية الفترة الانتقالية في يوليو 2011م وبالتحديد في 9 يناير 2011م على أن يجرى الاستفتاء في جنوب السودان وأية مواقع أخرى يعيش فيها جنوبيون ، ومن المشاكل التي تواجه عملية الاستفتاء استفتاء منطقة أبيي فرغم قرار المحكمة الدولية بتقسيم المنطقة بين الجنوب والشمال وقبول شريكي الحكم بالقرار الا ان الأمور عادت لفصولها بإدعاء كل طرف أحقيته وتهديد قبيلة المسيرية العربية التي تعيش داخل المنطقة بإشعال نار الحرب اذا تم ضمها للجنوب وتقوم مفوضية استفتاء جنوب السودان» بالتعاون مع الحكومة وحكومة جنوب السودان وبمراقبة دولية . أبرز الأحداث منذ توقيع الإتفاق : 8-7-2005م عودة زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان جون قرنق إلى العاصمة السودانية الخرطوم بعد 21 عاما من التمرد في غابات الجنوب 9-7-2005م أداء جون قرنق اليمين الدستورية نائبا أول للرئيس السوداني ورئيسا لحكومة الجنوب 30-7-2005م مقتل زعيم الحركة الشعبية جون قرنق إثر سقوط طائرة الرئاسة . 6-6-2009م إعلان القيادي بالحركة الشعبية الدكتور لام اكول في مؤتمر صحفي بالخرطوم عن قيام حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان - التغيير الديمقرطي. 22-12-2009 أقر البرلمان السوداني قانون الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب في جلسة انسحب منها نواب جنوب البلاد بسبب خلاف حول حقوق التصويت لسكان الجنوب المقيمين في الشمال. 10-4-2010م بدء أول انتخابات تعددية يشهدها السودان منذ نحو ربع قرن وفوز الرئيس السوداني عمر البشير بالرئاسة واكتساح نائبه الأول سلفاكير ميارديت الانتخابات في الجنوب. 29-3-2010 تهديد الرئيس السوداني عمر البشير برفض الشمال تنظيم الاستفتاء على انفصال الجنوب اذا قاطعت الحركة الشعبية الانتخابات السودانية. 21-5-2010 أدى رئيس حكومة جنوب السودان المنتخب سلفاكير ميارديت، اليمين الدستورية بعد فوزه في الانتخابات العامة. 8-12-2010م انتهاء مرحلة تسجيل الناخبين الذين يحق لهم الإدلاء باصواتهم في استفتاء تقرير مصير جنوب السودان.