اعترفت حكومة جنوب السودان أمس، بسيطرة قوات موالية لرياك مشار خصم الرئيس سلفاكير ميارديت، على بعض مقاطعات ولاية الوحدة المنتجة للنفط. وأعلنت الحكومة ان قواتها تقترب من استعادة ولاية جونقلي من انصار مشار نائب الرئيس السابق، بعدما هدد بوقف تصدير النفط. في غضون ذلك، أعلنت الوساطة الأفريقية لوقف القتال في جنوب السودان، عن محادثات بين طرفي النزاع في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا الاسبوع المقبل. ونقل عن وزير الخارجية السوداني علي أحمد كرتي المشارك في وفد وزراء خارجية دول شرق افريقيا (إيغاد) للوساطة الذي زار جوبا، ان الوفد لمس استعداداً كاملاً وإشارات إيجابية من سلفاكير، للحوار غير المشروط ووقف الأعمال العدائية. والتقى الوفد ربيكا قرنق، ارملة الزعيم الراحل جون قرنق، المتحالفة مع مشار، فيما كلف وزير الخارجية الإثيوبي تيدروس أدهانوم بلقاء مشار الذي اكد ان قواته تسيطر على معظم انحاء البلاد. واشترط مشار ايداع عائدات النفط في «البنك الدولي» أو في حساب بعيداً من الحكومة في جوبا، لقاء السماح بمواصلة تصديره. وأعلن موافقته على مفاوضات مع سلفاكير إذا أفرج عن سياسيين أُعتقلوا أخيراً. وأبلغت مصادر أفريقية مطلعة «الحياة»، أن ربيكا قرنق نقلت الى وفد وزراء خارجية شرق افريقيا قبل مغادرتهم جوبا مساء السبت، قبول المتمردين اقتراحات الوسطاء الافارقة لتسوية الأزمة، والتي تشمل وقف النار فوراً وإطلاق المعتقلين السياسيين والعسكريين، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وعقد مؤتمر ل «حزب الحركة الشعبية الحاكم» لتسوية الخلافات، الأمر الذي تحفظ عنه سلفاكير، ووعد بالحوار من دون شروط مسبقة. وأفيد بأن وساطة أميركية موازية نجحت في إقناع سلفاكير وربيكا قرنق بعقد لقاء لفتح منافذ حوار بين الرئيس والمجموعة المناهضة له في الحزب الحاكم، فيما وصل الى جوبا أمس، المبعوث الرئاسي الاميركي السفير دونالد بوث في مهمة لحمل الطرفين على نبذ العنف والتفاوض. وبدأت الأممالمتحدة أمس، في نقل موظفيها غير الأساسيين من جنوب السودان إلى أوغندا. وقالت رئيسة البعثة الدولية في جوبا هيلدا جونسون إنها نقلت الى جوبا موظفيها المدنيين العاملين في ولاية الوحدة وفي بور، عاصمة ولاية جونقلى حيث قتل اثنان من أفراد قوات حفظ السلام. وأشارت جونسون في بيان الى خطط لتعزيز أعداد القوات الدولية في الولايتين. وأضافت: «لن نترك جنوب السودان لكل من يريد تهديدنا، أو مهاجمتنا أو وضع عقبات في طريقنا، رسالتنا ما زالت صارخة وواضحة: لن يتم إرهابنا». وفي موقف لا يخلو من دلالات، أعلن الجيش السوداني امس، عدم وجود خطة أو نية لديه، لتدخل عسكري في جنوب السودان، سواء بإرسال قوات أو طائرات عسكرية. وقال الناطق باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد سعد إن القوات السودانية لن تتدخل في دول الجوار إلا عبر بروتوكولات. وأكد سعد أن الحدود بين السودان والجنوب هادئة حالياً، ونفى وجود حشود عسكرية سودانية على حدود دولة الجنوب، موضحاً أن وجود قوات سودانية «طبيعي» في ولايات جنوب كردفان والنيل الأزرق وشرق دارفور وسنار المتاخمة للجنوب.