اجتاحت الحدود الشمالية صباح أمس الخميس موجة برد مصحوبة برياح باردة وغبار تدنى من خلالهما مستوى الرؤية الأفقية بمسافة ألف متر منذ الساعة الثالثة فجر أمس حتى الساعة العاشرة صباح أمس أدت إلى تقليل المارة على طريق الشمال الدولي غرب وشرق عرعر، ووصلت معها درجة الحرارة الصغرى على عرعر إلى 8 درجات مئوية، وسجلت طريف أقل درجة حرارة على مستوى المملكة؛ حيث بلغت 3 درجات، كما تسببت الأجواء الباردة بمنع عدد من الطلاب والطالبات من أداء الاصطفاف الصباحي ووجه عدد من مديري ومديرات المدارس بعرعر إلى إدخال الطلاب والطالبات الفصول دون السماح لهم بالطابور. وأوضح فهد الهديب مساعد مدير عام التربية والتعليم للشؤون المدرسية بالحدود الشمالية أن من صلاحية مديري ومديرات المدارس الغاء الطابور الصباحي وفق الأحوال الجوية. من جهته قال د. خالد الزعاق الباحث الفلكي: تشهد المناطق الشمالية من الكرة الأرضية هجمة برد شديدة وشرسة غرة الأسبوع القادم حيث تقترب الشمس لتصل إلى أدنى ميل لها من جهة الجنوب، وهذا التمايل سبب تمازج العناصر المناخية لتخلق الجسد الشتوي المكون من ذراعين؛ مرتفع ومنخفض على المناطق الشمالية، فالمرتفع يستوطن في بطاح سيبيريا ويمتد منه لسان مستطيل يتسبب في هبوب رياح شمالية شديدة البرودة، وهذا ما سيحدث - بمشيئة الله تعالى في الأسبوع القادم. أما الذراع المنخفضة فإنها تتربع في حوض البحر الأبيض المتوسط وبسبب أمطاراً على بلاد الشام، ونتيجة لتوافق الذراعين مع بعض خلال هذه الفترة ؛ فإحداهما تضخ الرطوبة والأخرى تثير البرودة التي ستعمل على تحويل الرطوبة إلى ثلج قطني على مرتفعات المناطق الشمالية من المملكة وخاصة جبال اللوز في تبوك، وأمطار متفرقة ذات قصف رعد ووميض برق تنال من الشمالية والوسطى. وأضاف الزعاق : نتيجة لنشاط التدافع الجبهي سيكون وتر الرياح عازفاً في الأيقونة المناخية المعاشة الأمر الجاعل الغبار حاضراً على وجه السماء.. هذا من الناحية العلمية، أما من الناحية الشعبية يسمى البرد الحاصل عند أهل الجزيرة ببرد قران حادي والذي يقولون فيه قران حادي برد بادي، ومعنى ذلك أن القمر إذا قارن الثريا في اليوم الحادي عشر من الشهر الهجري فيعتبر هذا بداية البرد الجاد وموعده يوم السبت، وعند أهل الشام يسمى البرد ببرد كانون ويطلق كانون على شهر ديسمبر ويقولون فيه في كانون كن ببيتك، وكثر خبزك وزيتك ، أي لا تخرج من بيتك من شدة البرد.