ضربت موجة غبار ورياح شديدة مثيرة للأتربة محافظة حفر الباطن والقرى والهجر التابعة لها – بدءا من صباح أمس – ما أدى إلى تدني مستوى الرؤية الأفقية، ونشرت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة عبر موقعها تنبيهاً باللون الأصفر، على المؤشر (9) عن احتمال تأثر المنطقة بظاهرة جوية، وطالبت بوجوب الالتزام بالتوجيهات والتعليمات الصادرة من المديرية العامة للدفاع المدني للتعامل مع هذه الظاهرة، حيث وصف موقع الأرصاد حالة الأجواء في محافظة حفر الباطن والقيصومة بنشاط في الرياح السطحية مما يؤدى إلى تدني في مدى الرؤية الأفقية، ودعت الإدارات الأمنية في المحافظة ممثلة في إدارة الدفاع المدني وأمن الطرق والمرور السائقين على الطرق الخارجية بتوخي الحذر وترك مسافة كافية بين السيارات، وتشغيل الإنارة الخارجية، وطلبت من الراغبين في السفر براً تأجيل سفرهم لحين انتهاء موجة الرياح والأمطار وركود الأجواء المتقلبة. وقال الخبير الفلكي الدكتور خالد صالح الزعاق ل «الشرق»: «نحن نعيش في موسم العقارب، ويعتبر هذا الموسم حلقة الوصل بين الشتاء البارد والصيف الحار، مشيراً إلى أن هذا الموسم يستمر ما يقارب «39 يوماً»، وأن جميع أيام هذا الموسم تكون الأجواء فيها متقلبة، موضحاً أن المنظومة المناخية لا تتسم بحالة واحدة، بل تمر علينا أربعة فصول في يوم واحد. وبين الزعاق أن السبب في ذلك هو التناطح الجبهي بين المنخفضات الشمالية الجالبة للبرودة والمرتفعات الجنوبية الجالبة للحرارة ويحدث بينها تصادم جبهي فكل واحد من المرتفعات والمنخفضات يحاول أن يسيطر على المنظومة المناخية ويكونان في حلبة تصارعات ألا وهي «الجزيرة العربية». مشيراً إلى أنه إذا تغلب المنخفض الجوي فإنه يجلب الغبار والأتربة المشوبة بالبرودة، وإذا تغلب المرتفع القادم من الجنوب فإنه يجلب الحرارة إلى معدلات صيفية، وتعتبر الجزيرة العربية مصب تصارع الجبهات العالمية، ومن المتوقع أن تستمر المنظومة المتقلبة طوال هذه الأيام، التي بقي منها شهر كامل، حتى تتضح معالم الصيف الحار بعد أربعين يوماً من الآن.وحذر الزعاق من «السرّايات» وهي الأمطار التي تسري في الليل وهذه الأمطار هي أمطار فجائية غير مسبوقة بإنذارات، ولهذا تتأتى منها كوارث، وعليه يجب الحذر من الولوج في بطون الأودية والشعاب حتى لاتحصل كوارث لا قدر الله.