تدور في دهاليز مقر مهرجان الكليجا السادس ببريدة، الذي يقام حتى تاريخ الحادي عشر من الشهر الجاري حرب ضروس بين مظاهر العصر الحديث، وركائز الموروث الأصيل، لتظهر أمام الزوار والحضور روح المنافسة الطاحنة التي رسمتها بلوحة بانورامية حرفية ومهارة الأسر المنتجة والمشاركة في المهرجان. فليس غريباً أن تلحظ في مهرجان الكليجا الذي يُعنى بالأكلات الشعبية، والحرف اليدوية القديمة، من يجوب ممراته كي يتحصل على بعض الإكسسوارات التجميلية والتكميلية للهواتف الذكية، أو لأجهزة المحمول والحاسب الآلي، وحتى للمركبات والسيارات الحديثة، وكل هذا يجيء بإخراج وفن يعتمد على وبر الإبل تارة، وجريد النخل وسعفه تارة أخرى، وحتى بواقي الأكل وفتاته كنوى التمر مثلاً. كما أنه بات معلوماً للحرفيين والحرفيات والأسر المنتجة العاملة ضمن مناشط المهرجان أن الزبائن يأتون في أحايين كثيرة كي يتسوقوا، ويطلعوا على جديد الزينة والتجميل لهواتفهم الذكية مثل "جراب الهاتف، وحامله، وتلبيسة مقاعد السيارة.." وغيرها من المصنوعات والمنسوجات اليدوية الدقيقة والبسيطة التي تلقى إقبالاً يعكس المحتوى الفريد الذي يقدمه المهرجان لزبائنه. فحضور مكونات الموروث القديم بكل دقائقه في الأكل والشرب والملبس، والمعتمدة على معطيات البيئة من التمور، والألبان، والصوف، والوبر، وسعف النخيل، وتمازجها مع صيحات التقدم والمدنية بكل جِدتها وحِدتها الإلكترونية والتقنية، لهُ طعم خاص يكفل للمهرجان النجاح والتميز. هكذا أصبح الوبر، والصوف، ونوى التمر، وجريد النخيل، محسنات ومزينات تمت حياكتها، ونسجها كي تكون متعلقات ظاهرة جنباً إلى جنب مع الهواتف الذكية والنقالة. المدير التنفيذي لمهرجان الكليجا السادس ببريدة الأستاذ عبدالرحمن السعيد بين أن المزج بين الموروث الأصيل، والحديث الحاضر لإخراج مشغولات ومصنوعات يستفيد منها كل أطياف المجتمع، وكافة طبقاته أمر يسعى له منظمو ورعاة المهرجان، وهو الأمر الذي نراه يتحقق –بتوفيق الله– في بعض المصنوعات الجلدية، وأعمال الحياكة للصوف والوبر، كما هو ماثل في الشنط الحاملة للهواتف الذكية وأجهزة الحاسب، والمفروشات الحافظة لمقاعد المركبات، وغيرها. الأجهزة الذكية تنافس الأدوات التراثية