أول ما يخطف نظر الزائر وهو يجوب قاعات وأركان مهرجان الكليجا الثالث المقام حالياً في مركز الملك خالد الحضاري في بريدة ويستمر حتى الثامن من شهر صفر الجاري ، التنوع الكبير، والتعدد اللافت في المنتجات المعروضة، واختلافها ما بين المأكول والملبوس والمستعمل لقضاء الحاجيات، وتوحدها بالقيمة الغذائية العالية، والجودة والمتانة في التصنيع والعمل. فقد استقرت تحت مظلة المهرجان قيمتان أصيلتان، للمعنى الحقيقي للجودة المصنعية والقيمة الصحية، وكل ذلك بمتابعة وإشراف رسمي، يتبع سياسة الرقابة والتوعية الذاتية، المستندة على مقومات الطبيعة المحلية للمواد الخام، لكافة منتجات ومعروضات المهرجان التي يطولها الإرشاد إلى طرق التسويق الحديث . حيث تبرز قيمة المنتج المعروض والمباع لمهرجان الكليجا في بريدة، كونه يستغل من مقومات البيئة المحلية أساساً في العمل، فالمواد الأولية لكل ما هو معروض في المهرجان، تجدها في المتناول والمستطاع للغالب من المشاركات، ما يوثق العلاقة بين المُباع والمشترِي. فحينما يتذوق الزائر قرص الكليجا فهو يستطعم معه " السمن والودك والليمون والطحين والزنجبيل والبيض والهيل " كما يتلمس في المصنوعات والملبوسات سعف النخيل ونوى التمر وعيدان الأثل ووبر الإبل وصوف الغنم ، ليجد أن بيئته المحلية هي حاضنة كل ذلك.كما أثبتت السعوديات المشاركات في المهرجان قدرتهن وبنجاح على القيام بعمليات البيع وتسويق منتجاتهن بطرق جذب حديثة وتفنن في عمليات التسويق التي تجذب الزوار إلى مايعرضنه من منتجات وقفن خلفها من الإعداد وحتى وصولها إلى المستهلك وبأبسط الأفكار أحيانا . نائب الرئيس التنفيذي لمهرجان الكليجا عبدالرحمن السعيد أكد أن الربط الحقيقي بين ما تتميز به طبيعة هذه المنطقة الزراعية، وبين ما يتم تسويقه وترويجه من خلال البيع للمنتج، ودخول مكونات معظم المعروضات والمصنوعات ضمن هذا المجال، هدف من أهداف إقامة مثل تلك المهرجانات، مضيفاً أن السعي لبيان ما كان عليه آباؤنا وأجدادنا من اعتماد واكتفاء ذاتي محلي، وتأسيس ذلك الشيء لمتانة اقتصادية معتزة بمحيطها، دافع مستمر لديمومة تلك المهرجانات وتواصلها. مشيراً إلى أن تلك العلاقة التوافقية بين منتجات المهرجان ومخرجات البيئة المحيطة، أمر يبعث على الاطمئنان الغذائي، والإيمان الحقيقي في الجودة والمتانة. من جهته ذكر رئيس مجلس إدارة الجمعية التاريخية السعودية أستاذ التاريخ في جامعة الملك سعود بالرياض الدكتور عبدالله بن علي الزيدان في إطار زيارته لمهرجان الكليجا الثالث أن الحضور الكثيف والتنظيم الرائع والمعروض المتنوع بين الأكلات الشعبية والأدوات المستخدمة قديماً مبعث للإندهاش , مضيفاً بأن فكرة المهرجان من الأساس عبقرية ويشكر عليها المسؤولون في المنطقة وذلك لدعمهم الأسر المنتجة وتشجيعهم بمشاريع تغنيهم بإذن الله عن الضمان الإجتماعي ومد اليد حتى أصبحت يد المرأة يداً عليا كاسبة . وأشار إلى أن الجمعية التاريخية تعتبر من جمعيات النفع العام ولا تنشد الربح وتتشرف بخدمة المهرجانات الشعبي، يذكر أن مهرجان الكليجا أصبح ملتقى لعشاق التاريخ والآثار القديمة كالمشغولات اليدوية التي استخدمها الأجداد في حياتهم ويعود تاريخها إلى مئات السنين .