مشكلة سامي ليست فنية بالدرجة الاولى، هو يمتلك التكتيك والقراءة الجيدة، ولكنها تمكن في بعض اختياراته وقناعاته ببعض الأسماء وعدم وجود البديل المناسب، نعم قناعاته في بعض اللاعبين عليها اكثر من علامة استفهام، ولكن علامة التعجب الكبيرة تبقى في مستوى بعض اللاعبين الذي اثر على تكتيك المدرب، سامي هو اكثر الهلاليين معرفةً بالخلل، والأضرار التي طالت الفريق وهو من يقف على رأس الجهاز الفني وقريب من اللاعبين لذلك التصحيح ومعالجة الخطأ واردة، لا يملك عصا سحرية لضبط خط الدفاع بهذه السرعة فهذا الخط يعاني منذ مواسم على الرغم من حرصه على التعاقد مع لاعبين يسدون هذا الخلل، ولكن الخيارات التي كانت أمامه بتلك الفترة محدودة، وما ان بدأ الموسم اتضح ان تلك الخيارات لم تجد نفعاً لذلك حاول دعم وشحذ همم اللاعبين خصوصاً في مركز الدفاع ولكن الأخطاء تكررت بل زادت عن المواسم المنصرمة، على الرغم من انه حاول ان يغير ويزج بأكثر من عنصر حتى يقف على قناعة تامة، ولكن لا جدوى لأن البديل غير موجود أصلاً حتى في آخر مباراة استنجد ببعض الأسماء وهذا يؤكد على معرفة سامي بحجم ومقدار الخلل الدفاعي ومع ذلك كاد ان يخسر مباراة الشعلة، بعض الأسماء والتغييرات لم تكن كافية لأن اللاعبين أيضاً خذلوا سامي ولم يقدموا المأمول منهم خصوصا التي كان الهلاليون يعولون عليها الشيء الكثير، لم نعد نلحظ عليها الجدية والحماس والروح. صحيح ان سامي لم يقم بأي تغيير على مستوى المحاور ولكن عادل الهرماش وكاستيلو لاعبان محترفان حرص على إشراكهما كونه لايملك البديل وان كان هناك اكثر من لاعب مميز في صفوف الأولمبي بإمكانهم القيام بهذا الدور، ولكن سامي لم يعلم ان هذا الثنائي الأجنبي سيخذله ويشاطر الدفاع الأخطاء والعبث التكتيكي لذلك هو فقط ينتظر فترة الانتقالات الشتويه لأن التغييرات ستطالهم لا محالة. انفعال جمهور الهلال من فقدان النقاط مبرر ولكن الحكم على فشل سامي غير مبرر إطلاقاً إلا لتلك الفئة التي تتمنى عثرته، هناك من تحدث عن قصور فني في عمل المدرب وهذا الأمر غير صحيح كون سامي استطاع في اكثر من مباراة قلب الطاولة في وجه المنافس بتبديلاته وقراءاته الجيدة على الرغم من هشاشة دفاعه كما انه قدم حتى الجولة التاسعة وصفه هجومية رائعة والدليل على ذلك غزارة الأهداف وتنوعها، إذن مشكلة الهلال لا تكمن في سامي بل تكمن في أدواته لذلك متى ما شحذ بعض اللاعبين همهم وتم الاستغناء عن البعض الآخر بالتعاقد مع لاعبين مميزين يشغلون تلك المراكز التي أثرت على مستوى الفريق بشكل عام فإن سامي سيتكفل بالمهمة جيداً.