تلوح في الأفق بوادر تغييرات جذرية في فريق الهلال خلال فترة التسجيل الشتوية القادمة، خاصة في المناطق الخلفية للفريق. أكد ذلك تصريح لمدرب الهلال سامي الجابر عقب المؤتمر الصحفي لمباراة فريقه أمام الشعلة أمس الأول، التي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدفين لكليهما؛ إذ قال: «إن الهلال سيكون له كلمة في الدوري، وإن فترة الانتقالات الشتوية المقبلة ستشهد بعض التغييرات في عناصر الفريق». الملاحظ للمشهد يرى أن تصريحات سامي الأخيرة أتت بعد الاجتماع الأخير مع رئيس النادي الأمير عبد الرحمن بن مساعد، الذي امتد لثلاث ساعات بمقر النادي؛ ما يؤكد أن رئيس النادي أعطى للجابر الصلاحيات كافة لإبعاد بعض اللاعبين وانتداب لاعبين آخرين. ومن المرجح أن يطول التغيير اللاعبين الأجانب، كالكوري هوان والكولومبي كاستيلو، إضافة إلى استقطاب لاعب محلي إما في مركز المحور أو في مركز الدفاع، وإعارة بعض اللاعبين لبعض الأندية؛ إذ من الممكن أن تقوم الإدارة الهلالية بدراسة العروض المقدمة لبعض لاعبيها، والبحث عن بدلاء؛ ليسدوا مناطق الضعف في الفريق. من جهة أخرى، انقسمت الجماهير الهلالية بين مؤيد ومعارض لأداء المدرب سامي الجابر، وأحقيته بتدريب فريق الهلال، وذلك بعد المستوى الهزيل والضعيف في آخر جولتين، خسر من خلالهما الفريق 5 نقاط من أصل 6، ابتداء بخسارته من المتصدر النصر، وتعادله مع متذيل الترتيب الشعلة، خاصة أنهما أتيا بعد معسكر الفريق في قطر، الذي أُقيم في فترة التوقف الأخيرة، الذي وصفته الجماهير الهلالية ب(الفاشل)، على حد تعبيرها؛ إذ إنه من المفترض أن يكون لتصحيح الأخطاء والتركيز عليها. فيما أشارت إلى أن المدرب سامي الجابر لم يتعامل بجدية منذ انطلاقة الدوري مع الأخطاء الفادحة، إضافة لمجاملته بعض اللاعبين على حساب الفريق. من ناحيته أكد المدرب عبدالعزيز الخالد أن فكرة المعسكر منطقية، خاصة أنها تأتي في فترة توقف منافسات الدوري, لافتاً إلى أنه لا يمكن الحكم على نجاح المعسكر أو فشله من مباراتين فقط. وشدد الخالد على أن سامي الجابر يملك فكراً عالياً، ولديه تجربة كبيرة جداً من خلال مشواره الطويل مع نادي الهلال لاعباً والمنتخب السعودي، ولديه 4 مشاركات في كأس العالم، ومر على عدد كبير من المدربين. مؤكداً في الوقت نفسه أن الجابر يستحق أن يرأس الجهاز الفني في نادي الهلال؛ فهو لا يقل إمكانات عن كثير من المدربين الذين خاضوا التجربة التدريبية في المنافسات المحلية في عدد من الفرق المحلية الكبيرة، ومهما تم الاختلاف على الجابر سيظل اسماً كبيراً وإضافة جيدة للهلال، كما هو الهلال إضافة لسامي. وأوضح الخالد أن الجابر خلال المؤتمر الصحفي ذكر ثلاث نقاط، يجب الإشارة إليها، هي ثقته بنفسه وبلاعبيه، وأيضاً لديه الثقة بالمنافسة، وهذا هو المطلوب من أي مدرب لديه الطموح، ويدرب فريقاً لديه طموح كبيرة. أما النقطة الأخيرة التي تطرق لها الجابر فهي شجاعته في تحمُّل المسؤولية وتقديم الاعتذار, لافتاً إلى أن السؤال المهم: هل سامي قدم عملاً جيداً أم لم يقدم. وأضاف الخالد بأنه من الظلم الحكم على مدرب خلال عدد من المباريات، أو من نصف دوري, بل يجب أن يكون الحكم عليه في نهاية الموسم من خلال تحقيق إنجاز أو من خلال العمل الذي قدمه. كما أن المدرب لا يعمل وحده فقط، بل هي منظومة عمل متكاملة من إدارة ولاعبين وجهاز فني, وليس من العدل أن يتم (تجيير) الفشل على شخص واحد. ويرى الخالد أن القرب والدعم الإداري هما ما ينقص الفريق الهلالي في الوقت الحاضر، وهذا ما يقوم به الآن ويعي أهميته رئيس مجلس إدارة نادي الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد. وبشكل عام أدوات النجاح في الهلال موجودة. وأضاف الخالد بأن الفريق الهلالي يعاني من خلل في حراسة المرمى والعمق الدفاعي، إضافة إلى خلل في أداء اللاعبين في المحور، وليس في إمكاناتهم الفنية. مؤكداً أن هرماش وكاستيلو من أفضل الأجانب في الدوري السعودي؛ والدليل على ذلك مشاركتهما أساسيَّيْن مع منتخبَي بلديهما، إلا أن المشكلة تكمن في توظيفهما داخل الملعب، وأسلوب لعب فريق الهلال له دور في عدم ظهورهما بمستوى جيد؛ إذ يعتمد أسلوب الهلال كثيراً على ظهيرَي الجنب في المساندة الهجومية؛ ما يوجب على لاعبي الارتكاز القيام بالدور الدفاعي، والعكس صحيح. مشدداً على فَهم اللاعبين أدوارهم وما يطلبه المدرب منهم داخل الملعب، والمحافظة على توازن الفريق في شقيه الهجومي والدفاعي. وأضاف الخالد بأنه من خلال متابعته لأداء الفريق الهلالي، خاصة في الشق الدفاعي، فإن التوظيف داخل الملعب غير جيد، والواجبات التي على اللاعبين غير واضحة، إضافة إلى أن اللاعب ياسر الشهراني يُطلب منه اللعب في الجهة اليمنى؛ ما يؤثر في عطائه؛ وينخفض مستواه 20 إلى 30 في المائة، مع أنه يمكن الاستفادة منه أكثر في الجهة اليسرى، والزج بسلطان البيشي في الجهة اليمنى، الذي كان أساسياً في المنتخب، وقدم مستويات جيدة. ولفت الخالد إلى أن استقطاب لاعبين أجانب بمستوى عالٍ مطلبٌ، خاصة في العمق الدفاعي ولاعب الارتكاز. مشيراً إلى وجود لاعبين كثر محليين في الدوري دون تحديد أسماء مميزين في خانة المحور، وإمكاناتهم جيدة، ويمكن أن يستقطبهم الهلال.