أكدت وزارة الخارجية الأميركية إجراء محادثات مع مجموعات إسلامية معارضة في سورية، لكنها أوضحت ان واشنطن لا تتواصل مع "إرهابيين". وردت نائبة المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماري هارف، على تقارير عن إجراء أميركا وحلفائها محادثات مباشرة مع ميليشيات إسلامية رئيسية في سورية، فقالت "نحن نتواصل مع عينة كبيرة من الشعب السوري والقادة السياسيين والعسكريين في المعارضة، بما في ذلك مجموعات إسلامية متنوعة". لكنها أوضحت "نحن لا نتواصل مع إرهابيين، أو مع مجموعات.. صنفت على انها منظمات إرهابية". وأضافت هارف ان " الواقع على الأرض هو ان ثمة مجموعات متنوعة هي جزء من المعارضة ولا بد أن نجد سبلاً لحث هذه المجموعات على قبول الحاجة إلى حل سياسي.. والطريقة هي التواصل معهم". ورفضت تسمية المجموعات التي تجري واشنطن محادثات معها، مكررة ان التواصل يتم مع فئة كبيرة من الناس، "ولكننا لا نتواصل مع منظمات أجنبية تم تصنيفها على انها إرهابية"، في إشارة إلى "جبهة النصرة" المرتبطة بتنظيم "القاعدة". الى ذلك ذكرت صحيفة "ديلي تلغراف" امس أن بريطانيا عقدت مع حلفائها الغربيين أول محادثات من نوعها وجهاً لوجه مع فصائل اسلامية تُقاتل نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بما في ذلك جماعات متشددة تطالب بإقامة دولة تحكمها الشريعة الاسلامية في سورية. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين لم تكشف عن هوياتهم إن الاجتماع "انعقد في العاصمة التركية أنقرة، جراء تنامي قلق التحالف الغربي من قوة الجهاديين وهيمنة الفصائل المرتبطة بتنظيم القاعدة على اجزاء من الأراضي الخاضعة لسيطرة الجماعات المتمردة في سورية". وأضافت أن التحالف الغربي "يأمل في قيام الجماعات الاسلامية غير المرتبطة بتنظيم القاعدة بتشكيل قضية مشتركة مع الجيش السوري الحر العلماني والائتلاف الوطني السوري المعارض المدعوم من الغرب رغم الخلافات الأيديولوجية العميقة بينها، بعد أن كان رفض من قبل دعم هذه الجماعات خوفاً من تسرب الأسلحة المرسلة إلى أيدي المتطرفين". ونقلت الصحيفة عن مسؤول غربي مطّلع على المحادثات أن معظم الجماعات المتمردة في سورية "شاركت في المحادثات، وكان الهدف أن نفهم أين تقف الفصائل الاسلامية حيال ما يجري هناك". وقالت إن الاجتماع مع الجماعات الاسلامية في أنقرة "رتبته تركيا وقطر، بعد أن شهدتا ان نفوذهما يتراجع مع المتمردين في سورية خلال الأشهر الأخيرة ". وأضافت الصحيفة أن اجتماع أنقرة "شاركت فيه بريطانيا والولايات المتحدةوتركيا وقطر وغيرها من الدول الأخرى في المجموعة الأساسية لأصدقاء سورية، التي دعمت المتمردين في سورية منذ مطلع العام الماضي". ونسبت إلى المسؤول الغربي قوله "إن الدول المشاركة في اجتماع أنقرة كانت فضولية بشأن ما تريده هذه الجماعات الاسلامية من المجتمع الدولي، وقبلت بأن المجموعة التي التقتها تضم عناصر يمكن النظر إليها على أنها شريرة". وأضاف المسؤول الغربي أن اللواء سليم ادريس رئيس أركان الجيش السوري الحر "عالق بين معارضة سياسية في الخارج تؤمن بالديمقراطية وتريد أن تشارك في المحادثات، وبين قوة مقاتلة على الأرض تريد اقامة دولة تحكمها الشريعة الاسلامية". وأشار إلى أن إدريس "يريد أن يكون قادراً على ضم هذه القوة للجيش السوري الحر، أو الحفاظ على الأقل على قنوات اتصال مفتوحة معها في حال لم يتمكن من ذلك".