أمام جدار في الظلمة.. تقف في خيال الظل بحثاً عن مرآة في الذاكرة صورة لها.. تعرف مكانها.. ما ينهكك افتقاد الصورة ملامحك..؟ تمد نظرك في أفق الإطار.. تغرس يداً في جسد الصورة.. تتوغل اكثر من ثقب الجدار تحث السير فتعود بك الأقدام.. خطوات في ماضي الزمان.. في شرفة مهجورة الآن..!! ذات يوم كنت داخل الإطار ترسم الصورة.. منظر الغروب. لوحة الأفول تهدر من عمرك الأمس القريب.. تودعه كأنك تستقبل الشروق في العين من الشمس.. خيط نور يغرق في عتمة الدروب في الشرفة .. ذات مرة قررت أن تكون ملامحك هي الصورة.. من الذاكرة لها قيود صدئة مكسورة! في الشرفة.. تفتح من صدر السماء بياض الغيمة ستارة تتنفس بعمق فيسري في عروقك من النبض إشارة.. وتعود للحياة اشلاؤك المنهارة وأنت تعتمر قبعة.. تتخيل أنك الرسام تمسك الريشة بأطراف مبتورة تجسد في الفراغ أحلاماً مسلوبة.. من خيالك في ركن طاولة.. بقايا أشجار مقتولة يعلوها غبار فوقه ألو انك مسكوبة.. في النفس دهشة مغلوبة..؟ من سكب الألوان واصابعك مفقودة. من دخل عقلك وأفسد الشرفة ومفاتيحك مسروقة من عبث بحدود الجدار ومزق الكلمات من اللوحة وجوها فزعات من نثر الأشلاء نزف حروف وجلات.. من أعاد للذاكرة اسمي .. تاريخ ميلادي وطفولة غابت.. براءتها مع غروب شمس تركض خلفها تطلق صيحات تخاف الظلمة وليلك يأتي بلا نجوم لا معات..؟ من الشرفة.. غاب الجدار، الظلمة في رأسك.. والقبعة مثقوبة؟!