حذّر باحثون ومتخصصون في الشأن الفكري من خطورة شبكة الإنترنت وتنامي آثارها السلبية على الأمن الفكري من خلال إمكانية تنبي أفكار منحرفة تؤدي إلى زعزعة العقائد والإساءة إلى الدين وكذلك آثارها الخطيرة عبر إمكانية تجنيد الشباب لدى الجماعات الإرهابية واقتناعهم بالفكر التكفيري أو استقطابهم تجاه المنظمات الماسونية وغيرها. ودعا عدد من الباحثين عبر الملتقى العلمي (نحو إستراتيجية للأمن الفكري والثقافي في العالم العربي والإسلامي) الذي انطلقت أعماله أمس بتنظيم من جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بالرياض بالتعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة والأمانة العامة لاتحاد جامعات العالم الإسلامي خلال الفترة من 23 - 25/12/1434ه الموافق من 28 - 30/10/2013م دعوا إلى ضرورة التنسيق بين مراكز البحوث والجامعات الإسلامية لتبني بناء مشروع إعلامي تقني مبادر ووقائي للحفاظ على تراث الأمة وضرورة التواصل بين الآباء وبين الشباب وطلبة العلم الشرعيين والمتخصصين الاجتماعيين والنفسانيين ومثقفي المجتمع لتصحيح الاتجاهات بما فيه مصلحة الأمة ومتابعة المستجدات الفكرية في عالم الانترنت، وكان الملتقى قد انطلق بدأت صباح أمس بحضور الدكتور جمعان رشيد بن رقوش رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية وممثل الأيسيسكو د.عز الدين معميش وسفراء الجزائر ولبنان وجنوب أفريقيا لدى المملكة العربية السعودية. وتخلله حفل خطابي تضمن كلمة لعميد كلية العلوم الإستراتيجية بالجامعة أ.د. عز الدين عمر موسى الذي استعرض فيها نشأة الكلية وأقسامها وأهمية العمل الإستراتيجي حيث أوضح أن قسم الأمن الإنساني بالكلية هو الأول من نوعه في الوطن العربي والمحيط الإقليمي كما استعرض في كلمته أهمية الملتقى وأهدافه ومحاوره ثم ألقى د. عز الدين معميش ممثل الأيسيسكو واتحاد جامعات العالم الإسلامي كلمة نوه فيها بإنجازات الجامعة في مجال تحقيق الأمن الفكري ومكافحة الإرهاب وأكد على أهمية تحليل أسباب الانحراف الفكري وتداعياته ومناقشة تجارب الدول العربية في مواجهة التطرف وضرورة وضع إستراتيجيات إسلامية لمواجهة الفكر المنحرف موضحاً أن اهتمام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة بالأمن الفكري يأتي في إطار الجهود التي تبذل للحفاظ على المكونات الثقافية الأصيلة للأمة في مواجهة التيارات الفكرية الدخيلة حماية للهوية الفكرية للأمة من الاختراق الخارجي، عقب ذلك ألقى د. جمعان رشيد بن رقوش رئيس الجامعة كلمة أكد فيها دأب على مواكبة التطورات العلمية الحديثة في قضايا الأمن الشامل تعزيزاً للأمن العربي المرتكز على أمن الإنسان وأشار د. بن رقوش إلى أن مجلس وزراء الداخلية العرب قد عنى بقضية الأمن الفكري ومكافحة الإرهاب أسباباً وآثاراً وعلاجاً فوضع المجلس الإستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب في العام 2000م وكانت الجامعة أحد أبرز المساهمين في ذلك وأضاف أن هذا الملتقى يأتي ضمن سلسلة من المناشط التي نفذتها الجامعة حول قضايا الأمن الفكري الذي يعد أحد أهم القضايا التي أفردت لها الجامعة جزءاً مقدراً من مناشطها العلمية منذ العام 1987م وحتى الآن في إطار تنفيذا لتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب ورئيس المجلس الأعلى للجامعة وإخوانه أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب. تبنّي بناء مشروع إعلامي تقني مبادر ووقائي للحفاظ على تراث الأمة عقب ذلك بدأت أعمال الملتقى بالجلسة الأولى وقدمت فيها أوراقا علمية عن (مفاهيم إسلامية للأمن الفكري) قدمها أ.د. أمير النعمان عضو هيئة التدريس بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية قدم فيها إطاراً نظرياً لمفاهيم اسلامية مفتاحية للأمن الفكري ونوهت الورقة بأهمية الدلالات والاستخدامات الاصلاحية مشيرا الى انها أساس المفاهيم ولا غنى عن الاشارة الى المصادر المعرفية والسمات التكوينية للعقل المسلم واثرها في تشكيل رؤيته ووضع ركائزه التي يستند اليها في منظاره الفكري. وشددت الورقة على أن الأمن الفكري أصبح مطلباً عزيزاً وملحاً في عالم تتناوشه الأفكار الهدامة حيناً من الدهر. وورقة عن (نظريات الأمن الفكري) قدمها د. عبدالله الدعجة عضو هيئة التدريس بالجامعة سعى الباحث فيها الى استعراض النظريات المفسرة للانحراف الفكري من خلال تناول بعض النظريات التي تدرس العلاقات والمتغيرات الاجتماعية بين افراد المجتمع والتي تؤدي الى تغيير الاتجاهات الفكرية كما حاول الباحث صياغة نظرية للأمن الفكري تقدم للباحثين اطارا نظريا يعالج اشكاليات جدلية. وفي الجلسة الثانية قدمت أوراق علمية عن (العولمة وتأثيراتها الاقتصادية لتحقيق الأمن الثقافي والفكري في العالمين العربي والإسلامي) قدمها د. رضا عبدالسلام إبراهيم تضمنت عرضا مبسطا حاول فيه الباحث الاجابة على عدد من التساؤلات المهمة وعلى رأسها ماهي العولمة وهل هي ظاهرة أم عملية وغيرها من الأسئلة وورقة (الفكر بوصفه قضية أمنية) قدمها أ.د. وليد فكري فارس عميد المعهد العالمي للفكر والحضارة الإسلامية بالجامعة الإسلامية بماليزيا قدم خلاهل خمس استراتيجيات لمواجهة هذه التحديات العالمية وهي خلق حوار مجتمعي واسع عابر للاقطار الاسلامية والتركيز على اظهار الحقائق فيما يتعلق بتراث الاسلام الفكري والسياسي والاجتماعي. وورقة أثر الإنترنت على الأمن الفكري قدمها العقيد د.عبد الله محمد الشهري من وزارة الداخلية السعودية تناولت العلاقة بين تقنية المعلومات متمثلة بشبكة الانترنت والأمن الفكري كما استعرضت بعض الآثار السلبية للإنترنت على الأمن الفكري ومنها: امكانية تبنّي افكار منحرفة تؤدي الى زعزعة العقائد والإساءة الى الدين وكذلك امكانية تجنيد الشباب لدى الجماعات الارهابية واقناعهم بالفكر التكفيري او استقطابهم تجاه المنظمات الماسونية والليبرالية وتلقينهم الالحاد والنكوص عن مقاصد الشريعة الاسلامية اضافة الى قيام عدد من المواقع بتحطيم روابط الانتماء للأسرة والمجتمع والوطن والأمّة. واقترح الباحث ضرورة التنسيق بين مراكز البحوث والجامعات الاسلامية لتبني بناء مشروع إعلامي تقني مبادر ووقائي للحفاظ على تراث الأمة وضرورة التواصل بين الآباء وبين الشباب وطلبة العلم الشرعيين والمتخصصين الاجتماعيين والنفسانيين ومثقفي المجتمع لتصحيح الاتجاهات ولتوضيح الأفكار المنحرفة والتصدي لها وتوضيح البديل الشرعي والعلمي الصحيح. جانب من المشاركين في الملتقى د. عز الدين معميش ممثل الإيسيسكو