توحي دراسة واسعة بأن النساء اللواتي يحاولن الولادة بصورة طبيعية بعد الخضوع لعملية قيصرية يواجهن مخاطر اكبر مما تواجهه النساء اللواتي يخترن الولادة بالعملية القيصرية مجدداً، ولكنها مخاطر ضئيلة جداً. وقال الباحث الرئيسي في الدراسة الدكتور مارك لندن من جامعة اوهايو ستيت ان المخاطر الرئيسية - كتخزق عنق رحم الام والتلف الدماغي عند المولود الجديد - مستبعدة الى حد ان هذه الدراسة قد تعزز النسب المتراجعة لمحاولات الولادة الطبيعية بعد العمليات القيصرية. ويعتقد ان الدراسة سوف تفتح الحوار من جديد. وقد نشرت الدراسة في مجلة نيو انغلند الطبية، وكانت قد اجريت في 19 مستشفى تعليمياً في الولاياتالمتحدة بالتعاون والتمويل من المعهد القومي للصحة. وقال الباحثون انها كانت اوسع محاولة جرت حتى الآن للتحقق من سلامة التوليد الطبيعي بعد العملية القيصرية. والحقيقة ان الأوساط الطبية تناقش منذ وقت طويل الحسنات والسلامة. فالعملية القيصرية تحمل معها مجموعتها الخاصة من المخاطر كالنزيف والالتهاب. اما العملية الطبيعية فتكلف اقل وتستلزم البقاء مدة اقصر في المستشفى. وقد اوصت لجنة تابعة للمعهد القومي للصحة في 1980 بمحاولة الولادة الطبيعية لنساء يتم اختيارهن بحرص شديد ولهن تاريخ مع العملية القيصرية. وعلى الأثر ارتفعت نسب الولادة الطبيعية بعد العملية القيصرية الى ذروتها ب 28 في المائة في 1996. ومنذ ذلك الوقت سببت حالات تمزق عنق الرحم المسجلة الى تراجع النسبة، وتوقفت مستشفيات كثيرة عن اجراء الولادة الطبيعية لئلا تقع تحت طائلة المسؤولية ولسعيها الى تفادي وضع فرق جراحية على اهبة الاستعداد لمواجهة الحالات الطارئة. وفي نهاية 2003 هبطت النسبة الى 11 في المائة. ويختار الأطباء والحوامل تكرار العملية القيصرية عادة خشية ان يصاب عنق الرحم الذي اضعفته العملية القيصرية السابقة وتركت عليه ندوباً، تحت ضغط المخاض والوضع مما قد يعرض حياة الأم والوليد للخطر. ونبه بعض الأطباء الى ان الدراسة اجريت في مستشفيات كبرى حيث تتوفر تجهيزات متطورة وكبار الاختصاصيين والجراحين، ولذلك قد تكون نسب الخطورة اكبر مما تم تسجيله في اماكن اخرى. وقال الدكتور مايكل غرين، اخصائي التوليد في مستشفى مساتشوستس في مقال نشر الى جانب الدراسة انه حتى في المراكز الطبية التعليمية الكبرى، حيث يتم اختيار الحوامل على اساس انهن افضل المرشحات الممكنات، يمكن ان تحدث امور سيئة. وشدد اطباء آخرون على ان المخاطر قليلة. وقال الدكتور بروس فلام، اخصائي التوليد في جامعة كاليفورنيا، ارفاين: «النساء اللواتي يرفضن بشدة اجراء عملية قيصرية ثانية تقدم هذه الدراسة معطيات جديدة تبين ان خيارهن معقول».