غادر التوأم السيامي المصري (ولاء وآلاء) أمس مدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض وسط احتفالية طبية سعيدة شهدها أعضاء الفريق الطبي والجراحي يتقدمهم رئيس الفريق والمدير العام التنفيذي للشئون الصحية بالحرس الوطني معالي الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة وبحضور المستشار والقائم بالأعمال بالسفارة المصرية بالرياض حسام عيسى وعدد من المسئولين في صحة الحرس الوطني ووالد التوأم ورجال الإعلام والقنوات الفضائية والصحافة المحلية والمصرية . ويأتي خروجهما بعد أن أجريت لهما عملية جراحية لفصلهما برعاية كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله في يوم السبت 18/05/1426ه الموافق (25/06/2005م ) وتكللت بحمد الله بالنجاح التام بعد 13 ساعة متواصلة من العملية وعلى أيدي فريق طبي سعودي مؤهل . وأقلَّ والدا التوأم طفلتيهما في عربيتين منفصلتين من جناح الأطفال وهما يحملان لافته طبع عليها عبارة ( شكراً .. مملكة الإنسانية ) إضافة إلى صورتين لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله أثناء زيارته الأبوية مؤخراً للتوأم وهما يتلقيان العناية الطبية في غرفة العلاج المركز بعد نجاح العملية واطمئنانه على صحتهما تعبيراً من الوالدين للفتته الكريمة وتجسيدا لموقف الملك عبد الله بن عبد العزيز الإنسانية لطفلتيهما وشكرهما بتكفله بنفقات العملية على حسابه الخاص . وازدان مظهر التوأم «ولاء وآلاء» لحظة خروجهما بزيهما الموحد محملتين بباقات الورود وبالهدايا التذكارية وسط فرحة غامرة من الجميع وخاصة من الطاقم الطبي والجراحي المتابع لحالاتهما الذي حرص على الحضور مبكرا وتوديعهما وتهنئة والديهما بسلامة صحتهما مؤكدين بان التوأم «ولاء وآلاء» يتمتعان بصحة مطمئنة وفي تحسن مستمر في جميع النواحي الطبية الهامة . وقبل مغادرتهما إلى منزلهما بسيارة وفرتها الشئون الصحية بالحرس الوطني تناول الجميع المرطبات المعدة لذلك والتقطت الصور التذكارية للتوأم ووالديهما مع الفريق الطبي والجراحي . وفي تصريح صحفي أدلى به معالي الدكتور عبد الله الربيعة للصحفيين ووسائل الإعلام أكد فيه على أن التوأم «ولاء وآلاء» ينعمان بحمد الله بصحة وعافية وخروجهما من جناح الأطفال إلى منزلهما أمس جاء بعد تحسن وضعهما الغذائي ووصول وزنهما إلى المعدل الطبيعي والتئام جرح العملية تماماً وعاودا ممارسة النشاط بشكل طبيعي واكتمال جرعات العلاج التأهيلي الذي لم يكن طويلاً بسبب عدم وجود تشوهات معقدة مثلاً في العمود الفقري غير انه أشار إلى أن التوأم تلقيا العلاج الطبيعي والتأهيلي المكثف خلال الأسبوعين الماضيين الذي تركز حول عضلات الظهر والإطراف السفلية وتمرين خاص لعملية البلع والمص للرضاعة وقد تم تدريب الأم عليها لمتابعة ذلك داخل المنزل بيسر وسهولة . وفي سؤال حول الحالة الصحية الدقيقة للتوأم كل على حدة أوضح الدكتور الربيعة بقوله : إن التوأمتين خضعتا الأسبوع الماضي إلى فحوصات سريرية ومخبرية دقيقة من قبل أطباء الجراحة والقلب والأطفال فالتوأم آلاء جاءت فحوصاتها جيدة ومستقرة وهي كذلك منذ أن غادرت العناية المركزة أما التوأم ولاء والتي نعرف أنها تعاني من عيوب خلقية بالقلب تتمثل في ضمور بالبطين الأيمن مع وجود ثقب كبير بين البطينين و كذلك ثقب بين الأذينين و لقد أدت هذه العيوب إلى هبوط بالقلب سارعت بنا إلى إجراء العملية بشكل عاجل وهي الآن تتناول نوعين من العلاج للقلب وتم فحص وظائف الكبد والكلى والدم وإجراء الأشعة للقلب وجاءت جميعها ولله الحمد بشكل يبعث فينا الاطمئنان والسرور وهي في زيادة مطردة بالوزن وتتناول الرضاعة طبيعياً وحرصنا على تخصيص ممرضة نزور للتوأم في منزلهما يومياً لمتابعة حالتهما الصحية والتأكد من أن التوأم ولاء تتناول العلاج وفق ما هو موصوف لها وان القلب يعمل بوضع مستقر . وأشار إلى أن التوأم سوف تتلقيان المتابعة أسبوعيا عبر العيادات الخارجية في تخصصات الجراحة والقلب والأطفال في حين ستخضع التوأم ولاء لفحوصات للقلب بعد 6 أسابيع من الآن للتأكد من مدى حاجتها لإجراء عمليات تصحيحية لقلبها . إلى ذلك عبر والدا التوأم عن عظيم شكرهما وامتنانهما لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله ورعايته النبيلة قبل وأثناء وبعد إجراء العملية وحرصه الشديد على متابعة صحة طفليهما أولا بأول ولا أدل على ذلك عندما قام بزيارتهما بعد العملية والسؤال عن وضعهما الصحي موجهاً برعايتهما بمدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض حتى شفائهما تماماً وتكفله بنفقات العمليات التصحيحية لقلب ولاء إن لزم الأمر مستقبلاً , كما قدما شكرهما وتقديرهما للفريق الطبي والجراحي وكل من ساهم وسهر على راحة التوأم وعلى الرعاية الصحية المتميزة والتي عكست ما تنعم به هذه البلاد من تقدم ورقي خاصة بالمجال الإنساني و الطبي . الجدير بالذكر أن ولادة التوأم «ولاء وآلاء» تمت بمدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض في 10 ربيع الأول 1426ه الموافق 19/04/2005م بعد دخول والدتهما بحالة طارئة وأجريت لها عملية قيصرية و تمت ولادة التوأم و أدخلتا قسم العناية المركزة للأطفال حديثي الولادة حيث كان التوأم ملتصقاً بمنطقة أسفل الصدر والبطن مع عدم اكتمال جدار البطن حول منطقة السرة بقطر 7,5 سم وكشفت الفحوصات الطبية اشتراك التوأم بأغشية القلب والكبد والقنوات المرارية وقنوات البنكرياس واشتراك بالاثني عشر والأمعاء الدقيقة .