يُعرفن بأسمائهن أولئك النسوة اللاتي يشتهرن في محيطهن الأسري والعائلي بإجادتهن للطبخ، ولا تكاد تمر مناسبة عائلية تستلزم إقامة وليمة عائلية أو عامة حتى يدرك القوم بأنهم على موعد مع وليمة يكاد أولئك القوم ألا يشبعوا منها. وبالرغم من تنامي طبخ الولائم لدى المطابخ خلال العقود الماضية، إلا أن أزواج ربات بيوت يمتلكن مهارات في طبخ الولائم يتفاخرون بتولي زوجاتهم طبخ ولائمهم في بيوتهم، وغالباً ما يكون الحديث عند الجلوس إلى مائدة الطعام لتناول وجبة العزيمة هو الثناء على طبخ من تولت تلك الوجبة، لكن سؤالاً مباغتاً وقد يكون محرجاً لرب البيت يقول: (وش رزكم)؟، فغالباً ما يكون السؤال عن نوعية الأرز بعد كل وليمة سعودية، لأن الغالبية العظمى من الولائم السعودية الرسمية تتكون من الأرز واللحم بشكل أساسي. وقد عرف عن السعوديين والسعوديات منذ زمن مبكر اهتمامهم بنوعية الأرز، وبجودته، مما خلق ثقافة متأصلة لدى ربات البيوت السعوديات، قادرة تلك الثقافة على فرز نوعيات الأرز حسب جودتها، مما يفسر سيطرة أسماء علامات تجارية محدودة في مجال الأرز على السوق السعودي طيلة العقود الماضية. ويدرك الرجال أنهم مهما اختاروا ذبائح ولائمهم بعناية فائقة، فإن تلك الذبيحة السمينة، لن تكون وجبة لذيذة يتحدث عنها المعازيم، ويثنون عليها ما لم تكون وسط أرز ذو جودة عالية، ونكهة استثنائية تجعل من تناولها لا ينساها فترة من الزمن. انتقاء تقول أم عبدالملك، وهي سيدة بيت اشتهرت في محيطها العائلي بجودة طبخها للولائم في بيتها إن الذبيحة مهما كانت سمينة، ومهما كانت صغيرة ولحمها لذيذ، فإن طريقة طبخها ونوعية الأرز المستخدم في الطبخ هما من يحدد في أن تكون وجبة العزيمة طيبة ولذيذة من عدمه، مشيرة إلى أن ربات البيوت الماهرات في الطبخ يدركن تماماً أن نوعية الأرز الجيدة التي تساعدهن في إعداد وليمة طيبة، ولذيذة لا يمكن التعرف عليها إلا بعد التجربة، والطهي، وحفظ المقادير المناسبة، وأضافت أم عبدالملك: يعرفن السيدات الماهرات في مجال طبخ الولائم أن تجريب أكثر من نوعية أرز سيؤدي بهن في نهاية المطاف إلى الوصول إلى قناعة بأرز بعينه، يصبح هو الأرز المفضل بالنسبة لهن، وأنه الأرز الذي يجملهن أمام المعازيم، خاصة وأن الغالبية العظمى من أفراد المجتمع السعودي هم ذويقه للأرز، ويتباهون بالولائم التي تطبخ في البيوت، ومن واقع تجربتي فإنه لا يمكن للوليمة أن تكون لذيذة ما لم يكن الأرز الذي طبخت فيه جيداً، ويمكن للمهتمات واللاتي يردن أن يكن ربات بيوت ماهرات في مجال طبخ الولائم سواء العامة أو العائلية أن يحصلن على أرز جيد من خلال الأسماء البارزة والمعروفة في مجال الأرز في المملكة، وما دام الحديث عن أرز الشعلان، فأنا استطيع أن أقول إن أرز الشعلان من أفضل أنواع الأرز التي طبخت بها الولائم، وهو في مطبخي منذ أكثر من 7 سنوات، وهي الفترة التي بدأت فيها أجيد طبخ الولائم في بيتي. السمعة نورة العبداللطيف - معلمة وربة منزل - تقول إنها بدأت في الاهتمام بإجادة طبخ الولائم بعد زواجها حيث كان زوجها يشجعها كثيراً على هذا العمل، ويتفاخر كثيراً بأن الولائم التي يقيمها سواء في المناسبات العائلية أو مناسبات الضيوف يتم طبخها في بيته، وبيد زوجته، وتضيف: كان الثناء الذي يبديه الضيوف على الولائم التي كنت أتولى طبخها في البيت مصدر تشجيع لي، خاصة وأن ذلك يمثل سعادة لزوجي، مما جعلني أزيد من معرفتي في التعامل مع طبخ الولائم في البيت، وقد استعنت بخبرة والدتي كثيراً، وكذلك خبرة بعض الصديقات اللاتي لديهن معرفة بطهي الولائم في المنزل، مما جعلني خلال الخمس سنوات الأولى من زواجي أصل إلى مرحلة أعد نفسي من خلالها متمكنة من طبخ الولائم في البيت. وحول دور الأرز في طبخ وجبة الأكل المقدم في المناسبة السعودية، قالت: من وجهة نظري فإن الأرز هو وجبة العزيمة برمتها، لأن معدل ما يتم تناوله من الأرز في الصحن الواحد أكثر أضعاف المرات من كمية اللحم، وإذا كان الأرز طيباً كانت العزيمة طيبة، لأن طبخ اللحم تتم السيطرة عليه بسهولة، ومن خلال مقادير محددة من الماء والملح وبعض البهارات، لكن الأرز هو اللاعب في مسألة جودة الأكل، والصعوبة فعلاً هي السيطرة على مقادير الأرز بحيث يعجب الكل ممن هم يتحلقون حول صحن العزيمة. وأثنت على أرز الشعلان، وقالت إنه من أفضل أنواع الأرز الموجودة في المملكة، وقالت: أرز الشعلان أعرفه منذ كنت في بيت أهلي قبل زواجي، وهو أرز فاخر، ويساعد في تقديم وليمة ذات نكهة وطعم رائع، لكن نورة انتقدت شركات الأرز المعروفة في المملكة والتي لديها علامات أرز معروفة قائلة إنه كان ينبغي على الشركات التي لديها علامات أرز معروفة أن ترعى برامج طبخ تلفزيونية، وكذلك كتب ومواقع الطبخ المشهورة لمساعدة البنات المتزوجات حديثاً في طريقة طهي الولائم التي تقوم بشكل أساسي على الأرز. وراثة أم سعود، تقول إنها ورثت معرفة طبخ الولائم عن والدتها حيث سن والدها منذ زمن مبكر قانوناً أسرياً صارماً يمنع طبخ الولائم في المطابخ، وتشير أم سعود أن ذلك أكسبها خبرة جيدة في طبخ الولائم بحكم مساعدتها لوالدتها الطاعنة في السن عندما كانت في بيت أهلها، مما جعلها ماهرة في طبخ الولائم بعد زواجها، مبينة أنها حافظت على طبخ الولائم في بيتها منذ زواجها إلى يومنا هذا. تقول أم سعود أنها تنتمي لأسرة بدوية، وأن ولائم الضيوف هي عادة قد لا يمر شهر دون أن يشهد وليمة أو اثنتين، وأن توليها الطبخ في البيت قد اكسبها مزيداً من القدرة على إجادة الطبخ مما حدا بها إلى تعليم ذلك لبناتها رغم أنهم في المرحلة المتوسطة، مؤكدة أن ذلك يكسبهن خبرة تنفعهن بعد الزواج. وحول دور الأرز في جودة طبخ العزائم السعودية تقول إن الأرز يلعب دوراً كبيراً في صنع وليمة تجمل صاحب المناسبة أمام ضيوفه، مبدية نصيحة لربات البيوت أن عليهن فهم الأرز بشكل جيد، واختياره بعناية وضبط مقاديره، عندها لا يمكن لأي مطبخ مشهور في المدينة أن ينافسهن مهما كان طبخه جيداً. وتنصح أم سعود بأرز الشعلان، مؤكدة أن هناك أكثر من أرز جيد في السوق، إلا أن أرز الشعلان حسب تقديرها هو من أكثر أنواع الأرز جودة، ويتمتع بنكهة تجعل من الأكل المقدم في المناسبة في غاية اللذة والروعة. وعادت لتؤكد أن الأرز إذا لم يكن جيداً، فلا يحلم صاحب المناسبة بأن يكون الأكل المقدم في المناسبة حديث المعازيم، لأن وجبة الأكل المقدمة في المناسبة كما قالت هي الأرز.