لم تكتسب علامة أرز الشعلان كل هذه المكانة في السوق السعودي وفي الخليج العربي إلا بعد مراحل من العطاء والرعاية التي بذلتها شركة الشعلان طيلة نصف قرن من الزمان ، ما مكن أرز الشعلان أن تتبوأ هذه المكانة المتقدمة بين علامات الأرز في المنطقة . وقد أولت الشركة منتجها من الأرز عناية تمتد من حقول الأرز في بلاد المصدر إلى أساليب نقل وتخزين عصرية ، ليصل إلى المستهلك وهو محافظ على رونقه ونكهته المميزة. متوجة بعلامات تجارية عرفت في السوق السعودي مبكراً، لكن التركيز في مجال الأرز كونه الغذاء الرئيسي في البلاد في تلك الحقيبة من الزمن، أفرز العلامة التجارية الشهيرة (أرز الشعلان)، مما جعلها إحدى أهم وأشهر علامات الأرز في السوق المحلي، اليوم وأرز الشعلان يحقق هذا الحضور في السوق المحلي، نستضيف في الحوار التالي الشيخ محمد عبدالعزيز الشعلان المدير العام ورئيس مجلس إدارة شركة الشعلان لنسأله عن دور الأرز الجيد في الولائم والعزايم السعودية، وكيف حافظت تلك الولائم على هويتها العربية الأصيلة المفعمة بالكرم العربي الأصيل؟ * من خلال رحلة محفوفة بالنجاحات المتواصلة منذ العام 1950م إلى يومنا هذا، نود أن نعرف عن قصة تأسيس شركة الشعلان، والمحطات التي مرت بها؟ لم تكن البدايات سهلة أبدا خصوصا أنني وأخي عبدالرحمن رحمه الله فقدنا والدنا في مرحلة مبكرة, وواجهنا حياة العمل الحر ونحن في مقتبل العمر ، فقد بدأنا بفتح محل صغير في مدينة الرياض في حي (مقيبرة) ، وكنا آنذاك نقوم ببيع ما يسميه الناس في ذلك الوقت ب(العيش) ويعني الحبوب بأنواعها والدقيق وكذلك ملح القصب ..وكنا نشتري الحبوب من دلالي الجملة , ومن ثم بدأنا الاستيراد عن طريق الدماموجدة . وبعدما توفر رأس المال الذي كان في ذلك الوقت لا بأس به ، بدأنا بعدها بالتوسع في الأنشطة الغذائية مثل الأرز والطحين الأمريكي والسمن الهولندي.وتطور العمل بفضل الله ثم بالصدق والأمانة مع الناس سواء أكانوا مسلمين أم غير مسلمين * منذ متى بدأت علاقات شركة الشعلان تؤسس لعملية شراكة إستراتيجية مع زارعي الأرز في مصادره الخارجية؟ - بعد أن نضجت هوية الشركة، وأصبح لها مكانتها في السوق المحلي، وبعد تحقيق أرز الشعلان قبولاً كبيراً لدى المستهلك السعودي، أدرك القائمون على الشركة أن من المهم أن مد جسور قوية بينها وبين زارعي الأرز في بلاد المنشأ، كما أن المصدرين للأرز أدركوا حينها أن لدى شركة الشعلان حصة سوقية في مجال الأرز يمكن الاعتماد عليها لتسويق أفخر أنواع الأرز في السوق السعودي، مما خلق فرصاً للتقارب الذي أثمر عن علاقات إستراتيجية امتدت لعقود بين شركة الشعلان وبين مالكي أفضل مزارع الأرز في بلاد المنشأ، خاصة في المرحلة التي كان التركيز فيها على الأرز وتوجيه جل الاهتمام بجودته، مما عمل على تأسيس شراكات استراتيجية مميزه مع مزارعي ومعالجي الأرز لضمان حصولنا على جودة متميزة والاستمرار على نفس الجودة. * ارتبط السعوديون بمنتج الأرز منذ زمن بعيد.. إلى أي حد يشكل الاستهلاك السعودي من هذا المنتج رقماً على مستوى هذا المحصول عالمياً؟ - تعتبر المملكة بلداً استهلاكياً لكثير من السلع الغذائية، ويعتبر الأرز من أكثر أنواع الأغذية تفضيلاً لدى السعوديين حتى أنه يعد الوجبة الرئيسية لغالبية السكان، وذلك جعل المملكة سوقاً مهماً لهذا المنتج عالمياً منذ زمن ليس بالقريب. وتشير مصادر سوق الأرز في المملكة أن حجم استهلاك السعوديين من الأرز يقدر ب 1.1 مليون طن سنوياً، ما يعني أن معدل استهلاك الفرد السنوي يزيد عن 48 كيلو جراماً، ويعد أرز البسمتي الهندي الأكثر استهلاكاً في السعودية، إذ يصل إلى 70 في المئة من كمية الاستهلاك المحلي، ثم يأتي الأرز الباكستاني بنسبة 6 في المئة والتايلاندي بنسبة 6 في المئة أيضاً، ثم أنواع أخرى كالمصري والأسترالي بنسب تصل إلى واحد في المئة أو أقل. وتشير التنبؤات الصادرة من منظمة الفاو للأغذية والزراعة بالأمم المتحدة إلى أن استهلاك الأرز في العالم سيزداد بنسبة 1.8 بالمئة وحسب تقارير صحافية، تستورد المملكة من الهند وحدها حولي 530 ألف طن ما يعني أن السعودية تمثل 85 في المئة من تجارة الأرز الهندي، وهو ما يعزز مكانة السوق السعودي عالمياً في مجال الأرز. * ماذا عن منتج الأرز، مدة زراعته، أماكن الزراعة الأفضل عالمياً، وأفضل أنواعه؟ - أنواع الأرز كثيرة ومتنوعة، وأفضلها حسب تفضيل المستهلك في المنطقة وفي المملكة الأرز البسمتي، والذي كما ذكرنا في الإجابة السابقة يمثل 70% من الأرز الذي يستهلكه السعوديون، وتعتبر الحقول الهندية هي المصدر الأساسي لأفضل أنواع الأرز البسمتي. ونحن نهتم ولله الحمد بأن تكون حقول ارز الشعلان ذات تربة غنية عضويا وتروى من مياه الأمطار المتجددة القادمة من جبال الهيملايا، وهذه من العوامل التي جعلت أرز الشعلان يتمتع بهذه الجودة وهذه الثقة في السوق السعودي. * ما هي الرعاية التي يلقاها منتج الأرز بعد حصاده من حيث طرق النقل، وطرق التخزين؟ - بعد حصاد الأرز من حقولنا في شبه القارة الهندية, يتم تنقيته ومعالجته وذلك باستخدام تقنيات عالية جدا بحيث يتم فرز الأرز حبة تلو أخرى، بعد ذلك يتم حفظه في مخازننا وتعتيقه لمدة مناسبة, وتتميز مخازننا بسعتها مع وجود نوافذ مخصصة للحفاظ على تهويتها، كما نحرص على ألا تلتصق أكياس الأرز بأي جدار من جدران المخازن واتخاذ الإجراءات اللازمة لحمايته من الآفات. وللحفاظ على جودة الأرز تُخزن أكياس الأرز في مربعات متوسطة, بين كل مربع والآخر مساحة كافية للحفاظ على الجودة, ومن ثم نتولى النقل عبر شبكتنا الواسعة والمعتمدة على وسائل النقل الحديثة والمتنوعة لنضمن وصول كيس الأرز للمستهلك مباشرة وهو محتفظ بكامل جودته المعهودة. * طالما يٍسأل السعوديون بعضهم عند تناول وليمة ما: (وش رزكم)؟ هل حقيقة أن نوعية الأرز وجودتها هي التي تؤثر في طعم الوليمة ومستوى طبخها؟ - لا شك في ارتباط الأرز الجيد والمعتق، بالحصول على أطباق أرز نثرية وطويلة الحبة زكية الرائحة وفي نفس الوقت الطباخ الماهر يضفي الكثير من النتائج المتقنة حيث الخبرة في تفاصيل مقدار الماء ومستوى الحرارة ومتى تخفض. ونحن نعتز بثقة عملائنا في منتج أرز الشعلان الذي بات مقترناً ولله الحمد بموائد الولائم السعودية التي تتمتع بمذاق طيب، وهذا نتيجة حتمية للجهود التي تبذل في رعاية المنتج حتى يصل إلى مائدة المستهلك، وكذلك وعي المستهلك، ودرايته، ومعرفته بالمنتج الجيد، وهي ثقافة باتت متأصلة لدى السعوديين منذ زمن ليس بالقريب. * العناصر الأساسية للولائم السعودية الأرز واللحم.. إلى أي حد يمكن لنوعية أرز رديئة أن تخذل سيدة البيت مهما كانت ماهرة في طبخ الولائم؟ - هذا كلام صحيح، فالمناسبات والعزايم السعودية في الغالب تقدم وجبات الأكل فيها من الأرز واللحم، وهو تقليد سعودي متأصل يشير إلى الكرم الذي يتمتع به السعوديون، ومع تقدم ثقافة الطبخ لدى السيدات السعوديات، ونشوء أطباق جديدة، وأنماط جيدة على المائدة السعودية، إلا أن وجبة العزايم الرسمية بقيت محافظة على هويتها الأصيلة، وبقي الأرز هو سيد الموقف في تحديد مستوى جودة الأكل المقدم في المناسبة، من هنا نجد حرص المستهلك على شراء أرز جيد، ذي نكهة طيبة، ويضيف لعزيمته ولضيوفه وجبة مرضية وطيبة. * كيف تقيمون مستوى وعي المستهلك السعودي في عملية فرز الأرز الجيد من الرديء في السوق المحلي؟ كما ذكرت سابقاً فإن الحفاظ على هوية المناسبة السعودية بشكلها التقليدي المتأصل، الضارب في الكرم صاحبه نمو في ثقافة المستهلك، وقدرته على الفرز ومعرفة المنتج الجيد من غيره، مما عزز من هذه الثقافة لدى المستهلك السعودي وربة المنزل، وهم في هذه المرحلة على وعي كبير وثقافة واطلاع مما يجعلهم قادرين على التفريق بين الجيد والرديء ومقارنه الأسعار بجودة الأرز.