إن اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية يمثل ذكرى غالية علينا جميعاً، وبهذه المناسبة أرفع باسمي ونيابة عن الشعب الصيني أسمى التهاني لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز -حفظهم الله- وللشعب السعودي الكريم متمنياً لهم مزيدا من الرخاء والاستقرار. وإننا لنشعر بالفخر والاعتزاز كأصدقاء لهذا البلد وحكومته على ما حققه من منجزات حضارية فريدة انعكست على تنمية المجتمع، خاصة في الجوانب الاقتصادية عبر تأسيس مشروعات كبرى، حيث شهدت المملكة نهضة تنموية عظيمة في شتى المجالات وأصبحت تقف في مصاف الدول المتقدمة في ظل عملية التطوير التي تمر بها. وتتميز العلاقات الصينية السعودية بالتطور النوعي في مختلف المجالات وعلى المستويات كافة حيث تمثل السعودية أكبر شريك تجاري للصين في غربي آسيا وإفريقيا خلال السنوات العشر الأخيرة وهي أكبر دولة مصدرة للنفط للصين، وبلغ حجم التبادل التجاري بين السعودية والصين 36.6 مليار دولار استوردت الصين خلالها 27 مليون طن من النفط الخام، في حين يعمل في السعودية أكثر من 21 ألف عامل صيني. وعلى مستوى الاستثمار هناك ما يزيد على 140 شركة صينية تعمل في المملكة في مجالات الإنشاء والاتصالات والبنية التحتية والبتروكيماويات وغيرها، فضلاً عن تزايد الاستثمارات المتبادلة بين البلدين؛ وهو ما أسهم بشكل واضح في وجود طفرة اقتصادية في الآونة الأخيرة في البلدين الصديقين. مع العلم أن هناك فرصا هائلة يمكن أن نعمل على استثمارها في التعاون بين البلدين، وخاصة في مجالات نقل التكنولوجيا عالية المستوى في مجالات الاتصالات والطاقة والتكنولوجيا الطبية وغيرها. ومن المواقف التي تقدرها الصين شعبا وحكومة لخادم الحرمين الشريفين وللمملكة العربية السعودية موقفهما الانساني إبان الزلزال الشديد الذي ضرب محافظة ونتشوان بمقاطعة سيتشوان الواقعة بجنوب غربى الصين، حيث قدمت السعودية أكبر حجم من المساعدات التي تسلمتها الصين بعد وقوع الزلزال آنذاك. وابدى الملك وشعبه بالغ اهتمامهم لذلك، عبر ارسال وزير يرأس بعثة المساعدات الى الصين ليسلم مواد الاغاثة بيده الى منطقة سيتشوان. وتتميز العلاقات الصينية السعودية بالتطور النوعي في مختلف المجالات وعلى المستويات كافة. حيث باتت العلاقة بين البلدين محط اهتمام لدى أعلى المستويات في بلادنا، إذ نعتز بمستوى العلاقة القوية التي تربط البلدين، فهي علاقة تاريخية مميزة جمعت البلدين ونمت مع نمو التبادل التجاري بين الجانبين الذي وصل إلى مستويات متقدمة كما واكب هذا النمو تطور في العلاقات الثقافية أيضا. ولعل اختيار بلادي كضيف شرف في مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة الماضي، لعلامة بارزة على متانة العلاقة بين البلدين ورسخوها على مدى العقدين الماضيين وهو احد جوانب دعم وتوثيق العلاقات الثقافية بين البلدين. في ضوء اتفاق سياسة البلدين على الجوانب الأساسية، خاصة أن هناك رغبة من قادة الرياض وبكين على تقوية الشراكة اقتصادياً وثقافياً وتطوير العلاقات وزيادة التعاون الثنائي لكل ما يحقق الأمن الإقليمي والاستقرار في منطقتيهما. * السفير الصيني لدى المملكة.