ليس كل علة فريق وراءها مدرب، وليس كل اخفاق يصنعه جهاز فني بصورة دائمة، وليس كل تخطيط عشوائي يتنتج عن اداء لاعبين، هناك عوامل أخرى تؤدي الى الفشل وتقود الى الضياع وفقدان كل عمل ايجابي وغياب الصورة الجميلة، الشباب في اعوام مضت حقق العديد من الانجازات على الصعيد المحلي، وكان يضرب به المثل في التخطيط والقوة والاستمرار في القمة، كان هناك عمل ودعم مادي ومعنوي من قبل الرئيس الفخري وضعه في الصدارة ومكنه من احراز الالقاب، وعندما اختل العمل وذهبت بوصلته الى اتجاه آخر خفت معها توهج "الليث" وتبعثرت اوراقه وتحول من فريق يحسب له الف حساب الى فريق يبحث عن نفسه، وتعديل مساره نحو المنافسة فلايستطع، ترى ماهي العلة ومن المسؤول، ومن حوله الى حالته الراهنة الى الوهن؟ هناك اخطاء مشتركة ومسؤوليات لم تتم تأديتها على الوجه المطلوب، لا المدرب قوي الشخصية احتفظ بالنجوم المؤثرة (محليين ولا اجانب)، ولا الادارة عوضت رحيلهم بأوراق تصنع الفارق وترجح الكفة وتحافظ على قوة الفريق التي صُنعت في عهد ادارت سابقة واكملتها الادارة الحالية قبل ان تفقد البوصلة وتخفق في التحكم بالمقود لسلك الطريق الصحيح. «الليث» افتقد هوية البطل.. والتفرغ لكسب وتجييش الإعلاميين لا يقود إلى البطولات! لنفترض ان برودوم وراء الاخفاق الآسيوي وقبله رحيل العناصر المهمة في الفريق بقيادة ناصر الشمراني والارجنتيني تيغالي الى اندية في الداخل والخارج، اين دور الإدارة والمدرب فيريرا؟ هل كان مجرد فرد ضمن الجهاز الفني تحت إمرة برودوم الذي تعتبر اقالته وبقاء فيريرا تبرئة لساحة الاول اذا وضعنا في الاعتبار ان الأخير هو صاحب القرار في اختيار التشكيلة والاشراف على التدريبات، وهذا ما تثبته جميع التقارير المرسلة من المركز الاعلامي منذ ان تولى المهمة واصبح البلجيكي مديرا فنيا؟. برودوم لم يكن المسؤول الأول عن اخفاقات «الليث» (موقع الشباب) الا توجد عيون إدارية ترصد الخطأ بدعم من "أهل الخبرة الفنية" وتميز الصح من الخطأ وتقود الفريق الى الطريق الصحيح؟ ماهو دور الادارة الشبابية بالضبط.. هل فقط الموافقة على مطالب برودوم من دون مناقشته؟ ماذا لو طلب (مثلا) تغيير التشكيلة كاملة، هل ستوافق لأنه صاحب الصلاحية المطلقة؟، ما يحدث في الشباب خصوصا بعد الخروج القاري على يد كاشيوا الياباني في الرياض ماهو الا محاولة ادارية للهروب من مسؤولية الاخفاق الذي لم يصنعه المدرب لوحده، انما تشارك الإدارة التي بقت تتفرج على الضياع حتى اصبح الفريق مهلهلا، وعندما وقع الفأس بالرأس ارادت لفت الانظار عن الاخفاق الاسيوي الذي تكرر مرات عدة بقيادة الادارة الحالية بالحديث عن عمل برودوم ومن ثم اصدار قرار رحيله, وما يحسب ضد الإدارة الشبابية ويعتبر مبالغة لديها ترديدها لاسطوانة الابتعاد، وأنها لو وجدت البديل لرحلت، ونظن أن الشباب لا يتوقف عند هذه الإدارة وغيرها خصوصاً إذا ما عرفنا أن الرئيس الفخري الأمير خالد بن سلطان هو الداعم الأول للنادي، وبامكان أي رئيس قادم يملك الفكر النجاح والسير على طريق الإدارات الشبابية الناجحة. هذه الاسطوانة ربما هي أسلوب آخر من أساليب لفت الأنظار عن الاخفاق الجديد، وإلا فالكل يعرف أن «الليث» لديه رجال لن يدعوه يغرق والكثير منهم لا يريد أن يظهر الآن ما دام أن الإدارة الحالية تدير العمل خشية اتهامهم بالتدخلات والتشويش على الفريق. في عهد ادارات مضت كان الشباب اذا تعرض لأي كبوة يعالج مشاكله بهدوء وعثراته بكل حكمة وحنكة، وهزائمه بالتأني واختيار الاسلوب الأمثل، كان الأمير خالد بن سعد يتحمل المسؤولية بمفرده، يعلن العلة ويحدد العلاج، ويعثر على مكامن الخلل بدعم والتفافة من الشبابيين، كانت علاقته بالشرفيين وابناء النادي هي ما يمكنه من ايجاد الحلول والتفاف ابناء النادي حوله، لايحمل الأمور أكثر مما تتحمل، كان يقف بقوة في وجه العواصف، لم يقف معه اعلام، ويسانده فضاء، ويدعمه اقلام تدافع عنه مصيبا او مخطئا، بل كان يتعرض من الاعلام (غير الشبابي) الى انتقادات حادة بهدف المزيد من اضعاف "الليث" خصوصا بعدما بدأ يصعد المنصات منذ كأس الاتحاد 1408 امام الأهلي، ومع هذا عانق "الليث" اكبر البطولات المحلية والعربية والقارية وعاش في عهده عصره الذهبي إلى جانب عهد ادارات محمد جمعة وسليمان المالك وطلال ال الشيخ الذين صنعوا شبابا متألقا يتمتع بعلاقات قوية ومميزة مع الجميع. اذاً العلة فقط ليس في قناعات برودوم وعناده حول التشكيلة وضم بعض العناصر وابعاد البعض الآخر، بل إن الإدارة أسهمت بالكثير من الاخفاق بإعطائها الضوء الأخضر لبرودوم لأن يفعل بالفريق ما يشاء ويحدد كل شيء للفريق حتى الأكل والملابس واللاعبين وأي شيء من دون أي محاسبة، تفرغت الإدارة لجمع الإعلاميين الشبابيين وفرض التعليمات عليهم وتفرغت أيضا للمماحكات الجانبية مع القنوات الفضائية تلك المنتقدة والأخرى المادحة، والدليل النتائج الحالية والمستويات المتفاوتة التي لاتشعر المتابع ان هناك إدارة تعمل من أجل الوصول بالفريق إلى القمة. فيما مضى كان الشباب يصنف ضمن الاقوى والافضل والاخطر على الفرق المنافسة، اما في الفترة الأخيرة فمن الممكن ان يتعثر الفريق ليس على يد بعض فرق الوسط انما المراكز المتأخرة والسبب ان الخط البياني بدأ بالانحدار حتى وان ركزت الادارة على التجييش الاعلامي لمصلحتها تفاديا للنقد وتحاشيا لأي معارضة لسياستها وعملها وتعاملها مع الجميع!