انصفت كرة القدم أو"المجنونة" كما يحلو للبعض تسميتها الرائد عندما أوصلته للدور ربع النهائي من مسابقة كأس ولي العهد على حساب أحد أبرز المرشحين لنيل اللقب الشباب بعد مباراة ماراثونية استمرت 120 دقيقة قدم خلالها لاعبو الفريق القصيمي ما يشفع لهم بالفوز وخطف بطاقة التأهل، في المقابل ظهر الشباب خلال المباراة كالحمل الوديع إذ واصل سلسلة مستوياته الهزيلة هذا الموسم. المستويات المتواضعة كانت إنذاراً مبكراً.. والتفريط في تفاريس أضر بالدفاع خروج الشباب من دور ال16 كان بمثابة الصفعة الموجعة للجماهير التي كانت تمني النفس بالوصول إلى ماهو أبعد من ذلك، بيد أن الرائد كانت له كلمة عندما وضع حداً لأحلام الشبابيين التي تبخرت باكراً، الخسارة المفاجئة للشبابيين ربما لا تكون كذلك للمقربين من النادي العاصمي الذي ساءت أحواله منذ فوزه بدوري "زين" السعودي للمحترفين في الموسم الماضي، وجاء الخروج نتيجة لتراكمات عدة تتحملها إدارة النادي في المقام الأول. ولعل القضية التي ظهرت على السطح خلال الأسبوعين الماضيين حول عدم تسلم عدد من اللاعبين مستحقاتهم المالية وانعكاس ذلك على أداء الفريق خلال المباريات الأخيرة التي لعبها في الدوري وفاز فيها بصعوبة كانت بمثابة الإنذار الباكر للشبابيين بأن فريقهم لا يسير في الاتجاه الصحيح،إلا أن الإدارة لم تتعامل مع الموقف كما يجب ودفع الفريق ثمن ذلك غالياً من خلال خسارته أول بطولات الموسم الرياضي الحالي. من حرم الفريق من «الآسيوي الرابع»؟.. والبكاء على اللبن المسكوب لن يفيد ومن الأخطاء التي ارتكبتها الإدارة تكليف المدرب البلجيكي برودوم بالإشراف الكامل على جميع فرق كرة القدم في النادي سواء الفريق الأول أو الأولمبي أو الشباب أو الناشئين الأمر الذي تسبب في تشتت ذهنه، وهو ما أضر بالفريق الأول الذي حضر برودوم إلى تدريبه وقاده في موسمه الأول معه إلى تحقيق الدوري، وبرأيي أن أول خطوة ستقود النادي نحو الاتجاه الصحيح هي إعادة برودوم مدرباً للفريق الأول وتفريغه لهذه المهمة لا سيما وأنه يتحمل جزءاً من مسؤولية إخفاقات الشباب إذ تغير البلجيكي كثيراً عما كان عليه في الموسم الماضي وتحول من مدرب داهية يجيد توظيف اللاعبين وقراءة المباريات إلى مدرب أقل من عادي لا يقرأ المباريات جيداً وينفعل على اللاعبين والحكام وحتى الجماهير دون مبرر وهو ما انعكس بشكل سلبي على اللاعبين داخل الملعب وعلاقتهم معه. البلجيكي برودوم تراجع مستويات عدد من لاعبي الشباب من الأسباب التي لا يمكن إغفالها فالحارس وليد عبدالله مثلاً ليس هو الحارس نفسه الذي تألق الموسم الماضي إذ طالعنا بمستويات ضعيفة وبأخطاء بدائية كلفت الشباب الكثير، والحال ينطبق أيضاً على المهاجم ناصر الشمراني الذي يشهد مستواه تراجعا واضحا انعكس على سجله التهديفي وهو ما غيبه عن المنافسة على صدارة ترتيب الهدافين على غير العادة، ليس كذلك فحسب بل إنه أهدر ركلات جزاء عدة في وقت كان يعتبر أحد أفضل من ينفذ ركلات الجزاء في الملاعب السعودية. تراجع مستويات اللاعبين ربما يكون له أسبابها المبررة، والتصريح الذي أدلى به لاعب الوسط الخبير عمر الغامدي عقب الخروج من مسابقة كأس ولي العهد على يد الرائد عندما طالب بسؤال الإدارة الشبابية والمدرب البلجيكي برودوم عن أسباب تراجع مستويات الفريق يحمل أكثر من معنى لعل أبرزها أن ثمة أمور إدارية وفنية تسببت في تراجع مستويات اللاعبين وهو الإحتمال الأرجح. ولا يخفى على أي متابع مدى تأثر الشباب برحيل المدافع البرازيلي تفاريس الذي كان وجوده مع الفريق مصدر أمان للمنطقة الخلفية وبعد رحيله عن الفريق انكشف حال الدفاع الشبابي خصوصاً وأن الإدارة الشبابية لم تتعاقد مع مدافع بديل بالمواصفات التي كان يمتلكها تفاريس، بالرغم من أنها تعاقدت مع المدافع سياف البيشي الذي ظهر بمستويات متواضعة إلى جانب رفيقيه نايف القاضي ووليد عبدربه، وهو ما تؤكده لغة الأرقام التي تكشف حجم ضعف الدفاع الشبابي. الشباب حُرم من الإستفادة من ورقة المحترف الآسيوي الرابع بسبب خطأ فني وإداري، أتحدث عن لاعب الوسط الأوزبكي جيباروف أفضل لاعب آسيا لمدة موسمين رياضيين الذي لم يقتنع بإمكانياته برودوم إطلاقاً وكان واجباً على الإدارة أن تستبدله في هذا الموسم خصوصاً وأن عدم قناعة المدرب باللاعب ليست وليدة اللحظة بل إنها من الموسم الماضي إذ ظل اللاعب أسيراً لدكة الاحتياط في أغلب المباريات وهو مؤشر على عدم جدوى بقائه في ظل بقاء برودوم مدرباً للشباب، إلا أن الإدارة لم تفلح في تسويق اللاعب خلال فترة الانتقالات الصيفية وفضلت عدم الاستفادة من ورقة المحترف الرابع مقابل ألا تخسر مادياً إذا ماتخلت عن جيباروف بأقل من قيمته، وتضرر الشباب كثيراً من ذلك خلال المباريات التي لعبها في دوري "زين" وفي مسابقة كأس ولي العهد. البكاء على اللبن المسكوب لن يفيد الشبابيين أبداً وعليهم أن ينظروا للأمام ويعملوا على تصحيح الأخطاء فالمقبل هو أصعب لاسيما وأن بطولة قارية مهمة ستنطلق عقب شهرين، وبالتأكيد أنها تعتبر امتحانا أصعب من الامتحان المحلي الذي أخفق فيه الفريق، الإدارة الشبابية تعلم جيداً بأنها وصلت بالفريق إلى القمة في الموسم الماضي والبقاء أعلى القمة أصعب من الوصول إليها لذلك أمامها عمل كبير في الفترة المقبلة إذا ما أرادت عودة الفريق لسابق عهده، وعليها أن تسخر الهزة التي تعرض لها الفريق في مصلحته. جماهير الشباب مطالبة هي الأخرى بالوقوف مع الفريق ودعمه خلال الفترة المقبلة أكثر من أي وقت مضى.