حذرت الهيئة الإدارية للاتحاد العام التونسي للشغل (أقوى المنظمات الشعبية التونسية) في بيان لها من إهدار الفرصة الأخيرة لإنجاح الحوار الوطني، وذكرت الهيئة أنها تعتبر المشاورات المفتوحة وبلا نتائج هي إهدار للفرص وإضرار بمصلحة الوطن وأنّ الوقت قد حان لتحديد سقف زمني لها وآجال لبلوغ أهدافها بعيدًا عن منطق المناورة وعن التدخّلات الخارجيّة، وعليه فإنّ هيئة الاتحاد تدعو الأطراف السياسية وبالخصوص الأطراف في السلطة "الترويكا" إلى التفاعل الإيجابي والسّريع مع خارطة الطريق المنبثقة عن المبادرة الوطنيّة، كما تدعو الأطراف الرّاعية للحوار إلى اعتماد الأسبوع القادم الفرصة الأخيرة لإنجاح الحوار الوطني والتحضير الجيد والتنسيق حول الخطوات اللاّحقة الواجب اتخاذها، ونقرّر استئناف أشغال هيئتنا الإدارية نهاية الأسبوع القادم. وجدّدت هيئة الاتحاد التزامها بالمبادرة الوطنيّة التي أطلقتها المنظمات الأربع الراعية للحوار وعملت رغم التشكيك على تجميع الفرقاء السياسيين حولها تحمّلا منها لمسؤولياتها الوطنية وباعتبار هذه المبادرة الطريق الأمثل لحلّ الأزمة السياسيّة والأفضل لتجنيب البلاد منزلقات خطيرة وعلى قاعدتها يتمّ إشراف الرباعي الراعي على حوار وطني مسؤول، وأكّدت الهيئة على أنّ استمرار الأزمة السياسية من شأنه أن يعمّق تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والأمنية في البلاد وهو ما يتطلّب من الجميع وخاصّة من الائتلاف الحاكم خطوات عمليّة إيجابيّة في اتجاه تفعيل مبادرة الرباعي والتوافق على خارطة الطريق المقترحة بوصفها آلية لتطبيقها. وأكد الناطق الرسمي للتكتل من اجل العمل والحريات محمد بنور- الشريك في الترويكا - ان تعطل المفاوضات الجارية مع المنظمات الاربع الراعية للحوار الوطني ومبادرة الاتحاد سببه شريكاه (النهضة والمؤتمر) وذلك نظرا لشروطهم المتعددة. وقال إنه بالنسبة لحزبه "التكتل من اجل العمل والحريات" انهم ابلغوا الاتحاد العام التونسي للشغل بأنهم متفقون مع مبدأ انطلاق الحوار في اسرع وقت ممكن بالتوازي مع عودة نواب المجلس الوطني التأسيسي المنسحبين والذين بدونهم لا يمكن ان يصاغ الدستور ومن ثم تنتهي اشغال الحكومة الحالية ويجري الاتفاق فيما بعد على القبول بحكومة توافقية. أما حركة النهضة "المتهم الرئيسي" بتعطيل مبادرة الحوار فقد ذكرت من خلال تصريح لوزير الصحة - القيادي في حركة النهضة- عبد اللطيف المكي أن هناك تقدما في المشاورات. وأوضح أن هناك أفكاراً جديدة سيتم تدارسها مشيرا إلى أن "الترويكا" ستتخذ موقفها بشكل جماعي ردا على خارطة الطريق التي قدمتها جبهة الإنقاذ لحل الأزمة السياسية.