هدد الأمين العام للاتحاد التونسي للشغل حسين العباسي إثر انتهاء اجتماع المنظمات الأربع الراعية للحوار الوطني (اتحاد الشغل، ومنظمة الأعراف، وهيئة المحامين، ورابطة حقوق الإنسان) مع ممثلي أحزاب الترويكا (النهضة، والتكتل، والمؤتمر) دون الوصول إلى توافقات بأنه سيضطرّ إلى إعلان 4 حقائق مؤلمة للشعب التونسي إذا لم يتم التوصل الى توافقات بين الأطراف السياسية للجلوس معاً حول طاولة الحوار للخروج من الأزمة الحالية. وجدد العباسي دعوته للترويكا والمعارضة الى إعطاء المزيد من التنازلات "المؤلمة" لإنقاذ تونس مشدداً على أنّ الحوار لن يتواصل في ظلّ جلوس الأطراف المعنيّة في مجموعات متفرّقة ينتهي إلى اللاّتوافق. وأضاف العباسي أنّه من الضروري حسم هذا الموضوع والتوصّل إلى حلول عمليّة قبل اللجوء اضطراراً إلى إعلان أربع حقائق مؤلمة من الضروري أن يعرفها الشعب التونسي. وكان اللقاء الذي جمع ممثلي أحزاب الترويكا بممثلي الرباعي الراعي للحوار الوطني لم يسفر عن أي اتفاق بعد تمسك الترويكا والنهضة بالأساس بمقترحاتها الداعية لاستئناف أشغال المجلس التأسيسي والرافضة لاستقالة الحكومة قبل الشروع في الحوار الوطني والرافضة أيضاً لتشكيل حكومة كفاءات وطنية مستقلة ترأسها شخصية وطنية تحظى بدعم معظم الفرقاء السياسيين. وقد أكد الأمين العام المساعد في الاتحاد العام التونسي للشغل بوعلي المباركي أنه إذا ما واصلت الترويكا تمسكها بمواقفها وبتلك المقترحات التي تقدمت بها فإن المنظمات الراعية للحوار ستتخذ خطوات أخرى. أما سامي الظاهري الناطق الرسمي باسم الاتحاد فقد بيّن أنّ حركة النهضة مازالت متمسكة بنفس المقترحات القديمة ومنها انتهاء عمل الحكومة في 23 أكتوبر ولكن بغلاف آخر بما يعني تشكيل حكومة جديدة تكون حكومة ذات صلاحية أو حكومة انتخابات. وأوضح الظاهري أن سلسلة اللقاءات مع الترويكا انتهت في انتظار ما سيؤول إليه الاجتماع مع المعارضة. وأكّد أنه سيصدر موقف نهائي وجماعي للمنظمات الراعية للحوار بعد الاجتماع مع المعارضة باعتبارها موحدة في الموقف والقرار. من جهة أخرى قال أمين عام حركة نداء تونس الطيب البكوش في تصريح صحفي عقب انتهاء اجتماع الهيئة السياسية لجبهة الإنقاذ الوطني أمس إن هناك غيابا للإرادة السياسية من قبل الترويكا الحاكمة للخروج من الأزمة الخطيرة التي تمر بها البلاد. وأكد البكوش أن رفض الترويكا لمطلب المعارضة المتمثل في استقالة الحكومة تعنت مرفوض باعتبار ذلك مضرّا بمصالح البلاد ويدل في نفس الوقت عن إرادة البقاء في السلطة بوجه غير شرعي. وكان رئيس حزب نداء تونس الباجي قائد السّبسي قد أكد على ضرورة التسريع في الحل بين جميع الأطراف لفك الأزمة الحالية للبلاد واعتبر السبسي اثر لقائه بحمّة الهمّامي الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية أنه لا يوجد تجاوب بشكل جدي من حركة النهضة على الرغم من ايجابية الاقتراحات، ودعا جميع الأطراف الى الحوار مؤكداً على ضرورة السير حتماً الى إيجاد حل وعدم إقصاء أي طرف بما في ذلك حركة النهضة. أمّا حمّة الهمّامي فقد أكد على ضرورة الحسم وطالب باستقالة الحكومة الحالية بشكل مباشر وتشكيل حكومة جديدة في ظرف 15 يوما، مشيراً الى أنه لا يوجد جدية في الحوار من طرف حركة النهضة.