ثمَّن رئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر، اللقاءات الجارية حالياً بين مختلف الفرقاء السياسيين والمنظمات الراعية للحوار الوطني، معرباً عن تقديره للدور الذي تلعبه المركزية النقابية في الظرف الراهن من أجل جمع كل الأطراف إلى طاولة الحوار بهدف الخروج من الأزمة، ويُشار إلى أن بن جعفر أعلن في وقت سابق عن تعليق أشغال التأسيسي إلى حين انطلاق الحوار الوطني، الأمر الذي لم يُرضِ النواب غير المنسحبين، وطالب بعضهم بتعويضه، معتبرين أن رئاسة المجلس تمرّ بحالة شغور ويمكن تعويض بن جعفر بنائبه الأوّل أو الثاني. وقال القيادي في الاتحاد العام التونسي للشغل سمير الشفي، ل»الشرق»، إنّ الرباعي الراعي للحوار الوطني سيجتمع للنظر في أسباب فشل الحوار الوطني بين الأحزاب لمعرفة مَن تسبب في هذا الفشل بعد جهد شهر من المفاوضات الماراثونيّة. وأضاف أنّ المنظمات الوطنيّة ستتشاور فيما بينها لتقييم النتائج وإعلان بيان مشترك وتوضيح ما حدث في ندوة صحفية، مؤكّداً أنّ ما سيقع إعلانه لا يعني تهديد أيّ طرف سياسيّ. وأكّد الشفي أنّ الاتحاد قرر اختيار سير المشاورات لتذليل الصعاب وتقريب وجهات النظر ورفع اللبس والأحكام المسبقة لتسهيل الجلوس على طاولة واحدة وهو ما تقتضيه السياسة، لكنّ غياب الإرادة السياسية وتغليب المصلحة الحزبية من طرف أحزاب الترويكا أسهما في عرقلة مساعي المنظمات الوطنيّة. وأوضح أنّ أغلب المشاورات كانت في جزء منها سريّة حتى لا تؤدي إلى نتائج عكسية، لكن آن الأوان لمصارحة الشعب بحقيقة الوضع الاقتصادي والأمني وتوضيح مَن هي الأطراف السياسيّة التي لم ترغب في التقدم ومن يتحمل مسؤوليته. وقال القيادي في الاتحاد العام التونسي للشغل، إنّ كل الاحتمالات واردة لوضع حد لإهدار الوقت وإنهاء الأزمة الحالية، معتبراً أنّ المنظمات الراعية عانت من تقلبات المواقف وازدواجية الخطاب، خاصّة أنّ بعض الأطراف دخلت الحوار للمناورة فقط وربح الوقت، مضيفاً أنّ كل السيناريوهات مطروحة حسب قوله. وأصدرت جبهة الإنقاذ بياناً إثر اجتماع هيئتها السياسية أمس في مقر حركة نداء تونس، مؤكدة خلاله تسجيل غياب الإرادة السّياسيّة من قِبل التّرويكا للخروج من الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد.