تكتظ شوارعنا حتى ساعات متأخرة من الليل بالحركة التجارية؛ بسبب الثقافة السائدة بين المواطنين والتعود على السهر وقضاء الحاجات الاستهلاكية مساء، إلاّ أن هذه الآلية تحتاج إلى إعادة نظر، تتمثل في استحداث نظام لفتح المحال التجارية وإغلاقها في وقت مبكر، حتى يسود النظام بين الأسر بالدرجة الأولى، مع تشجيع "جيل اليوم" على العمل بتلك المحال، وكذلك تنظيم الحركة المرورية. ويرى الكثير أن تنظيم عمل المحال التجارية وإغلاقها في وقت مبكر، خاصةً التي تقبع داخل الأحياء السكنية سيكون قرار "صائب"، بل وسيقضي على تجمع الشباب أمام تلك المحال، وسيسهم في تجمع أفراد الأسر داخل المنازل، حيث يُعاني البعض من "تسكع" أبنائه حتى وقت متأخر أمام المحال، إلاّ أن آخرين يرون عكس ذلك، مؤكدين على أن قرار الإغلاق في وقت مبكر من الليل لا يخدم المستهلكين، فأوضاع الناس اختلفت كثيراً من حيث التسوق وشراء الاحتياجات الأسرية، متوقعين أن القرار سيكون صعب التطبيق. ويُعد قرار تنظيم أوقات العمل في المحال التجارية -في حال تم اعتماده- خطوة للقضاء على الكثير من السلبيات في المجتمع التي منها السهر، كذلك يُعين الموظف على أداء عمله بعد أن ينظم وقته للخروج والدخول إلى المنزل، كما أن الكثير من الأخطاء التي يرتكبها الشباب تكون في فترة المساء، وهو ما يُحتم سرعة اعتماد القرار، أو على الأقل تحديد وقت معين خلال أيام العمل الأسبوعية، وكذلك وقت آخر في الإجازات من حيث فتح المحال للزبائن وإغلاقها. انظروا للبقالات وشدّد مستثمرون في المنشآت الصغيرة والمتوسطة أن قرار إغلاق المحال التجارية سيعيق تجارتهم، حيث إنها تنشط في الفترة المسائية. وقالت "نجود": أعمل سكرتيرة في إحدى الشركات من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الساعة الثانية والنصف ظهراً، مضيفةً أنها تُدير مشروعها المتمثل في "محل خياطة" في الفترة المسائية، وفي حالة تطبيق القرار فسوف تُغلقه بلاشك، مبينةً أنه من الصعب إدارة العمل عند تطبيق القرار، حيث تعمل في الفترة الصباحية وتُدير أعمالها وتجلب احتياجاتها في الفترة المسائية، لافتةً إلى أنه في حال التركيز على المحال الصغيرة من "بقالات" و"مطاعم" و"بوفيهات" وغيرها، والبقاء على المجمعات التجارية التي بإمكان الجهات الأمنية إدارتها أمنياً، فإن ذلك يُعد قراراً صائباً. محمد آل حامد عمل شباب وأوضح "محمد آل حامد" أن وجود نظام يحدد ساعات عمل المحال التجارية التي تقبع في الشوارع الرئيسة وداخل الأحياء السكنية بالتأكيد سيكون قراراً صائباً، حيث سينظم العمل اليومي للمجتمع بشكل كامل، ويحد من الكثير من السلبيات كالسهر و"التسكع" في الشوارع حتى وقت متأخر من الليل. وأيده الرأي "فؤاد غرم الله" مشيراً إلى أن باستطاعة الكثير من الأسر قضاء حاجتها في وقت مبكر، حيث إن أغلب المحال التجارية تفتح لتلبية احتياجات الشباب الذين تعودوا على السهر حتى ساعات متأخرة من الفجر، مبيناً أن تنظيم العمل اليومي في المدينة من حيث فتح وإغلاق المحال سيساعد في البداية على جذب الشباب الراغبين في العمل بالقطاع الخاص، حيث إن فتح المحال إلى وقت متأخر من الليل تسبب في هروب الكثير من جيل اليوم من العمل بها، ذاكراً أن الحالة التي تعيشها مدن المملكة تأتي بسبب العشوائية بين منطقة وأخرى. أحمد بن مشرف ثقافة استهلاكية وأكد "أحمد بن مشرف" -مستثمر في مجال التموينات- على أن قرار إغلاق المحال التجارية في وقت مبكر من الليل لا يخدم المستهلك بالدرجة الأولى، حيث إن أوضاع الناس اختلفت من حيث التسوق لشراء احتياجاتهم الأسرية من مواد استهلاكية وغيرها، موضحاً أن الثقافة الاستهلاكية تختلف وكذلك العادات الإجتماعية والقرار سيكون صعب التطبيق، مضيفاً أن كثيراً من المتسوقين لديهم استعداد للتسوق حتى الفجر ومع أُسرهم، كُلاًّ حسب ظروف حياته العملية والأسرية، مبيناً أن سكان المدن الكبرى في المملكة تختلف ثقافتهم عن سكان بعض المحافظات التي تغلق أبواب محالها التجارية عند الساعة العاشرة مساء، وكذلك ثقافة المدينة تختلف، لافتاً إلى أن السبب الرئيس في انتعاش الكثير من الأنشطة التجارية يعود إلى الحركة السكانية والتوسع والعادات الإجتماعية، وكذلك النظام السائد بين الأسر من حيث الدوام والمدارس والسهر، مطالباً بنظام صارم لتلك المحال التي تفتح داخل الأحياء، وكذلك إيجاد آلية تنظيم من قبل أمانات المناطق. د.إبراهيم الصيخان شمل الأسرة وقال "د.إبراهيم الصيخان" -مستشار أسري في التوجية والإرشاد النفسي-" إن قرار تغيير فترة فتح وإغلاق المحال التجارية في وقت مبكر من الليل يُعد صعباً في البداية، إلاّ أنه صائب في حال تم إقراره؛ لما له من فوائد على الأسرة والمجتمع ككل، مضيفاً أن القرار إذا طُبّق سيعيد شمل الأسرة في المنزل، حيث شتتت التجمعات أمام المحال التجارية الأسر في كثيراً من المنازل، موضحاً أن إقراره يحتاج إلى فترة تمهيدية تبدأ من المدرسة والجامعة والمسجد، وهذه الخطوة ستعزز الكثير من السلبيات في المجتمع، منها السهر إلى فترة متأخرة من الليل، وكذلك تعين الموظف على أداء عمله بعد أن ينظم وقته للخروج والدخول إلى المنزل، مبيناً أن الكثير من الأخطاء التي يرتكبها الشباب تكون في فترة المساء، حيث التجمع الذي اعتادوا عليه، مشيراً إلى أن نسبة كبيرة من الجرائم تحدث بسبب هذه التجمعات، ذاكراً أن إغلاق المحال التجارية سيُقلل منها بعد أن تنظم الأسرة أوقاتها من حيث العمل والنوم. وأضاف: لا ننكر أنه هناك بعض المشكلات التي تصدر من الشباب، لكن لابد من تشخيص المشكلة بصورة أكثر وضوحاً، مؤكداً على أنه يلزم المجتمع في حال وجود نظام يقضي بإغلاق المحال في ساعات مبكرة فترة زمنية طويلة كي يندمج المجتمع. د. يعقوب البشاوري خطر المقاهي وأوضح "د.يعقوب البشاوري" -مستشار تسويقي- أن ساعات العمل المعمول بها حالياً في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة تحتاج الى زيادة كي تصبح على مدار (24) ساعة، خاصةً محطات الوقود داخل النطاق العمراني والصيدليات والمراكز التجارية والمطاعم، بسبب كثرة أعداد الزائرين لتلك المدينتين الشريفتين، مضيفاً أن الأماكن الخدمية في باقي مناطق المملكة الكبيرة مناسبة حتى الساعة (12) ليلاً خلال أيام الأسبوع، كي يتمكن الجميع من قضاء احتياجاتهم اليومية، ولأن بعض المدن صناعية وتجارية والعمل بها على مدار النهار والليل، واختلاف أوقات أعمال الناس يجبرهم على التسوق في ساعات متأخرة، مشيراً إلى أن المشكلة تكمن في بقاء المقاهي ومحال النزهة وغيرها مفتوحة، وهو ما يُشجّع على تجمع الشباب حتى أوقات الفجر. وأشار إلى أن التأخير في إغلاق محال المقاهي وغيرها يُعد أمراً خطيراً، حيث تكثر الحوادث والمشاجرات، وتتعرض بعض الأسر خاصةً السائق الى مضايقات، محذراً كذلك من بقاء البقالات مفتوحة حتى وقت متأخر من الليل، مشدداً على أهمية تحديد وقت معين خلال أيام العمل الأسبوعية، وكذلك وقت آخر في الإجازات من حيث الفتح والإغلاق. المقدم زياد الرقيطي تواجد أمني وأكد المقدم "زياد الرقيطي" -الناطق الإعلامي للشرطة المنطقة الشرقية- على أن الجريمة لا ترتبط بشكل مباشر بمشكلة فتح المحال التجارية حتى وقت متأخر من الليل، وأخذها كمقياس دقيق لانخفاض الجريمة أو ارتفاعها بمجملها، مضيفاً أنه قد تنخفض لدينا قضايا سرقات المحال نفسها، لكن قد تزداد لدينا أنواع أخرى من القضايا الجنائية مثل قضايا السطو والسلب والاعتداء على النفس، مبيناً أن ما يتم تسجيله من وقائع جنائية مختلفة بالمجمعات التجارية قليلة جداًّ بالمنطقة الشرقية، إذا ما تمت مقارنتها بما يقع بمواقع أخرى بالمنطقة، مشيراً إلى أن التواجد الأمني سواء من رجال الأمن أو الحراسات الأمنية المعنيين بحراسة المجمعات متواجدين على مدار الساعة، في ظل فترة مزاولة نشاط المجمع التجاري أو أثناء فترة إغلاقه. طلب التصريح وذكر المقدم "الرقيطي" أنه لا يوجد ما يشير إلى إغلاق المحلات التجارية عند العاشرة مساء، وإنما ما نصت عليه التعليمات المنظمة لعمل المحال التجارية بشكل عام هو أن يكون الإغلاق عند الساعة الثانية عشرة كحد أقصى وقد تستمر الى الواحدة ليلاً في الأعياد والإجازات المدرسية، مضيفاً أنه فيما يتعلق بالمطاعم والوجبات السريعة إلى الساعة الثانية بعد منتصف الليل بعد توفير الاحتياطات الأمنية اللازمة, مؤكداً أن هناك محال يسمح لها بالعمل الى وقت متأخر مثل "الهايبر ماركت" و"السوبر ماركت" وفق مساحات محددة، وكذلك بعض الصيدليات وفق تنظيم من الشؤون الصحية، إضافةً إلى مراكز خدمة التزود بالوقود، مُشدداً على أن جميع تلك النشاطات لابد أن تخضع أولاً للحصول على التصريح اللازم، وتوفير الاحتياطات الأمنية اللازمة. فؤاد غرم الله تُعد المجمعات التجارية أكثر أماناً من المحال الصغيرة في أوقات المساء عشوائية عمل المحال ليلاً تتسبب في ازدحام الشوارع