فقدت الأمة العربية والإسلامية رائداً من رواد النهضة والتنمية وقائداً سبق عصره.. وإذا كان لي أن أتحدث واسترجع الإنجازات الكبيرة التي تحققت في عهده ( رحمه الله) منذ تولى الحكم في عام 1402ه الموافق 1982م والتي وضعت المملكة في مصاف الدول المتحضرة لما شملته من نهضة شاملة امتدت إلى مختلف نواحي الحياة فالحديث عن هذه الإنجازات الكثيرة والمتعددة والي ألقت بظلالها على جميع أبناء الوطن اقتصادياً واجتماعياً حديث عميق وذو شجون.. فلقد كان لسياسته الحكيمة خلال تسلمه مقاليد الحكم طوال أربعة وعشرين عاماً بصمات عديدة لا يتسع المجال لذكرها وتحتاج إلى مجلدات لرصدها.. غير أن ما أود التركيز عليه في هذه المناسبة هو ماتحقق من منجزات في المجالات الاقتصادية والتجارية والصناعية وقطاع الأعمال، حيث تم في عهده الميمون وضع قواعد النظام الاقتصادي للدولة وفق منهج الاقتصاد الحر بكل ما يعنيه ذلك من التزام راسخ بمبادئ حرية الملكية والتصرف وتعزيز قيم التعاون والتكافل، مما كان له أبلغ الأثر في تحقيق المملكة خلال تلك الفترة لنهضة تنموية جعلتها نموذجاً فريداً في سرعة النمو والتطور بين دول العالم، ومن المآثر والشواهد العديدة التي تمت في هذا العهد الزاهر الدعم والمؤازرة لمجتمع الأعمال، وتحديث وإصدار العديد من الأنظمة التي تعنى بالمحافظة على صحة وسلامة المستهلك، وكذلك توفير المزيد من عناصر الجذب والاستقرار للمناخ الاستثماري في المملكة، إلى جانب تبني الأساليب الكفيلة بتعزيز قدرة الاقتصاد الوطني على التفاعل بمرونة وكفاءة مع المتغيرات المتسارعة على الساحة الدولية والاستجابة بفاعلية لمتطلبات الحقبة الجديدة كما شهدت الساحة المحلية العديد من الإنجازات الناصعة البياض كالتوسعات في الحرمين الشريفين ونمو التعليم بمراحله المختلفة وتطوير القطاع الصحي وتذليل كافة الصعوبات والعقبات التي تعترض طريق العلم والتقدم. وللإنصاف أود القول بأن التجارة والصناعة والاقتصاد قد شهدت في عصره (يرحمه الله) تطورات غير مسبوقة وهي تطورات يلمسها الجميع. غفر الله لخادم الحرمين الشريفين جزاء ماقدم لدينه ووطنه وأمته العربية والإسلامية داعياً الله عز وجل أن يجعلها في موازين حسناته وأن يلهم الأسرة المالكة والشعب السعودي النبيل وعموم المسلمين الصبر والسلوان ... كما نسأل المولى القدير أن يبارك في خلفه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود (حفظه الله) ونصره وجعله ذخراً للبلاد، وأن يوفق ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود (حفظه الله)، والله ولي التوفيق. ٭مدير عام العلاقات العامة والاعلام الغرفة التجارية الصناعية بالرياض