يبقى الشعر الجميل حاضرا يعانقنا دائماً خصوصاً إذا أتى من حيث يهطل الإبداع الكتابي له، فشعراؤنا القدامى هم من جعلوه يبقى حاضراً ومبدعاً نستشف منه الآن أجمل وأعذب المعاني، بل نتذوقه في مساءات الشعر ومجالسه. حضور ذلك الجمال ماهو إلا انعكاسا لإبداع الشعراء الذين ورثوا إبداعهم من بيئتهم العذبة والجميلة وبالتالي قرأناهم في نصوصهم الشعرية المبدعة التي حضرت وبقوة لتجذبنا اليها بشغف القراءة. الغالبية الآن لم تعد تهتم في نظري بالرائع والمبدع من النصوص الشعرية التي تحمل جماليات الكلمات والمفردات والمعاني العذبة، واعتقد أن ذلك يعود إلى الثقافة الإعلامية الآن خصوصاً مع ظهور العديد من القنوات الإعلامية الشعرية التي ضاع من خلالها المتابع لاحتوائها على الغث والسمين من الشعر والشعراء الذين قتلوا الذائقة الشعرية لدى المتلقي. بلاشك أن للشعر جماله وروعته، وبالتالي سيبقى جميلاً وحاضراً، ولعل ذلك الجمال يعانقنا دائماً، فشعراؤنا القدامى هم من جعلوه يبقى حاضراً ومبدعاً نستشف منه الآن أجمل وأعذب المعاني، بل نتذوقه أثناء قراءتنا له والتمعن في مفرداته ومعانية التي تتسم بالعذوبة والرقة والسلاسة، إضافة إلى مابها من الحنين والشوق والخيال الواسع لدى أولئك الشعراء. ومواكبة هذا الجمال في النص الشعري لابد له من متابع يمتاز بذائقة قرائية راقية وواعية حتى يبحر بفكره في تلك الجماليات التي يحتويها النص الشعري ومن هنا أعتقد بأن شعراءنا المبدعين قد استطاعوا الوصول الى تلك الذائقة من خلال نصوصهم الجميلة التي لازالت حتى الآن حديث المتابعين والنقاد. يجب الاهتمام بالنص الشعري والمحافظة على جمالياته من خلال المتابعة القرائية المستمرة والحفاظ عليه ليبقى ذلك الجمال إرثا رائعاً نتداوله. أخيراً : حدثيني .. عن الحظ .. عن قصة اليوم .. عن معاني السالفة حدثيني : عن ورق يبتل .. عن حروفٍ هيجنت عن أوراقي عن أشعاري .. يغتالني .. يمك سحاب .. أبي يمطر .. أبي تحت المطر ظلي .. تعبت عيون هناك .. ترقب للمسافة حد