الإحساس بجمال المكان وطبيعتة يكون فطرياً ، بمعنى أن الإنسان لايحتاج لوقت تدريبي عليه أو جهد،لأن الجمال الفطري الطبيعي هو الذي يدخل الى النفس تلقائياً ، وعندما يأتي الإحساس بالمكان وجماله،فهذا بلاشك يجعلنا نستشعر تلك أهمية الشعر لدى الشاعر الذي يريد تجسيد ذاكرته ورسم صورتها في نصه الشعري. جمال المكان يشكل أهمية كبيرة لدى الشعراء وإلا لما ظهرت قصائدهم عذبة ورائعة يستلذ بها القارئ والمحب للقصيدة الشعبية ولعل قضية الجمال تلك قد شغلت وأخذت حيزاً كبيراً خصوصاً عند الشعراء في كتابتهم لنصوصهم الشعرية التي من خلالها جعلوا للإحساس الصادق بعداً كبيراً ، فهم بلاشك جسدوا ذاكرة أمكنة شعرهم بعذوبة الكلمة ورقة المشاعر،خصوصاً في نصوصهم العاطفية ، التي بقيت في الذاكرة حتى وقتنا الحاضر. الشعر والمكان ارتباط كبير لدى الشاعر،ففي المكان تجسيد لصورة المعاناة،وفي الشعر استفزاز لمشاعر الشاعر ليكتب ذكراه التي تؤرقه خصوصاً في عاطفته وآهاته وتوجده وحزنه وألمه. الشعراء القدامى أبدعوا في تجسيد المكان في شعرهم وأحاسيسهم،لأنهم بطبيعتهم يصدقون المعاناة ويستمدون مفرداتهم المبدعة من طبيعتهم وبيئتهم التي يعيشون فيها،وهذا بلاشك دافع حقيقي لهم ليبدعوا أجمل إبداع . وعلى أننا في الوقت الحاضر قد نفتقد لروعة الإحساس ولجماليات المكان الا في القليل من الشعر ،ألا أننا وفي نفس الوقت لازلنا نبحث عن الرائع من النصوص الشعرية التي بها احساس شاعر ووصف أمكنة للشعر. يبقى للشعر جماله وروعته،وطابعه الخاص في صياغته بإحساس الشاعر المتفرد ومن هنا يبقى جميلاً وحاضراً،ولعل الجمال يكمن في بقائه حاضراً يعانقنا دائماً خصوصاً إذا أتى من حيث يهطل الإبداع الكتابي له ، وعندما تطالعنا القصيدة وهي تختال إبداعاً ، فهذا هو إحساس شاعرها الحقيقي. أخيراً : في حلمنا نفرح ونكتب حكاية نرسم على ثغر المودة لنا حلم في صوتنا نبني جدار البداية تصرخ طفولة مانبي لحظة الغم