الصورة الشعرية تعد عماد القصيدة وأساس وجودها، إذ إنها هي الجسر الذي يصل بين الشاعر والمتلقي،الذي ترقى ذاقته إذا وجد نصاً شعرياً جميلاً بمافيه من صور شعرية رائعة. وضرورة وجود الصور الحية في النص الشعري ليكمن الجمال والإبداع ولذلك فإن لها ما لها من مفعول و تأثير , فلا بد لها من خيال يخرجها من النمطية والتقرير والمباشرة, فالخيال هو الذي يحلِّق بالقارئ في الآفاق الرحبة, ويخلق له دنيا جديدة, وعوامل لا مرئية تخرجه من العزلة والتقوقع. عند المحدثين من الشعراء أصبحت الصورة تشتمل على كل الأدوات ولم يعد مفهومها ضيِّقًا أو قاصرا على الجانب البلاغي فقط بل اتسع مفهومها، وامتد إلى الجانب الشعوري الوجداني غير أن مصطلح الصورة الشعرية لم يُستعمَل بهذا المعنى إلا حديثا مع اتساع أفق الشعر وكثرة الشعراء الذين يبدعون في تكوين الصورة الشعرية بخيالات عذبه تؤدي إلى إظهار نصوص شعرية جميلة. الشعراء القدامى أبدعوا في وضع الصورة الشعرية الجميلة في نصوصهم الشعرية كونهم يستلهمونها من بيئتهم الجميلة التي عاشوا فيها دون تكلف، فهم يصورون ويصفون معاناتهم في صورٍ عذبة تأخذ القارئ إلى فضاء رحب من الخيال ومن هنا جاء ارتباط الخيال بالصور، ولعل اولئك الشعراء المبدعين قد استطاعوا ان يجعلوا للصورة الشعرية مكاناً هاماً تجسد في ظهور النص الشعري المميز. القصيدة المبدعة هي تلك التي تحتوي على عناصر الجمال ومنها عنصر الصورة الشعرية من خلال المفردات المنتقاه التي لايجيد اختيارها الا شاعر متمكن، ولذلك نجد ان هناك العديد من القصائد التي لازالت حتى الآن متداولة بين القراء تحتفظ بجمالياتها وصورها المبدعة والتي جاءت مواكبة لعصر نحن فيه بحاجة لصورة شعرية عميقة. وعندما يواكب الخيال الصورة الشعرية في النص الشعري فهذا دلالة على أن اكتمال النص اصبح جميلاً يعانق به الشاعر ذائقة القارئ في شكلٍ راقٍ، ولدينا في الحقيقة عدد من الشعراء استطاعوا إبراز الصورة الشعرية الجميلة في نصوصهم مع مواكبة الخيال ومزجه في النص، وهذا يدل على تمكن الشاعر من كتابة النص المبدع الذي يرقى بالذائقة. أخيراً : في زمان البرد ندفى على حكي .. وقصيد .. نرقى النخل .. ناكل من عذوق النشيد .. آه يازمان أول .. يرسم على وجه القصيد .. بيت جدي .. وبشته .. والحطب والنار .. ودله . و . وجار . وروح // شاعر .. ماعانده قاف .. ولايغلبه .. معنى ..