التراث الشعبي منذ القدم وهو عبارة عن نتاج ثقافي وفكري مستمر، وهذا بالتالي يعود إلى خبرات طويلة للشعوب منذ ما قبل التاريخ وحتى وقتنا الحاضر. وفي هذا التراث ظهر لنا تجسيد الإنسان لمعاناته وأحلامه وصور ارتباطه بأرضه واستقراره فيها. من هنا وجدنا وبقراءة متأنية للتراث وبدايته أنه تكون داخل المجتمعات القديمة منذ بداياتها الأولى، وذلك من خلال التفاعل الحيوي بين الإنسان وبيئته الطبيعية والاجتماعية، وكذلك التأثر والتأثير المتبادل بين المجتمعات المختلفة، والثقافات المتجاورة والأفكار المتباينة، ليشكل في النهاية منظومة فكرية شعبية إنسانية عظيمة. ونتيجة للتطورات الاجتماعية التي طرأت على المجتمعات فقد تعرض الموروث للتغيير والتبديل، وكذلك الحذف والإضافات لتواكب تلك التطورات الاجتماعية، والثقافية، والبيئية، ولذلك أخذ الناس في تلك المجتمعات ما يناسبهم من العادات والتقاليد وتركوا ما لا يلائمهم، بل أضافوا مايريدون من ثقافاتهم. وعلى أن التراث الشعبي هو بمثابة لغة الشعوب والمجتمعات، ألا أنه لازال بحاجة إلى إحياء ومحافظة خصوصاً مع التطور المجتمعي الذي يحدث الآن خصوصاً في العادات والتقاليد المختلفة التي عرف بها التراث الشعبي مثل عادات الزواج والأعياد والأفراح والاجتماعات المختلفة، وإذا ماعرفنا مثلا أن عددا كبيرا من صور التراث الشعبي قد بدأت في الاندثار والتلاشي مع العلم أنها تعتبر من أهم مايميز التراث الشعبي منذ القدم واعتقد بأن سبب ذلك يعود إلى التطور الاجتماعي، والثقافي، والتقني الهائل، وظهور وسائل الإعلام الحديثة من تلفاز وإذاعة وصحف وكتب واتصالات، التي عملت بقوة على إزاحة الموروثات الشعبية التراثية عن مكانتها فأهملها الناس ولم يعودوا يشعرون بالحاجة لممارستها. يبقى التراث الشعبي هاماً وأساسيا ومتوارثا جيلا بعد جيل ويجب الحفاظ عليه فهو بكل تأكيد صورة الجمال التي نعيشها. أخيرا: برد وظلام وهم ودموعٍ بليل كان الشقا يرضيك فيني مايبور راحت سنين وصرت أنا غصنٍ يميل وانكسر منك بعيوني كل نور