الموروث الشعبي هو هوية الشعب أو تجمع إنساني يحمل خصائص ومميزات معينة كما أنه أيضاً بمثابة الجذور الضاربة في الأعماق الحضارية للإنسان. إن أي شعب بلا تراث كفاقد هويته، وككائن بلا اسم، إذ إنه يعتبر الهوية الحقيقية للشعوب والصورة الناطقة لهم بكل مافيه من أشكال وأنواع. عملية البحث عن أمكنة ذلك الموروث أخذت حيزاً كبيراً في مختلف البلدان وذلك لمعرفتها ومعرفة أشكاله وقد أثبتت الدراسات الشعبية التي أجريت على تلك الأمكنه عن وجود موروث عريق يصور حال تلك الشعوب من خلال عاداتهم وتقاليدهم بمختلف أنواعها. وعندما يكون المكان شاملاً لذلك الموروث، فهذا بالطبع يكون أكثر معرفة لأدوات ذلك الموروث بل يكون الاطلاع على عادات الشعوب وتقاليدها أكثر اتساعاً وتنميةً لثقافة الباحث والمهتم بمعرفتها، ولذلك جاءت تلك الدراسات لتوضح الموروث الشعبي لهذه الأجيال ليزدادوا معرفةً بما كان عليه الأوائل في حياتهم الاجتماعية، ومن هنا وبدراسة التراث الشعبي الأصيل المستقى من منابع الشعب والتي لم تطلها يد الحضارة، ظهر الاستشراف على المستقبل في نفوس أجيال ترفض بشدة فعل كل عوامل المكان والزمان التي تؤثر على هويتها وكيانها. إن مفردات التراث الشعبي الأصيلة والمتوارثة، تكرس وتغرس في الأجيال روح الجرأة والمجابهة والمغامرة، وروح التحدي في إطار العمل الجماعي، وتبث الثقة في مواجهة المستقبل. في العادات والتقاليد، نجد بعضاً من التشابه من مكانٍ إلى آخر ولكن مصبه الوحيد هو الموروث الشعبي، ولعل التأمل فيه يعطي جماليات الموقف وروعة العمل الذي يضفي على الموقف ذكريات أولئك الذين تركوا هذا الموروث متوارثاً. ولتبقى صورة موروثنا الشعبي حاضرة في مختلف محافلنا يراها أبناؤنا ليلتقطوا منها جماليات وروعة الماضي الذي عاشها الآباء والأجداد. أخيراً: يالبيوت القديمة.. كان فيك الليل: عِشقٍ / ماغفا .. وانحنى جدٍ حكى .. ملح القصيد .. وهبة الريح كانت / بهار ودلال هيل ..