مقاهي لندن ظاهرة فريدة في مدن الغرب لاتنافسها الا مقاهي باريس ونيويورك، ويقال انك لوجمعت عدد مقاهي لندن لتفوقت على مقاهي السعودية.. فالمملكه تعتبر من الدول الفقيرة في عدد المقاهي بالمقارنة بمقاهي باريس او لندن او نيويورك او الصين.. في لندن بين مقهى وثان تجد مقهى ثالثة وهكذا.. واينما وليت وجهك في الشوارع الرئيسة او الفرعية في الساحات في المجمعات او الاسواق العامة او حتى داخل فندق صغير او حتى متجر كبير تجد فيه مقهى. الشاي بالنعناع وتنتشر المقاهي ذات الطابع الفخم وهي بالطبع لا تتاح الا لأصحاب الثروات نظرا للتكلفة الباهطة في فواتيرها.. وتجدها في الفنادق الكبيرة او داخل المجمعات التجارية وحتى في الشوارع الرئيسة كاكسفورد..ومع هذا تتوفر المقاهي المتوسطة والتي لا تكلف الكثير.. وفي العقود الاخيرة ومع الحضور العربي والاسلامي اللافت في بريطانيا انتشرت بعض المقاهي التي تقدم الشاي الانجليزي والشيشة والشاي بالنعناع وحتى التلقيمة.. وبامكانك الحصول ايضا على الشاي الصيني والمغربي.. وكافة المشروبات الساخنة والباردة وبامكانك معرفة رواد هذا المقهى هل هم عرب ام من شرق اسيا من خلال لغتهم.. وسوف تسمع احاديثهم ومناقشاتهم بصورة مثيرة.. والمدهش انك قد تجد اعداد النساء أكثر من الرجال. ذكريات الرواد وجميع المقاهي تقع في اماكن او شوارع جميلة يستمتع روادها بمشاهدة المارة من خلف الجدران الزجاجية او حتى في الاجزاء الخارجية من المقهي.. اضافة الى مشاهدة المواصلات الحديثة التي تعبر امامهم.. والعديد من مقاهي لندن تحتفظ عادة بذكريات روادها الكثر من الفنانين والادباء وكافة المبدعين الذين يعتبرون هذه المقاهي أماكن مريحة ومناسبة لممارسة العملية الابداعية.. من كتابة صحفية او روائية او حتى عمل اسكتشات اولية لرسومهم القادمة.. وتشهد المقاهي اللندنية لقاءات مكثفة بين الطلبة العرب بعضهم مع بعض في جلسات اخاء وود بعيدا عن الاتجاهات السياسية المختلفة، وبامانك الاستماع لاعذب الالحان الموسيقية والسمفونية من عزف فرق متخصصة وانت تستمتع بتناول طعامك. العدد الكبير ولاشك ان عشق البريطانيين لشرب الشاي وحتى القهوة كان وراء افتتاح المقاهى بل يقال ان من اسباب استعمار الانجليز للهند وسيلان هو الشاي.. لذلك ومنذ القرن السادس عشر بدأ الاهتمام الفعلي بتجارة الشاي ومن هنا ايضا بدأت المقاهي تنتشر في مدن الامبرطورية، ولقد حققت تجارة الشاي ثروات طائلة لاصحابها ولاصحاب المقاهي التي تعتبر المسوق الرئيس لعشاق شرب الشاي.. وفي السنوات القليلة الماضية زحفت على بريطانيا المقاهي الامريكية والفرنسية وكانت المقاهي الايطالية قد وجدت طريقها مبكرا منذ القرن السابع عشر. شكل خاص إلا أنه مع التغيرات السياسية والاقتصادية التي طرأت على بريطانيا تراجع دور الشاي كمشروب وطني إلى مساحة من التاريخ الرومانسي، مع احتفاظ الانجليز بشكل خاص على عادات وتقاليد موعد الشاي وخاصة في الطبقة الوسطى العليا التي تحاول الحفاظ على التقاليد الانجليزية العريقة. ان المقاهي المعدودة التي انتشرت في لندن كانت تقتصر على طبقة معينة الاشخاص. أجواء المكتب مع مطلع التسعينات من القرن العشرين بدأت سلسلة المقاهي العالمية في افتتاح عدة فروع لها في بريطانيا، قادمة بطبيعة الحال من الولاياتالمتحدة وبدرجة ثانية من دول اشتهرت بالمقاهي مثل ايطاليا وفرنسا واسبانيا.. والمقاهي في لندن تعتبر مكانا مناسبا لعقد الاجتماعات والصفقات التجارية بعيدا عن اجواء المكاتب.. كذلك تعتز بعض المقاهي بتقديمها مجموعة من الكتب والمجلات الثقافية، كما هو الحال في مقهى "لندن ريفيو اوف بوكس" وتتوفر خدمات الانترنت في هذه المقاهي مجانا. تجارة الشاي ثروات طائلة لأصحابها