اللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم عنوان يومئ بالأمل وبالطمأنينة والمساعدة لمن خرج من السجن لوجود من يحتوي السجين، ولكن للأسف تبخرت الآمال وأصبحت كالسراب. هذا ما بدأ به السجين السابق بدر محمد سليمان الدوسري قائلاً: أنا الآن وحيد في المنزل والذي تكفل بايجاره أحد المحسنين ولكنه انتهى الآن منذ أكثر من شهرين وحدد بالطرد، أما أسرتي.. فقد تفككت وانهارت.. أبنائي ماتوا بسبب اهمالي، وزوجتي طلقها القاضي.. ومهدد بالطرد من البيت في أي لحظة. الجميع تركني وأعيش وحيداً يقول بدر أنا الآن لا أملك ريالاً واحداً وأول ما اتجهت إليه بعد الافراج الذهاب للجنة الوطنية لرعاية أسر السجناء والمفرج عنهم لعلي أجد الأمل والفرج بعد الله سبحانه، ولكن وقف الجميع ضدي ولم يحاولوا ان يستفسروا عن حالي ويذكر ان اللجنة لم تقدم له أي شيء يذكر لا بالمساعدة ولا بالتأهيل لا أي شيء، وله 7 شهور وهو يعيش وحيداً في المنزل. ويضيف ليس لي إلاّ أخ واحد إلاّ أنه مأساة أخرى، أما أقاربي فإذا ساعدوني المرة الأولى والثانية فلن يساعدوني المرة الثالثة. حتى زوجتي التي كنت أرى منها الأمل تركتني هي الأخرى. ثم يضيف: (كيف تريدني الآن ان أثق بالآخرين طالما الجميع تركني). محاولات بائسة ويذكر بدر أنه اتجه إلى جميع المجالات للعمل وكسب العيش والرزق والاعتماد على النفس، واتفاجأ بأن الجميع يطلب مني تعريفا من (العمدة)!! ويضيف: (كيف آخذ تعريفا من العمدة وأنا للتو خرجت من السجن؟! أنا الآن أريد أي عمل ولو حارس عمارة أو أي شيء يضمن لي رزقي واعتمادي على نفسي ويقول إنه لم يمد يده طلباً للمساعدة حتى من أصدقائه القدماء لأنه يرى في ذلك إذلالاً ومهانة لا ترضاها نفسه. أما عن الضمان الاجتماعي فقد توقف منذ مدة وكلها (5 آلاف ريال) في السنة فضلاً عن أنها لا تؤدي الغرض. ويقول بدر بأن الحياة أصبحت لا تطاق.. فقد خسرت كل شيء.. خسرت نفسي وأهلي وأبنائي وخسرت مستقبلي وحطمته بيدي.. ولكن الآن كل شيء تغير، فبدر في الماضي، لم يكن بدر في هذا الوقت.. الأمل كله تلاشى إلاّ رحمة الله سبحانه عز وجل.. فهو الوحيد الذي يعرف معاناتي.. وأنا الوحيد الذي أعرف ان هذا ابتلاء وامتحان واختبار.. ولكي أعرف نفسي أيضاً هل أنا صادق في توبتي.. هل أنا صادق في طريقي الجديد. جمعية البر ومصدر رزقي الوحيد هو جمعية البر فرع معكال والشميسي (فهم الوحيدون الذين وقفوا معي في محنتي ولكن إلى متى؟ أنا رجل أستطيع الاعتماد على نفسي فقط أريد رزقا أكسبه من عمل يدي). ويستغرب بدر في الوقت الذي يعيش فيه هذه المعاناة تقول اللجنة الوطنية لرعاية السجناء أنها تساعد أي سجين أفرج عنه، (فأنا سجين أفرج عني.. لماذا لم يحاولوا مجرد المحاولة.. ان يقفوا معي). توبة صادقة ويضيف بدر لا أريد الرجوع إلى عالم الجريمة.. لا أريد الرجوع إلى عالم المعصية والخطيئة، فرفقاء السوء ما زالوا يتواصلون معي، وعرضوا عليّ 10 كيلوات حشيش لتوزيعه ولكن لم أقم بذلك، لأنني تبت ولا أريد الرجوع لذلك مطلقاً، وأنا الآن نادم عن كل ما بدر مني. هذه مشكلتك كان أكثر ما يحزن بدر هو جواب اللجنة الوطنية لرعاية السجناء بقولهم (هذه مشكلتك!) (إذاً ما الفائدة من هذه اللجنة إذا كانت تستقبل السجين بهذا الأسلوب.. هل لأني كنت مجرماً سابقاً.. لماذا لا يقيِّمون تجربتي لمدة سنة أو سنتين ويعرفون مدى صدقي؟! حتى الأمل لم يزرعوه.. بل نسفوه نسفاً. ويضيف: (أنا أعرف أنها مشكلتي.. لكن علمني.. أرشدني.. أنصفني.. أوصلني إلى الطريق.. مد لي يد المساعدة لأشعر بالحنان وبالرفق). ويقول أريد ان أعمل في السجن.. أريد ان أكون قدوة ونموذجاً للبؤساء الذين يدخلون هذه العنابر، أريدهم ان يعرفوا ان هذا هو (بدر) الذي كان في يوم من الأيام أشرس الناس أريد ان أعلمهم ان رحمة الله واسعة وباب التوبة مفتوح. ثم يتساءل: كيف أكون لبنة صالحة إذا رفضني المجتمع وإذا المسؤولون لم يستقبلوني.. كيف يريدوني ان أثبت على الهداية وهم ييسروا لي درب المذلة والغواية أنا لا أطلب المستحيل ولا أطمع بالكثير.. أريد فقط وظيفة لأعيش باقي حياتي معززاً مكرماً. تجاهل إلى ذلك، اتصلت «الرياض» بإدارة العلاقات العامة للجنة تستوضح منهم مطالبات السجين.. إلاّ ان المسؤولين عن الإدارة لم يبدوا تجاوباً تجاه ذلك.