يحتفل الجزائريون اليوم الجمعة بذكرى استقلال بلادهم في غياب الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الذي يتعالج فرنسا. ويحل يوم 5 يوليو لهذا العام مختلفا بغياب بوتفليقة الذي يقبع منذ شهرين في مستشفى فال دوغراس العسكري بفرنسا إثر وعكة صحية في الدماغ. ويأتي غياب بوتفليقة عن البلاد في ذكرى تاريخية يجري التحضير لها منذ سنة ضمن احتفالات الاستقلال التي دعت الوزارت المعنية لها وعزم على المشاركة في إحيائها شخصيات سياسية وإعلامية وفكرية عربية. وحاولت أجهزة الإعلام الحكومي طمأنة الناس من خلال بث لقطات لبوتفليقة وهو يرتشف القهوة برفقة رئيس وزرائه عبدالملك سلال ورئيس أركان الجيش الفريق قايد صالح فيما تعصف الشائعات بالشارع الجزائري التي ذهبت إلى حد الحديث عن وفاته. ويكشف غياب الرئيس حقيقة أنه لم يتعاف كلية وأن وضعه الصحي لازال بحاجة لمزيد من النقاهة التي يخضع لها بمركز طبي متخصص بباريس. ويفتح غياب الرئيس الجزائري عن أهم حدث تاريخي تشهده البلاد هذه الأيام النقاش واسعا ليس حول ملف مرضه ولكن حول قدرة السياسي المخضرم على مواصلة الحكم حتى أبريل 2014 وهو تاريخ انتهاء فترته الرئاسية الثالثة، وهذا في وقت بدأت أسماء المرشحين لقصر المرادية تظهر في الأفق مدشنة مرحلة ما بعد بوتفليقة. وتعّد هذه أول مرة يغيب فيها رئيس جزائري عن احتفالات الاستقلال بسبب المرض، و لا يقف الأمر عند هذا الأمر فقط بل يتعداه إلى الإلغاء المحتمل لقانون المالية التكميلي للعام 2013 الذي دأب بوتفليقة على التوقيع عليه في مثل هذا التاريخ من كل سنة منذ وصوله الحكم العام 1999.