الذي أعرفه أن العلم الوطني في كل دولة هو الرمز الأرفع والشعار الأسمى. والذي يعبر في كل دولة عن استقلالها وعن هويتها، وتُستوحى ألوانه ونقوشه ورموزه من المعالم الخالدة في كل دولة. ويتم رفعه في المناسبات السياسية والوطنية والاجتماعية، وترفرف بأيدي الجماهير المشجعة لفريقها في المدرجات والمحافل الرياضية أيضاً. أما عند حدوث الخطب الجلل، مثل وفاة زعيم الدولة أو من هو في حكمه، أو في غير ذلك من الخطوب المُحزنة. فإن العرف المُتبع هو تنكيس الأعلام تعبيراً عن شدة الحزن، إلا أن العلم في المملكة العربية السعودية له قصة مختلفة جداً مُختلفة كاختلاف المملكة نفسها، ومختلفة كاختلاف قادتها ومختلفة كاختلاف شعبها. إن علم في المملكة العربية السعودية لا يُعبر عن استقلالها؛ فهي لم تخضع للاحتلال طوال تاريخها حتى تستقل. وعلم المملكة لا يُنَكّس مهما عظُمت المصائب؛ وذلك تعظيماً لكلمة التوحيد التي طُرِّز بها العلم واحتراماً لدلالة الكلمة التي تعني عدم الخضوع إلا لله وحده. وعلم المملكة لا توجد فيه نقوش تُعبر عن معالم أخرى سوى كلمة التوحيد والسيف الذي يدل على الأنفة والقوة والدفاع عن الحق. وكفى بهذه الرموز مُعبرةً عن منهج دولة أقيمت على توحيد الله وتطبيق شريعته، وعلى نصرة الحق والدفاع عن الوطن ومقدساته ووحدة شعبٍ عظيم وحدّه ملك عظيم في إطار دولة أصبحت مضرب الأمثال. وقد أحسن الملك عبدالعزيز صنعاً أن دشن هذا العلم المُزّين بكلمة التوحيد يوم 27 ذي الحجة 1355ه الموافق 11 مارس 1937م. وإيماناً بما للعلم من أهمية بالغة بوصفه مظهراً من مظاهر الدولة وقوتها وسيادتها ورمزاً للتلاحم والائتلاف والوحدة الوطنية؛ فقد أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- بأن يكون يوم (11 مارس) من كل عام يوماً خاصاً بالعلم، باسم (يوم العلم). حفظ الله الوطن الذي لا يقترب منه إلا المحبون الراغبون في الاستظلال بشجره الوارِف وخيره الوافِر، وأطال الله بقاء القيادة التي لا تخشى إلا الله، ولا تخاف إلا على مصالح شعبها الوفي، وأدام الله شموخ علمها المرفوع الذي لا يُنكّس مهما كانت فداحة الخَطْب. وعاش الملك للعلم والوطن.