تشهد شركة تبوك للتنمية الزراعية (تادكو) تنفيذ خطتها الإستراتيجية الخمسية التي بدأت في 2011م، وتستمر حتى عام 2015م استجابة لسياسات الدولة الرامية إلى تقليل وترشيد استهلاك مياه الري من خلال قرار الوقف التدريجي لاستلام حصص القمح من المزارعين والشركات المساهمة، وكذلك حث الدولة للمنتجين بتقليل مساحات الأعلاف الخضراء والتوجه إلى تصنيع الأعلاف المركبة داعمة ذلك بحزمة من الدعم السخي لمدخلات الإنتاج المستوردة. جاء ذلك في التقرير الذي أصدرته الشركة مؤخراً بمناسبة مرور 30 عاماً على إنشائها والمتضمن سير العمل بالشركة حالياً والخطط المستقبلية فيما يخص التطور في أنشطتها داخل مشروعها الحالي بتبوك أو على مستوى الاستثمار داخل المملكة وخارجها. وأشار التقرير إلى التزام الشركة في تنفيذ خطتها الإستراتيجية التي مضى عليها حتى الآن أكثر من 30 شهراً المتمثلة في تقليص مساحات زراعة القمح وفقاً لحصص السنوية المخصصة من صوامع الغلال ومطاحن الدقيق وخفض مساحات الأعلاف الخضراء إلى الحد الأدنى الذي يسمح بوجود دورة زراعية للمحاصيل الحقلية وتوفير الكميات المطلوبة لمربي الماشية والإبل في المنطقة والتركيز على التوسع في مساحات الفاكهة. وتعد تبوك الزراعية الشركة الأولى على مستوى المملكة في إنتاج الفاكهة بأنواعها وأصنافها وخاصة ذات النواة الحجرية والعنب والكمثرى، إضافة إلى التوسع في إنتاج أصناف البطاطس التصنيعية حيث تعد الشركة المصدر الرئيسي لتوريد أصناف البطاطس لشركات تصنيع البطاطس والمواد الغذائية بالمملكة. وبين التقرير أن الشركة قامت بدعم هذا التوجه الاستراتيجي بالتوسع في مستودعاتها المبردة لمنتجات الفاكهة والخضار، وإنشاء مستودع جديد للبطاطس والبصل بطاقة تخزينية تصل إلى 15 ألف طن، الذي اكتمل تشييده وبدأ العمل فيه في منتصف العام الماضي 2012م بتقنيات تبريد حديثه، وتم تزويده بمنظومة آلية متكاملة من معدات المناولة والفرز والتدريج خلال هذا العام 2013، لتصل إجمالي الطاقة التخزينية المبردة أكثر من 30 ألف طن، وهي الأكبر على مستوى الشركات الزراعية المساهمة بالمملكة وتمثل أحد المواد التنافسية المهمة للشركة غير المتاحة للمنافسين الآخرين في المنظور المستقبلي. وأبان التقرير أن الشركة شهدت نمواً في شبكة العملاء سواء داخل المملكة أو خارجها لما تحظى به منتجاتها من سمعة في الأسواق داخلياً وخارجياً مدعومة بشهادات هيئات الجودة المحلية والعالمية وحصولها على علامة الجودة وسلامة الغذاء واستمرارها في تحقيق نتائج مالية مجزية، وتوزيع أرباح أسهم بشكل منتظم منذ عام 1405ه، وبلغ حجم أرباح الأسهم التي تم توزيعها 402 مليون ريال ما نسبته 201% من رأس المال المدفوع، بالإضافة إلى توطين الوظائف بالشركة لتصل في عام 2015م ما نسبته 23% مع توفير فرص وظيفية للعمالة النسائية في مجال فرز وتدريج وتعبئة منتجات الفاكهة والخضار وتوفير بيئة العمل المناسبة بإنشاء البنية التحتية والمرافق الخدمية اللازمة لهن. وذكر التقرير أن الشركة أعدت إستراتيجية عشرية 2012 - 2021م موازية لإستراتيجيتها الخمس لتطوير نشاطها الإنتاجي داخلياً وخارجياً، وقامت بالتعاقد مع إحدى الشركات للخدمات المالية لدراسة إمكانية زيادة رأسمالها لتوفير التمويل المطلوب للمشروعات الاستثمارية التي أهمها إنشاء شركة للمتاجرة في زيت الزيتون ومساعدة المزارعين بالمنطقة لتصريف زيت الزيتون بشراء الشركة لمنتجات المزارعين من الزيتون مع التركيز على نشاط الأعلاف المركبة لضمان توفير الأعلاف لمربي الماشية والإبل ونشاط تخليل الزيتون وتصنيع أصابع رقائق البطاطس مستفيدة من الطاقات التخزينية المبردة. وأفاد تقرير الشركة أنه استجابة لمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- للاستثمار الخارجي فقد بدأت الشركة نشاط الاستثمار الزراعي خارج المملكة بتأسيس شركة للاستثمار الزراعي في جمهورية مصر العربية بالتحالف مع مستثمرين سعوديين. وأضاف أنه تم البدء في مشروع بشرق العوينات مساحته عشرة آلاف فدان لإنتاج الحبوب والأعلاف، كما تم تأسيس شركة شرق آسيا للاستثمار الزراعي برأسمال 70 مليون ريال بغرض إنتاج وتصدير الأرز إلى المملكة ودول المغرب العربي وتصدير منتجات الزيتون والحمضيات، بالإضافة إلى تأسيس الشركة لفرع لها بجمهورية السودان، ومنحت أراضي استثمارية لنشاطي الحبوب والأعلاف وتجارة التقاوي مع مساهمة الشركة مع الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي في تنفيذ مشروعات إنتاج غذائي متنوعة لتحقيق الاكتفاء الذاتي في الوطن العربي.