وهو الأسعار الباهظة للأدوية، وأنا شخصياً مع أنني غير مصاب بأمراض مستعصية تصل ميزانيتي في الشهر إلى مبلغ ألفي ريال.. والحمد لله إنني في سعة من العيش ولا أنوء بهذا المبلغ، ولا أدري ماذا يفعل الذين لا يصل دخلهم الشهري إلى هذا المبلغ، خاصة وهذا معروف للجميع، أن مستشفيات الحكومة تفتقر إلى العديد من الأدوية، وهذه الأسعار مرشحة للزيادة إذا اكتشفت أدوية جديدة، ولنأخذ مثلا مرض الكبد الوبائي الذي يتسبب فيه الفيروس سي، فقد اكتشف أخيرا دواء جديد أو أكثر له، ولكنني عرفت من أحد الخبراء أن تكاليف العلاج به قد تصل في العام إلى مليون ريال.. ووفقا لإحدى الإحصائيات فإنّ هناك نصف مليون سعودي مصاب به و400 ألف قريبون بالإصابة به، ولا أحسب أن معظم هؤلاء قادرون على تحمل تكاليفه، ولا أعتقد أنّ شركات التأمين في بلادنا تؤمن ضدّ هذا المرض، وإذن فما العمل ؟ يجب أن نحذو حذو الهند التي تعاملت مع مرض الايدز، وأدويته كما هو معروف غالية، فاتفقت مع شركات الأدوية المصنعة لها على أن تصنعها بدون أن تصدرها إلى خارج الهند بتكاليف منخفضة، وأتاحتها بذلك للمواطنين بدون أن ترهقهم، وهذا يقودنا إلى أن ندعم الأدوية الضرورية الباهظة الثمن، والدولة التي تدعم بعض السلع التي ليست ضرورية كالأدوية قادرة على ذلك، هذا إذا لم تقدر على توفيره في مستشفياتها بدون مقابل للمرضى الذين يعالجون فيها، فهل تفعل؟