أكد أستاذ الأمراض المعدية في جامعة الملك سعود البروفيسور عبد الكريم الاصقه، أن المضادات الحديثة باتت قادرة على إيقاف نمو فيروس مرض نقص المناعة المكتسب (الايدز) إلى درجة الصفر. وفي ما يلي نص الحوار: • في البداية، إلى أي مدى تمكن العالم من السيطرة على انتشار الأمراض المعدية؟ الآن مع صغر العالم واختلاط الناس ببعضها، بدأت الأمراض تنتشر بين المجتمعات بسرعة هائلة، ومنها ما يسمى بالأمراض السارية أو المعدية، وأستطيع القول إنه ليس هناك من خطر كبير من هذا الأمراض، خصوصا أن الدول ومنظمة الصحة العالمية تبذل جهدا كبيرا للسيطرة، وفي الغالبية العظمى هناك سيطرة، وهناك برامج للسيطرة على الأمراض المزمنة المعدية مثل الدرن والملاريا ومرض الايدز، وهي برامج واضحة أكثر من ذي قبل، ولا سيما في دول العالم الثالث وجلها دول فقيرة، كانت تتخبط في العلاج والطريقة والمريض عنده مبالغ مالية ويذهب يشتري العلاج ويكون بدون نتيجة وهكذا تهدر الأموال دون فائدة، ففي الهند مثلا ويقطنها عدد كبير من الفئة الفقيرة، المرضى منهم يشترون جزءا من الأدوية وليس كل الأدوية الموصوفة لهم، كما أنهم لا يستطيعون شراء الأدوية طوال فترة تسعة أشهر أو ستة أشهر التي هي مدة العلاج مثلا بسبب شح المادة لديهم، فالذي يحدث بعد انقطاع العلاج تتكون الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية، ولكن لدينا في المملكة البرامج واضحة ولله الحمد، صحيح أنها تأخرت سياسات التحكم في الأمراض المعدية ولكن الآن بدأت الاتجاه في التعاون مع منظمة الصحة العالمية وجمعية مراقبة الأمراض الأمريكية، وأعتقد أن هذه البرامج ستقضي على الأمراض المزمنة مثل الدرن في منطقتنا الخليجية الغنية إذا طبقت البرامج بشكل كامل، طبعا هناك بعض المناطق في المملكة ظهرت فيها بعض الأمراض المعدية مثل الملاريا وتم القضاء عليها إلى حد كبير. إحصائيات العالم • هل هناك إحصائيات في العالم لنسبة انتشار الأمراض المعدية على مستوى العالم؟ طبعا هناك إحصائيات واضحة ومعلنة، ولكن ربما لا تحضرني حاليا بشكل دقيق، مثلا مرضى الدرن يبلغ عددهم نحو 28 مليونا على مستوى العالم، والايدز تقريبا بنفس النسبة، وهذان المرضان هما القاتل الأول في دول العالم الثالث، والملاريا لا تزال ما بين 3 5 ملايين مصاب. سياسات صحية • وهل هناك سياسات صحية واضحة للسيطرة على تلك الأمراض؟ نعم هناك سياسات واضحة تجاه تلك الأمراض لمنظمة الصحة العالمية، مثلا العلاج لا يبدأ فيه المريض حتى يكون لديه علاجات كافية، وفي الوقت ذاته وفرت المنظمة الادوية، وبأسعار رخيصة، خاصة في بعض الدول الفقيرة، وهذا يساعد في الحد من مرض نقص المناعة المكتسبة. فيروس الايدز • يظل مرض الايدز المرعب يشكل تحديا في الأوساط الطبية، ما رأيكم في ذلك؟ مرض الايدز لا أستطيع التقليل من خطره، ولكن هذا المرض عبارة عن فيروس، والوقاية مهمة جدا، لا بد أن يعرف الإنسان أنه يتم انتقاله عن طريق الدم الملوث، بأن تكون وسائل نقل الدم بطريقة آمنة، وهي والحمد لله في المملكة كذلك، إضافة إلى ضرورة الابتعاد عن الاتصال الجنسي غير الشرعي، وهنا أنصح شريحة الشباب بشكل خاص، لأن الاتصال الجنسي غير المشروع هو الخطر الأكبر والسبب الأساسي في انتقال مرض الايدز، كما أنه يجب تكثيف الرقابة على مراكز عيادات الأسنان، وإن كان خطرها ضعيفا. الزوجان المصابان • إذا كان أحد الزوجين مصابا بمرض الايدز، كيف يمارسان العلاقة الزوجية، ويعيشان حياتهما كبقية المتزوجين الأصحاء؟ إذا كان أحد الزوجين مصابا بمرض الايدز، ووصلا إلى اتفاق وقناعة بالاتصال الجنسي، يمكن ذلك باستخدام الواقي، إلى جانب استمرار الزوج المصاب على العلاج بانتظام، لأن المضادات الحديثة قادرة على الحد من تكاثر الفيروس لدرجة توقف نمو الفيروس إلى درجة الصفر، أو ما يشبه الصفر، وهذا هو الأهم، مع الأخذ في الاعتبار مراجعة المستشفى من وقت لآخر لمعرفة ما إذا كان الفيروس مقاوما أم لا، وأنا أعرف مصابين بمرض الايدز منذ 15 عاما ووضعهم الصحي ممتاز، نظرا لمواظبتهم على العلاج. التطعيمات الوقائية • بماذا تنصح الناس حيال الأمراض المعدية؟ من المهم جدا أخذ التطعيمات في أوقاتها، وخصوصا الأطفال، وإجراء التحاليل الطبية من وقت لآخر، لأن من شأن ذلك الحد من انتشار الأمراض المعدية، واكتشاف الأمراض عموما المعدية وغير المعدية.