في الحياة وعلاقاتها الإنسانية لا يمكن أن تتسيد تفكيرنا نظرية الغالب والمغلوب، ولا يمكن أن تكون علاقتنا بمن نحب علاقة تنافسية أو قائمة وفق حكمة (رد الصاع صاعين) بل يجب أن نسلك مع من نحب دروب المغفرة وأقصى مدى للتسامح ونكران الذات والنسيان والصفح.. في العلاقات الإنسانية يجب أن لا تكون تعاملاتنا على أساس الندية.. بل يجب أن تكون لنا الخطوة الأولى للمبادرات الإيجابية التي تقرب المسافات بيننا وبين من نحب.. يجب أن تتلاشى التطلعات الشخصية في سبيل بناء علاقة إنسانية ناجحة ودائمة.. يجب أن لا نكثر التذكير بالأخطاء والهفوات وندقق في الزلات كي تستمر الحياة.. ويجب أن لا نخجل أو نتردد في تقوية أواصر تلك العلاقة كلما شعرنا بفتورها. نعمة الحياة بالسعادة.. وأقصى مناحي السعادة أن تكون مشاركة مع من نحب أيا كانت علاقتنا بهم.. السعادة عامل جماعي وليست حالة فردية.. لا يمكن أن نكون سعداء وسط بيئة تعيسة.. لا يمكن أن تغمر السعادة قلوبنا والدمعة تفر من عينيْ من نحب.. لذلك يجب أن نحرص على أن نكون أحد أسباب السعادة الحقيقية للآخرين. الحب علاقة تبادلية.. وليست علاقة ذات اتجاه واحد.. حينما نحب فينبغي علينا أن نخرج كل تلك المشاعر المتدفقة كي تنتشر فوق رؤوس من نحب.. تحلق في سمائهم وتغمر قلوبهم.. وتتسرب إلى أجسادهم.. وتلتئم مع أنفاسهم.. لا يمكن أن نحب بقلوبنا ونبغض بعقولنا.. الحب حالة اتفاقية ما بين العقل والقلب.. ويكون في أسمى حالاته عندما يستحسنه العقل ويستلطفه القلب.. لذلك لابد من تعزيز تلك المشاعر الإيجابية تجاه الآخرين بالابتعاد عن أي ما من شأنه التأثير على تلك المشاعر أو جرحها.. وأن تكون سامية وصافية وصادقة.. وبعيدة عن كل ما من شأنه تعكيرها.. ولا يعكر مشاعر الحب الصادق سوى التعامل بالندية.. وتصيد الأخطاء والهفوات.. والبحث في الكبوات.. ورفع شعار المعاملة بالمثل.. الحب لا مثيل له.. ولا مقابل له.. وأهم قواعده أن تُعطي دون انتظار لعائد.. ودمتم سالمين.. * تغريدة : نعمة الحياة .. بالأصدقاء إن صلحوا .