هل أنت سعيد في حياتك.. هل تعرف تحديداً منبع سعادتك.. هل تجيد اختيار السعادة شعاراً لك.. هل تسعى إلى سعادتك وسعادة الآخرين من حولك؟ السعادة من أعظم النعم التي ينعم بها الله عز وجل على عباده.. والسعادة لا تكون بالجاه أو كثرة المال أو السلطة والنفوذ.. السعادة هي الخير كله.. والنعيم كله.. نحن نختار بأنفسنا ان نكون سعداء أو تعساء.. السعادة معادلة نفسية بأيدينا نملك زمامها.. (لقد وجدت ان نصيب الإنسان من السعادة، يتوقف في الغالب على رغبته الصادقة في ان يكون سعيداً - ابيكتيش).. فالسعادة ليست منحة أو ردة فعل لما نحققه من نجاح أو تميز أو شهرة أو مال.. انها مشاعر داخلية نصنعها بأيدينا، دون وجود أسباب لها، أو دون ان تكون مرتبطة بدرجة غنانا أو فقرنا أو مركزنا الوظيفي أو غيرها. (ربما كان من الخطأ ان نبحث عن السعادة.. من الأفضل ان نخلقها لأنفسنا.. وأفضل من كل شيء ان نخلقها للآخرين - هربرت سبنسر).. فالسعادة إذاً ليست فعلاً فردياً، وهي ليست مشاعر أنانية، فلا يمكن ان احيا سعيداً ومن حولي تعساء، يجب ان تعم السعادة على من حولي كي أشعر بدفئها وحلاوتها ولذة مذاقها، يجب ان يكون الآخرون سعداء كي أستلذ بمذاق السعادة المنبعثة من مسامات الآخرين. كم من الأغنياء يعيشون حياة تعيسة مليئة بالهموم والأزمات والمشاكل والحزن والأسى والألم .. ولا يعرفون إلى السعادة طريقاً.. وكم من أصحاب السلطة والنفوذ الذين يحيون حياة شقية تعيسة.. لا هناء ولا سرور فيها.. إلاّ حالات ظاهرية عارضة.. وكم من الفقراء الذين لا يملكون سوى ما يسترهم.. لكنهم سعداء فرحون لا تفارق الابتسامة شفاههم.. السعادة ليست بالمال أو الجاه أو النفوذ.. إنها بالرضا والقناعة.. القناعة فعلاً كنز لا يفنى. السعادة هي النعيم الأبدي.. فلماذا نشقي أنفسنا ونوجعها بكثرة الهموم والمشاكل.. لماذا نضيق على أنفسنا بالحسد والحقد والغل.. لقد وصف شكسبير السعادة وصفاً فائق البلاغة والدقة حين قال: (إذا كانت سعادة الإنسان مرهونة بوجود شخص معين، أو بامتلاك شيء محدد، فما هي بسعادة.. أما إذا عرف الإنسان كيف يقف وحده في موقف عصيب، ويؤدي ما يجب عليه من عمل بكل حب وأمانة واخلاص، فتلك هي السعادة.. وهذا الإنسان ولا شك قد وجد إليها السبيل). كن سعيداً بذاتك.. وأسعد من هم حواليك.. لا تجعل شيئاً في الدنيا ينغص عليك سعادتك.. كن على يقين ان كل شيء في الدنيا زائل.. فلا تبتئس، واسعد في حياتك. كن سعيداً.. ولا تجعل الآخرين يكدرون عليك حياتك.. اجعل السعادة تتغلغل إلى داخلك.. تتشرب جسمك.. تنعشك وتقضي على خلايا الغضب والحزن والكآبة. اجعل السعادة تغمر قلبك، وتسري في روحك، وتجتاح وجدانك.. فالسعادة نعمة عظيمة لا يشعر بها إلاّ من يتمتع بنعيمها.. نقّ قلبك.. واشرح صدرك..وافتح مسام جلدك ليتسلل إليها الخير ويطرد كافة بذور الشر التي بداخلك.. لا تجعل الدنيا جل همك.. ومغنم علمك.. وغاية قصدك. لا تجعل الأحزان أو الهموم أو الأزمات تسيطر على حياتك.. فتلك دوامة لو دخلت بها، وفقدت زمام السيطرة على لجامها.. لن تنتهي من الدوران.. سترهقك وتقضي على قوتك وتذهب عقلك.. وكما قيل قديماً (أفضل طريقة للتخلص من همومك، هي وضعها في جيبك المثقوب).. ودمتم سالمين. @ الأمين العام للملتقى الإعلامي العربي