هل فعلاً ما الحب إلا للحبيب الأول؟ لا أعتقد .. وأظن أن الحب حالة تتجدد وتتعدد .. ولا أؤمن كذلك بالحب من أول نظرة .. فذلك قد يكون اعجابا والحب بحاجة الى الوقت والتواصل والاندماج .. لا تكفيه النظرات. للحب الذكرى وما لا تتذكره ليس حبا انما إعجاب طارئ .. وللحب الشوق والوله والحسرة على البعد .. وللحب الاخلاص والوفاء والصدق .. وما دون ذلك ليس حبا .. لا تحب وأنت تكذب أو تخون أو تهجر .. للحب معان لا يدركها سوى المحبين. في الحب تشرق شمس قلوبنا بالسعادة والتفاؤل والفرح .. ويظهر القمر بالحنين والوله .. ولا تزول عجائبه أو مفارقاته .. شخّص أحدهم الحب بأنه أول طريق السعادة .. ويرى آخرون أنه أول مراحل القلق .. ويعتقد البعض أن الحب هو حالة نخلقه بداخلنا فإن لم نجده اكتشفناه .. وان غاب استحضرناه .. وإن خفت أحييناه .. وان ظل هديناه .. وان وهن نشطناه .. وان فقد استرجعناه.. جميعهم صادقون في مشاعرهم .. فللحب سر عظيم .. وللحب تفسيرات كثيرة .. كلّ منا يراها حسب حالته وتجربته. الحب ليس حالة واحدة .. الحب عطاء بلا حساب وشعور متبادل .. لا يكون الحب من طرف واحد .. انه الوهم الذي يتلبسنا حين نشعر بذلك .. ولا يكون الحب حالة عابرة .. أو قصة جميلة فحسب .. للحب شروط وأركان وقواعد .. لا يمكن أن نتجاهلها .. الحب حالة مشتركة ترفض الأنانية والاستحواذ .. حالة تنصهر بها الذات وتصبح مصلحة محبوبك مقدمة على مصلحتك .. وحاجته أهم من حاجتك .. وسعادته هي سر سعادتك .. وسروره هو مفتاح الدنيا بالنسبة لك. جمال الدنيا مثل جمال الزهور لا يخلو من الشوك .. كذلك هو الحب .. ليس كل ايامه سعادة .. لذلك لابد من أن نستوعب أن الحب الدائم هو القائم على المشاعر الصادقة والحقيقية .. وهو الراسخ في القلب والوجدان .. وهو المستند الى أركان أساسية ثابتة لا تهزها تغيرات الزمن أو تقلبات الحياة .. لا يرتبط الحب بالجاه أو الثروة أو الجمال .. ولا يخضع لحاجاتنا المادية أو غيرها .. نجاح الحب في صفائه ونقائه .. وهو حالة عامة ممكن أن تنطبق على علاقات عديدة .. ليس الحب هنا بين رجل وامرأة فحسب .. انما الحب هو الشعور العام الذي يضيف الى حياتنا البهجة والسعادة .. الحب في فكرته الحقيقية التي تتدفق عطاءً ودفئا وحنينا .. الحب الذي اذا غمر حياتنا طهرها من الكثير من الشوائب السلبية العالقة بداخلنا .. الحب الذي يوجد ويتكاثر في المجتمعات النقية الصادقة .. الحب الذي لا يستأذن حين يجتاحنا .. ولا يطرق الأبواب أو يقف في طوابير الانتظار .. الحب لكل الناس وبين كافة البشر .. الحب هو النعمة الإلهية المقدسة .. التي تؤالف بين البشر وتقربهم .. الحب الذي لا يعرف تصنيفا أو تقسيما أو عنصرية .. ولا يقف عند جنس أو عرق أو مذهب .. الحب للبشر جميعا أياً كانوا .. إنه متعة الحياة أيها السادة .. وسرها الكبير .. اقضوا على ما بداخلكم من سلبيات وبغض وحقد وحسد وصفات مذمومة .. وعززوا مشاعركم بايجابيات الحب .. حينها صدقوني ستجدون أشياء كثيرة قد تغيرت في حياتكم .. ودمتم سالمين.