غداً يتوجه الناخب الإيراني إلى صناديق الاقتراع لانتخاب الرئيس السابع للجمهورية الاسلامية الايرانية ، وبالرغم من الرمزية السياسية لهذه العملية الديموقراطية، إلا أن كثيراً من الايرانيين وخصوصاً العارفين بالادارة السياسية للشأن الايراني يدركون ان هذه المشهد السياسي هو جزء من عملية، الفاعل فيها والنافذ هو المرشد الاعلى للثورة الايرانية علي خامنئي على اعتبار ان الاخير هو القائد للجمهورية. تأتي هذه الانتخابات في وقت تشهد فيه العلاقات الخليجية – الإيرانية توتراً وسوءاً غير مسبوقين في لحظة تاريخية تحّولية، إذ تتهم دول التعاون طهران في الضلوع بأعمال وتجسسية واستخدام حزب الله للقيام بأعمال تخريبية، إضافة إلى التدخل الايراني الصريح والواضح في الحرب الدائرة في سوريا، الامر الذي زاد من هوة الخلاف بين دول المجلس وإيران. ماذا تعني هذه الانتخابات لدول الخليج ؟ بالعودة إلى الانتخابات الإيرانية التي ينظر لها الخليجيون بشيء من الترقب والأمل في عودة الفترة الذهبية للعلاقات الخليجية – الإيرانية التي امتدت من 1993 إلى 2005 كان عرابيها هاشمي رفسنجاني ومن بعده محمد خاتمي، تلك الفترة التي شهدت انطلاقة في جميع المجالات بين الضفتين، وهو أمر يحن له كثيراً ويؤمن به أتباع الزعيمين الإصلاحيين على حد سواء إذ اعتبر الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني في حديث سابق لمجلة الدراسات الدولية الإيرانية أن تحسين العلاقات مع السعودية أمر ضروري، لكنه أكد في نفس الوقت أن بعض المسؤولين الإيرانيين لا يرغبون بتحسين هذه العلاقات. يؤكد الدكتور محمد صدقيان مدير المركز العربي للدراسات الإيرانية أن هذه الانتخابات لا تعني دول المجلس فقط، بل دول الإقليم لأن السنوات الثماني السابقة لم تكن العلاقات العربية - الايرانية في وضع يحسد عليه، لذا فالعلاقات بين الجانبين على طاولة الرئيس الجديد، وبالتالي فالمناظرات التي تمت كان جميع المرشحين فيها يؤكدون على ضرورة ترتيب العلاقات الخارجية سوء العلاقات الإقليمية أو الدولية، وأعتقد أن نتائج الانتخابات سوف تنعكس على العلاقات بين الجانبين. وتلك الأهمية يراها الباحث في الشؤون الإيرانية الدكتور محمد السلمي نابعة من البعد الجغرافي وبحكم الجوار بين الجانبين، مثيراً في الوقت ذاته عودة فترة حكم الإصلاحيين التي شهدت نشاطاً متبادلاً بين الضفتين بالرغم من وجود المرشد الأعلى علي خامنئي في تلك الفترة . ويضيف الدكتور السلمي تنصيب رئيس جديد لإيران ليس معناه إحداث تغيير في سياسات المنطقة، ولكنه قد يحسن في العلاقات بين إيران ودول المجلس. روحاني والعودة إلى الفترة الذهبية بالنظر إلى التأثر الكبير للمرشح الرئاسي حسن روحاني بكل من هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي إذ عمل مستشار للأمن القومي في عهد هذين الرجلين، حيث لا يُخفي تأثره بهما واستقلاله في نفس الوقت عنهما إذ يُنقل عنه: "أستشير رفسنجاني في الأمور الهامة دائماً، ولكن في الوقت نفسه أنا شخص مستقل" . لذا فإن وصول روحاني إلى سدة الرئاسة الإيرانية سيكون له بلا شك أثر ايجابي على مستقبل العلاقات الخليجية – الايرانية ، كونه يؤمن بفكرة حسن الجوار التي يعتقدها عرابوه ، ويوضح ذلك الدكتور محمد صدقيان بأن روحاني قالها صراحة بأنه يسير على السياسة التي سار عليها الرئيسان رفسنجاني وخاتمي اللذان كانا يعملان على تعزيز الثقة، لذا فإن فوز روحاني سيعيد لنا الصورة الحقيقية والجميلة التي تربط المملكة بإيران واعتقد أنه سيعيد العلاقات بينهما إلى ما كانت عليه قبل ثماني سنوات. لكن الدكتور محمد السلمي يربط عودة العلاقات لما كانت عليه في فترتي رفسنجاني وخاتمي بإزالة عدة عوائق . ويضيف في تصريح ل"الرياض" لو لم تكن الثورة السورية والتدخلات في البحرين وقضية الخلايا التجسسية لقلت أن فوز روحاني يعني العودة إلى الفترة الذهبية ، بالرغم من وجود إشارات لإمكانية أن تتحسن هذه العلاقات لكن عودتها إلى فترة رفسجاني – خاتمي مرهون بالملفات الثلاثة السابقة.