اعتبر اسفنديار رحيم مشائي، أبرز مستشاري الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، أنه يحظى ب «أهلية من السماء» لخوض انتخابات الرئاسة المقررة في 14 حزيران (يونيو) المقبل، فيما شنّ محمد خامنئي، شقيق مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي، هجوماً عنيفاً على رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني، بوصفه مرشّح «تيار الفتنة». ويسعى نجاد إلى أن يخلفه مشائي في الرئاسة، لكن معسكر خامنئي يتهم الأخير بتزعّم «تيار منحرف» هدفه تقويض نظام ولاية الفقيه. وثمة شكوك في إمكان مصادقة مجلس صيانة الدستور على ترشّح مشائي للرئاسة. كما أعلن ناطق باسم «لجنة المادة 90» التي تبتّ بشكاوى رسمية ضد المسؤولين، تلقّيها دعوى ضد مشائي، لافتاً إلى أنها ستُقدّم لمجلس صيانة الدستور، قبل مصادقته على أهلية المرشحين للرئاسة. وقال مشائي: «أهليّتي (لخوض الاقتراع) نلتها من السماء، ولا أحتاج مصادقة مجلس صيانة الدستور. هذا يعني أن إمام العصر (الإمام المهدي) سيغيّر الظروف، بحيث أن المجلس سيصادق على ترشحي». في غضون ذلك، قال رفسنجاني إنه سيشارك في الانتخابات، إذا شعر بأنه «قادر على إنقاذ» إيران، معتبراً أن «الشعب يسعى إلى تغيير في أسلوب إدارة البلاد، وليس تغيير شخص فحسب». لكن محمد خامنئي، شقيق المرشد، أشار إلى إفشال إيران «ثورة ملوّنة» خلال انتخابات 2009، مضيفاً: «هذه المرة لن يعتمد (الأعداء) الاستراتيجية ذاتها، إذ يبدو أن مجموع الأفكار والخبرات من معاهد البحوث الأميركية واستشاريّيها، التي قادت فتنة 2009، تقود إلى سيناريو جديد». وزاد أن أعداء إيران «قدّموا شخصاً سيجذب أضخم عدد من الأصوات، وسيشبههم فكرياً. وأظهرت أدلة أن رفسنجاني ربما كان الخيار الأفضل لهذه الخطة، ولا يهمّ إن كان مدركاً عمق المؤامرة». وعدّد محمد خامنئي أسباب «اختيار» رفسنجاني لهذه المهمة، أولها «اقتناعه منذ فترة طويلة، بالعلاقات مع الولاياتالمتحدة وتصريحاته العلنية في هذا الشأن». والسبب الثاني يتمثّل في «موقفه البيروقراطي والسياسي في الأوضاع الراهنة، وإمكان تجاوزه (عقبة) مجلس صيانة الدستور». والسبب الثالث هو «الدعاية الواسعة من المقربين منه، وتتمحور حول سجلّه قبل الثورة، ومواقفه السياسية قبل فتنة 2009». أما السبب الرابع فيتمثّل في «الثقة بتمسكّه بموقفه السابق، ومساندته تيار الفتنة»، فيما يتمحور الخامس على تمتّع الرئيس السابق ب «جذور لدى منظمات وطبقات، بينها كل القبائل والأعراق، واستعداده لإقامة علاقات مع مشيخات عربية ودول مجاورة». إلى ذلك، أشار الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي إلى «انعدام ثقة متبادل بين الحكومة والشعب، خلال رئاسة نجاد»، داعياً إلى «استعادة آمال الطبقة الوسطى والشباب وثقتهم، بعد تآكلها». ورأى الأولوية في التخلّص من «مناخ الشك» السائد في البلاد. في المقابل، حذّر «الحرس الثوري» من عواقب عودة رفسنجاني أو خاتمي، إذ قال علي سعيدي، ممثل علي خامنئي لدى «الحرس»: «عودة الماضي الخطر قد توجِد شكوكاً وتهديدات وانحرافاً في المجتمع الإسلامي». ولفت إلى أن عودة الماضي قد تعني استعادة حقبة «البنّائين والإصلاحيين»، في إشارة إلى تيارَي رفسنجاني (كوادر البناء) وخاتمي. في غضون ذلك، اعتبر رئيس هيئة التفتيش المركزي مصطفى بورمحمدي، المرشح للرئاسة، أن «سوبرمان سيفشل» في مكافحة الفساد المستشري في إيران.