أعلن رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران هاشمي رفسنجاني انه لن يترشح لانتخابات الرئاسة المقررة في حزيران (يونيو) المقبل، مبرّراً قراره بأن مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي «لا يثق به». في الوقت ذاته، أكد مقرّب من الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي، أن الأخير «لن يقول كلا» للترشح للمنصب، في ظروف محددة. وأفاد موقع «سحام نيوز» المؤيد للإصلاحيين، بأن رفسنجاني قال لمحافظين سابقين من الإصلاحيين والمعتدلين، التقوه لإقناعه بخوض السباق: «المرشد لم يَعُدْ يثق بي، على رغم أنني تصرّفت مثل أخ له». وأضاف: «أنا مَنْ أحضر خامنئي إلى طهران من مشهد، وسهّلت انضمامه إلى اللجنة المركزية للثورة، على رغم معارضة أصدقاء ثوريين كثيرين، والباقي معروف جيداً». ويبدو أن رفسنجاني يشير بذلك إلى دوره في اختيار خامنئي مرشداً للجمهورية، بعد وفاة الخميني العام 1989. وأشار رفسنجاني إلى لقاءات عقدها أخيراً مع خامنئي، لافتاً إلى أنهما لا ينظران بالطريقة ذاتها إلى المشكلات التي تواجه إيران. ولفت موقع «سحام نيوز» إلى أن رفسنجاني انتقد النفوذ الاقتصادي والسياسي الواسع ل «الحرس الثوري»، مذكّراً بأن نشاط «الحرس» خلال رئاسته إيران (1989-1997) اقتصر على سلاح الهندسة ومشاريع مثل بناء طرق. وزاد: «يسيطر (الحرس) الآن على الاقتصاد والسياستين الداخلية والخارجية، ولن يرضى بأي شيء أقل من (الهيمنة على) البلاد بأسرها». واعتبر رفسنجاني أن خامنئي وحده قادر على كبح «الحرس»، وشدد على أن ترشحّه للرئاسة «لن يكون حكيماً»، إذ لا يرى أملاً بتعاونه مع المرشد. في غضون ذلك، قال حسن رسولي، رئيس مؤسسة «باران» التابعة لخاتمي، إن ثمة تصاعداً في دعوة الرئيس السابق إلى الترشح، «بين الشعب والنخبة». ونقل عن خاتمي قوله: «إذا كان (شغلي منصب الرئاسة) سيشيع هدوءاً لتستقرّ البلاد، ويغرس آمالاً للمستقبل لدى الشباب، لن أقول كلا». وأشار رسولي إلى أن الرئيس السابق يحلّل الآن الأوضاع في البلاد، و»يدرس عوامل ذات تأثير اجتماعي وحكومي، قبل دخوله السباق الانتخابي». ولفت إلى استطلاعات رأي أعدّها أصوليون، أظهرت أن خاتمي يحظى بشعبية أوسع بكثير من شعبية مرشحين آخرين. في السياق ذاته، وجّه سجناء سياسيون رسالة إلى خاتمي، تحضّه على خوض الانتخابات، «مع أقصى نكران للذات»، إن كانت الظروف ملائمة. ودعوا الرئيس السابق إلى إسقاط شرط طرحه سابقاً للترشح، بإطلاق السجناء السياسيين، معتبرين أن «مصير البلاد والشعب أكثر أهمية بكثير» من مصير هؤلاء. وبين الموقّعين على الرسالة شخصيات إصلاحية بارزة، مثل مصطفى تاج زاده وعبدالله مومني وعبد الفتاح سلطاني. على صعيد آخر، أعرب وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن خيبة لفشل جولة المحادثات بين طهران والدول الست المعنية بملفها النووي، في ألما آتا عاصمة كازاخستان أخيراً، لكنه حضّ على الصبر قبل انتخابات الرئاسة الإيرانية. وأبلغ لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، انه لا يتوقع حدوث أي تطوّر «دراماتيكي» في الشهرين المقبلين، قبل الانتخابات، وعلّق على دعوة أعضاء في اللجنة إلى تشديد العقوبات على طهران، قائلاً: «أعتقد بأن علينا التحلّي بقليل من الصبر، وبأن ثمة أهمية حاسمة، لتوقيت واختيار موعد ما قد نفعله. علينا التعاون معاً في هذا الصدد». من جهة أخرى، ضربت هزة قوتها 5.2 درجة على مقياس ريختر، مدينة تاسوج شمال غربي إيران أمس، ولكن لم تُسجّل إصابات. وقبل أيام تعرّض جنوب شرقي إيران لزلزال قوته 7.8 درجة، اعتُبر الأضخم منذ نصف قرن، أوقع قتيلاً في إيران وحوالى 40 في باكستان، مثيراً ذعراً في دول الخليج والهند.