بعد مذبحة القصير، أصبح الطريق قصيراً بين دول الخليج وحزب اللات، فلم يعد هناك مسافة كبيرة تفصل بين الحذر الخليجي وتطلعات الحزب التخريبية في الخليج.. الحذر الخليجي من الدخول في صراع طائفي أبعد كثيراً دول الخليج عن مصالحها الحيوية والتزاماتها القومية في المنطقة، وعلى الجانب الآخر استفادت ايران وحليفها حزب الشيطان من هذا الحذر، فدخلت العراق من البوابة الطائفية وسيطرت على القرار السياسي في بغداد بموجب وثيقة طائفية، وأحيت الروح الطائفية في اليمن وجعلت لها انتماء ومشروعاً ورجالاً يتحركون متى أمرت.. وفي الخليج بنت عصب المشروع الطائفي "المال" ففي الخليج اكثر من مشروع استثماري يعمل لصالح حزب اللات، وأكثر من وقف يشتري للحزب الرصاص والسيارات ويؤمن لهم جميع مصادر ترف الحياة، ويقوم على هذا الوقف خليجيون مؤمنون برسالة الحزب ويؤيدون عنصريته الطائفية. حزب اللات درب اتباعه في الخليج واليمن على الاعمال التخريبية، وشاهدنا أثر هذا التدريب في أزمة البحرين، وتحركات الحوثيين في اليمن.. فالمشروع الايراني ينفذ وفق رؤية واضحة وفترة زمنية محددة وبقواعد تكتيكية حاضرة للتعامل مع كل ازمة طارئة، مثل ماهو موجود الآن في سوريا، فقد كانت مساندة ايران لنظام بشار مباشرة وفورية.. فطهران تدافع عن مشروعها الذي انفقت عليه الكثير. مع هذه المعطيات تحتاج دول الخليج لأسلوب جديد مع التعاطي مع المشروع الايراني، فالتحذير من الصراع الطائفي لم يعد حجة نافعة بعد ان أخذ المشروع الإيراني يتمدد في طول الوطن العربي وعرضه. معركة القصير اثبتت بكل وضوح ان حزب اللات حزب طائفي او يستخدم البعد الطائفي ليحقق مصالح ايران في المنطقة، وهو على استعداد ان يرتكب ابشع الجرائم لتحقيق الحلم الفارسي. فاليوم لا نريد ان نثبت تبعية الحزب لإيران او دناءة اهدافه، وعداءه الشديد للعرب وأهل السنة، الذي نريده هو رؤية واضحة تحدد بقوة السلاح والحجة السياسة التي يجب ان تقدم على كل اعتبار في اللحظة الراهنة، فالتحديات الأمنية التي تواجهها دول الخليج ليست محتملة ومستقبلية، بل تحديات حالية وموجودة في الواقع، فقبل أيام قليلة قبضت المملكة على عناصر تجسسية تعمل لحساب إيران وقبلها بثلاثة اعوام كشفت الكويت عن خلية تجسسية تعمل لحساب طهران الشواهد كثيرة التي تعزز التواجد الايراني المريب في المنطقة. فدول الخليج اليوم مطالبة باتخاذ اجراءات أمنية ملزمة لحماية أمنها من اتباع ايران واذنابها، فحزب الشيطان له وجود في الخليج، واليوم يجب ان يعلن هذا الوجود ويفضح، وتحدد مؤسساته ورجاله، فإيران تسابق الزمن لتحقيق مشروعها التوسعي في المنطقة ولديها أكثر من سبب داخلي وإقليمي لتصدير الصراع لدول الخليج. فان لم تتحرك دول الخليج للعمل على تعطيل المشروع الإيراني في المنطقة، فسوف يكون مستقبلنا مثل مستقبل العراق ولبنان اليوم وربما اسوأ. ولعل الدعوة لدخول قوات عربية للأراضي السورية من اجل حماية الشعب السوري من القوات الايرانية ومليشيات حزب اللات تكون هي السياسة المتبقية الوحيدة للتعامل مع وحشية إيران وحلفائها، فالجامعة العربية اعطت مقعد سوريا في القمة لممثلي الشعب السوري أي أن التمثيل السوري في الجامعة شرعي، فهذا الامر يترتب عليه ان تقوم الجامعة العربية واعضاؤها لحماية هذه الشرعية من الاحتلال الايراني، فطهران وشيطانها اعلنوها حرباً طائفية احتلالية على دولة عربية، فهل نرى من العرب شيئاً آخر غير التنديد؟