لا أدري هل سمعتم عن «جزار البشر» في المدينةالمنورة أم لا ؟ وهو طبيب أذن وأنف وحنجرة، ولكن لأمر ما لم توضحه الصحيفة التي نشرت الخبر جمع إلى هذا التخصص ختان الأطفال كمن يجمع بين الحجامة والفقه، وكانت النتيجة وبالاً على الأطفال الذين وقعوا تحت مبضعه، إذ بدلا من أن يختنهم قطع عضو ذكورتهم بالكامل، وكان الله في عون الأطفال، أما الطبيب فلا خوف عليه، فقد سارع المسؤول عن الشؤون الصحية بتأليف لجنة للتحقيق في القضية، والنتيجة معروفة مسبقا، وقد ارتفعت نسبة الأخطاء الطبية مؤخرا إلى درجة جعلت وزارة الصحة، كما ذكرت صحيفة أخرى تسارع لتعلن عن توجهها لزيادة عدد الهيئات الشرعية، بهدف الإسراع في البت بقضايا الأخطاء الطبية المحالة إليها من وزير الصحة، وهذا لن يحل المشكلة ولن يقضي على ظاهرة الأخطاء الطبية، ولهذا يجب إذا أردنا ذلك أن نصل إلى جذور القضية، وإذا فعلناه سنجد أننا نحن القضية، فنحن الذين اخترنا هؤلاء الأطباء، ونحن الذين فحصنا شهاداتهم، وإذا كانوا من حثالة الأطباء فليس أمامنا غيرهم، والأطباء المتمرسون والقادرون لا يغادرون بلادهم التي ارتفع فيها مستوى الدخل عن الماضي ويغامرون بالقدوم إلى بلادنا خاصة وأن الرواتب والحوافز التي نقدمها لهم لا تغريهم، وليس لنا حل سوى ابتعاث أكبر عدد من أبنائنا لدراسة الطب في الخارج..